«جيل زد» تسأل الخبراء.. هل القانون يفرض عقوبة على سرقة بصمة الوجهة؟
صاحب التطور التكنولوجي وثروة المعلومات العديد من المزايا التي ساهمت في تسهيل حياة البشر، على جانبها حملت في طيتها العديد من العقبات التي قد تكون سبب في تدمير وتشوية حياة الأشخاص الأبرياء، ومنها سرقة بصمة الوجه دون أن تشعر، وذلك عن طريق برامج تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، واختراق الهاتف، والبرامج الخبيثة أو الموافقة على شروط الخصوصية الخاصة ببرنامج ما دون التمعن في قرائتها.
التزييف العميق يساهم في سرقة بصمة الوجهة
في البداية، قال محمود أحمد، الخبير الإلكتروني، إن سرقة بصمة الوجهة تتم عن طريق التقاط المخترقين صورة أو فيديو لبصمة الوجه واستخدامها لفتح الهاتف، أو استخدام قناع ثلاثي الأبعاد للوجه مطبوع بتقنية عالية لخداع تقنية التعرف على الوجه، أو استخدام برامج التزييف العميق لإنشاء فيديو مزيف يخدع الفرد كما لو أنه ينظر إلى الهاتف، وأيضا برامج التعرف على الوجه مع تقدم العمر تتغير ملامح الوجه بشكل طبيعي، مضيفا أنه قد لا تتمكن تقنية التعرف على الوجه من التعرف على الوجه بشكل صحيح إذا لم يقم الفرد بتحديث بصمة وجهه بانتظام لذا يجب تحديث البصمة كل عام أو عامين للحفاظ على دقة التعرف على الوجه.
وذكر الخبير الإلكتروني، أن التقاط الصور من زوايا مختلفة عند تحديث بصمة الوجه، أو ارتداء نظارات أو العدسات اللاصقة يجب التأكد من ارتداءها عند تحديث بصمة الوجه، لأنه قد يكون سبب في سرقة بصمة الوجه، وتُعرف برامج سرقة البصمة بالبرامج الخبيثة لتصميمها في خداع أنظمة التعرف على الوجه وسرقة البيانات الشخصية عن طريق استخدام تقنية «ديب فيك» لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للوجه، وتُستخدم لخداع أنظمة التعرف على الوجه، أو عن طريق البرامج الضارة، التي تُزرع على على الهاتف وتُمكن المخترق من الوصول إلى كاميرا الجهاز لالتقاط صور للوجه دون علم الشخص، بجانب التطبيقات المُزيفة التي تُغري المستخدمين بتقديم وظائف جذابة، بينما تُخفي وظيفتها الحقيقية في سرقة بيانات الوجه.
وأضاف الخبير، أن مخاطر سرقة بصمة الوجه تُمكن المخترق من الوصول إلى حساب مواقع التواصل الاجتماعي، البنوك، البريد الإلكتروني، أو استخدام المعلومات الشخصية لسرقة الأموال أو ٳرتكاب جرائم مالية، ويمكن للمخترق انتحال الهوية ارتكاب جرائم باسم المستخدم موضحاً أنه لحل مشكلة سرقة بصمة الوجه من الهاتف يجب استخدام تقنية «التعرف على الوجه ثلاثي الأبعاد» حيث توفر هذه التقنية حماية أكبر من تقنية التعرف على الوجه ثنائية الأبعاد، قهي تتعرف على ملامح الوجه بشكل دقيق أكثر، بجانب تعيين رمز PIN أو كلمة مرور قوية، كطريقة احتياطية للوصول إلى الهاتف في حال تم سرقة بصمة الوجه، بجانب تجنب استخدام بصمة الوجه على التطبيقات غير الموثوقة، حيث قد تُستخدم هذه البيانات لسرقة المعلومات الشخصية، مشيراً أنه يجب تحديث نظام التشغيل بانتظام للحصول على أحدث تصحيحات الأمان.
