يعني أيه Gap year؟..   «جيل زد» يروي تجاربه مع «استراحة سنة الفراغ»

مؤيدو التجربة: فرصة للتخفيف من تعب الثانوية العامة.. والمشاكل النفسية والندم أكبر أزماتها

Gap year هو مصطلح يطلق على فترة زمنية بين مرحلتين مهمتين في الحياة عند الشباب، وهو يعني سنة الفراغ وهذه السنة منتشرة بشكل كبير في البلاد الغربية وتتم إما بين الدراسة الثانوية والدراسة الجامعية أو بين سنوات الدراسة بالجامعة غالبًا لا تتم قبل ذلك، ولكن لأن العالم حاليًا أصبح قرية صغيرة باستخدام الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي فأنتقل هذا المفهوم لجيل زد حاليًا وبدأ في أخذ Gap year بعد الثانوية، وهذا لأنها تعتبر في مدرسة سنة في غاية الصعوبة وتحتوي على الكثير من الضغط النفسي ومن خلال هذا التحقيق سنتطلع على أسباب أخذهم لهذا القرار الكبير بالنسبة للمجتمع المصري وهل هو قرار صائب أم أنه طيش شباب؟

بدأت ليلى خالد، طالبة بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان قسم ديكور، والتي حصلت على الثانوية العامة عام 2019، ذات الـ23عامًا، قصتها بأنها كانت تفكر في الحصول على Gap year منذ أن كانت في الثانوية العامة لأنها كانت تشعر بالتعب بسب الثانوية بشكل كبير وكانت تريد أخذ راحة من الدراسة تستعيد بها طاقتها، وكان أهلها غير موافقين على هذا القرار، ولكنها لم تحاول إقناعهم بل وضعتهم أمام الأمر الواقع ولم تذهب للكلية وكانت متمسكة بقرار بشكل كبير على الرغم من الضغط عليها للتراجع ، ومع ظهور النتيجة كان القرار أقوى لأنها شعرت بالانهيار بسببها على الرغم من حصولها على معدل 96%، ولكنها لم تستطع أن تلتحق بالكلية التي كانت تحلم بها وهي كلية طب الأسنان، وجاء لها بالتنسيق في البداية كلية العلوم ولكنها كانت تكرهها بشكل كبير ولم تعط لها أي فرصة وكان قرار أخذ Gap year لترتيب أمورها وتحديد ما هي الخطة البديلة التي ستسير بها في الجامعة.

وحاولت ليلي، أن تستغل السنة بشكل كبير فطورت من لغتها الإنجليزية وتتطلع على الكليات المختلفة والمتاحة لها وتقارن بين هذه الكليات لتحديد أهدافها وقامت بعد Gap year بالتقديم لامتحانات قدرات كليات الإعلام والفنون التطبيقية والفنون الجميلة لكنها لم تنجح في قدرات كليتي الإعلام والفنون الجميلة، ولكنها وفقت في دخول كلية الفنون التطبيقية، ومع دخول كلية الفنون التطبيقية استطاعت أن تجد شغفها على الرغم من أنها لم تكن في خطها من البداية ولكن ال Gap year ساعدتها في التخطيط بشكل أهدى وأعمق.

وقالت: «تعتبر Gap year هي أحسن قرار أخذته في حياتي على الرغم من أن السنة نفسها لم تكن أحسن شيئًا بسبب الضغط النفسي الذي كان يتم على من أهلي، لكن الذي حدث لي بعد ذلك، واكتشاف ذاتي بكلية الفنون التطبيقية لم يكن ليتم لولا هذه السنة، ولم أندم للحظة على هذا القرار حتى الآن، لأنها كانت السبب في فهم نفسي ».

يوسف مصطفى

ولكن قصة يوسف مصطفى مع Gap year كانت مختلفَا فهو دفعة ثانوية عامة 2021، في 21 من عمره، وحصل على مجموع 76%، فأيضًا اختار له مكتب التنسيق كلية لم يرغب يوسف بالتحاق بها، فكان يريد أن يقوم بالتحويل إلى كلية أخرى ولكن مع بطيء إجراءات التحويل أختار أن يحصل على Gap year ، ولكنه لم يكن يخطط لذلك من قبل ولكن هذا القرار جاء على أساس أنه لا يريد أن يضيع أربع أو خمس سنوات من حياته في كلية ومجال لا يرغب فيه، وكان الحال مع الأهل كما كان حل سلمى ولكنه أيضًا أصر بشكل كبير على قرار الصمود.