وأكمل محمود، أن بصمة الوجه تُعد من الطرق السهلة والسريعة لفتح الهاتف من رمز PIN أو كلمة المرور، حيث تُوفر حماية أكبر عند سرقة الهاتف، موضحاً أنه يجب الحذر من التطبيقات التي تطلب استخدام بصمة الوجه، والتأكد من شرعية التطبيق قبل السماح له بالوصول إلى البيانات الشخصية، واستخدم كلمة مرور قوية وتجنب تكرار كلمة المرور على حسابات متعددة، وتحديث البرامج باستمرار والتأكد من تحديث نظام التشغيل والتطبيقات بانتظام للحصول على أحدث ميزات الأمان، واستخدم تقنية المصادقة الثنائية لأنها تُضيف طبقة إضافية من الأمان عند تسجيل الدخول إلى الحسابات، مشيراً إلى أنه لا توجد طريقة آمنة تمامًا لحماية بصمة الوجه من السرقة، لكن يُمكن اتباع الارشادات المُذكورة للحد من مخاطر السرقة، ضاربا أمثلة على برامج سرقة بصمة الوجه مثل برنامج«Chameleon» وهو يُعطل ميزة فتح القفل ببصمة الوجه أو الوجه، ويُصيب أجهزة«Android»، و «Deepfake» وهى تقنية تُستخدم لإنشاء صور أو مقاطع فيديو مزيفة تُظهر شخصًا يقول أو يفعل شيئًا لم يفعله في الواقع، مؤكدًا وجود بعض الشركات في الولايات المتحدة تقوم بشراء بصمة الوجهة مقابل 200 ألف دولار وأكثر وذلك لعمل روبوتات تحمل ملامح الشخص.
عقوبة سرقة بصمة الوجه
من جانبه، أوضح المحامي محمود صلاح، أن عقوبة سرق بصمة الوجه في نصوص مواد قانون العقوبات في مصر، تختلف حسب نوع السرقة والأضرار التي لحقت بالمجني عليه، وأقصى مدة تصل ٳلى 3 سنوات وقيدها جنحة، وتوجد سرقة عقوبتها من 3 سنوات سجن مشدد حتى تصل إلى السجن المؤبد وذلك من المادة 320 من قانون العقوبات في مصر.
قالت ميادة أحمد، من محافظة القاهرة، إن فيس اب هو برنامج يقوم بتحرير الصور لصور كرتونية بالذكاء الاصطناعي أو تحريرها ليكون الشخص كبير في السن، وتنص شروط استخدام البرنامج أنه يقوم بتخزين الصورة في الخوادم السحابية لفترة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة لتمكن المستخدم من العودة للصورة، بجانب جمع معلومات عن المستخدم مثل اسم حساب مواقع التواصل الاجتماعي وعدد الأصدقاء وجهة الاتصال وبيانات الهاتف مثل نوع الهاتف ونظام التشغيل والشركة المصنعة والبلد التي يتواجد بها ومعلومات عن الموقع الإلكتروني، والمدة التي قضاها الفرد على الهاتف ومسارات التنقل بين الصفحات، هذه المعلومات تخزن باسم «LSOs».
جيل زد وبرنامج فيس أب
وأضافت ميادة، أن البرنامج يقوم بإنشاء بيانات مجهولة المصدر غير معروفة الهوية عن طريق إزالة المعلومات الشخصية عن المستخدم وذلك للإعلانات والدعم الفني والتواصل مع المستخدم في حال حدوث عطل ما ولا يحق لأحد معرفة نوع هذه المعلومات أو المطالبة بحذفها غير سكان ولاية كاليفورنيا، مشيرة إلى أنهم لا يستخدمون الصور ٳلا للتحرير ولا يأخذون ألبوم الصور، موضحة أنه يجب قراءة شروط الاستخدام قبل الموافقة عليها حتى لا يتم سرقة بصمة الوجه وفي هذه الحالة لن يكون لك حق في المطالبة بحذفها مثل ما حدث في مسلسل Black Mirror.