وذكر عن هذه السنة «مفيش وقت مثالي علشان أبدأ في حاجة فقررت أن أبدأ وخلاص لأن الوقت المثالي عمره مبيجي، وده تعلمته من ال Gap year وكانت قرارًا صائبًا 100%، ونصيحتي أن لا أحد يأخذ مثل هذا القرار دون أن يكون له هدف معين ويحاول أنن يستفاد منها في تطوير مهارة أو لغة، من الممكن أن تكون السنة صعبة لكن نتائجها مبهرة».

من أعمال يوسف مصطفى في تلك الفترة تعبر عن شعوره

أما بالنسبة لبسملة رأفت، صاحبت22عامًا، وحصلت على الثانوية العامة في عام 2020،أن أهلها كانوا موافقين على هذه السنة لأنها كانت تعاني من مشاكل صحية فبعد الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة بشهرين قامت بعمل عملية جراحية بعينيها وبعد ذلك حدث لها حادث كاد يؤدي بعينيها، وذا على ذلك السبب الإرهاق التي كانت تشعر به بسبب الثانوية العامة فكان قرارًا الـ Gap year هو القرار الأمثل، ولكن هذه الفترة على الرغم من مرضها إلا أنها استفادت منها نفسيًا بشكل كبير واستطاعت تحديد أهدافها وخطواتها في الحياة ولتحقيق أحلامها بشكل أكبر.

وخرجت صانعة المحتوى أمنية عوض، بفيديو بعد حصولها على الثانوية العامة 2023، بأنها قررت أن تقوم بترك الدراسة لمدة سنة وأخذ Gap year، وقامت بعمل فيديو آخر بعنوان «بعد سنة من قرار ترك الدراسة «ندمانة؟»»، وحصل هذا الفيديو على 13ألف إعجاب، و199837 مشاهدًا، و789تعليقًا أغلبهم من شباب يحكون عن تجربتهم مع الثانوية العامة التي يرونها بشكل كبير تجربه قاسية، وهذا هو الأهم عرفة ما حدث لها في هذه السنة، وعبرت في الفيديو أن فكرة ال Gap year جاءت لها لأنها كانت تريد أن تكون مثل الأشخاص الناجحين من وجهة نظرها وترك التعليم لمدة سنة بعد الثانوية العامة، وقالت إنها تركت الدراسة «علشان يكون في حد عمل كد قبل كده ولأن تقريبا عددًا إلي عمل كده قليل أوي فقررت أجرب في نفسي»، وكانت هذه السنة بالنسبة لأمنية مليئة بالحركة فاهتمت بمحتواها بشكل أكبر وقامت بالسفر خارج مصر ببلدين مختلفين والسفر لمحافظات مختلفة داخل مصر، ولكنها كانت أيضًا يوجد جزء مأساوي بهذه السنة فحصلت على علاج نفسي بها، وأشارت في الفيديو أنها اهتمت بالمذاكرة في هذه السنة أكثر من أي سنة دراسية مرت بها من قبل لأنها شعرت بالمسئولية الأكبر وكانت تذاكر لنفسها ولتطوير ذاتها في مجالات مختلفة وليس للدرجات واجتياز امتحان، وأوضحت أن المشكلة لا تكمن في الدراسة بحد ذاتها لكنها تكمن في ضغط المجتمع الذي يفرض عليك أن تكون مخططًا لكل خطوة بحياتك دون وجود أي فرصه لذلك، ومصطلح «علشان متكونش متأخر» يؤثر بشكل كبير على قراراتنا حتى وإن كانت غير صحيحة.

ومن خلال التجارب أجمعوا أن القرار كان صعبًا بشكل كبير وكان يضغط نفسيًا عليهم لكنه كان صائبًا ولم يندم أي منهم في أخذه للحظة، لكن لماذا يتم عليهم كل هذا الضغط، أليس لديهم حرية الاختيار والتجربة، فأحيانا تكون القرارات المتهورة هي أحسن قرار يؤخذ ويغير مسار الحياة بشكل كبير، وكما هو منتشر بين جيل زد في هذه الأيام «No Risk No Fun» ولكن يجب أن تكون مسئولًا فقط مجرد مسئول عن كل ما تأخذه من قرارات وأعلم بأنك الوحيد من يتملك زمام أمور مستقبلك وشغفك فتحكم بها بحكمة.

Scroll to Top