شيوخ الدين: السوشيال ميديا سبب في تضليل الشباب دينيا.. والاستعانة بالمصادر الرسمية ضرورة
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الكثير من الشيوخ الذين يقللون الشباب عن دينهم، فهل يقع الشباب في فخ هذه الشيوخ أم لا، كما هناك كثير من القضايا الذي اختلف الشباب فيها في الرأي فهل يتفق الشيوخ علي رأي واحد؟، فلذلك نرصد في هذا التحقيق رأي بعض الشباب في هذه القضايا ورأي أهل الدين أيضا.
قالت نانسي مدحت، طالبه في الفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، 21 عاما، أن عندما تريد أن تأخذ فتوى دينيه أو تسال سؤال ديني تأخذ أون لاين أو عن طريق سؤال الشيخ أو داعية تثق فيه مثل الدعاية مصطفى حسني، مضيفه «في حاجات في الصلاة مش متأكدة منها كل شيخ بيقول حاجه فبحاول أصلي صلاة صحيحة».
وضحت «مدحت» أن من وجهه نظرها أن الانتحار حرام مهما قالت الشيوخ أو اختلفت وجهات النظر لأنه كفر بالله فيجب على الانسان أن يصبر مهما كانت الصعوبات ويثق بالله عز وجل، مضيفه أن قضيه استقلال الفتاه بعد سن 21 في منزل الخاص بها حتى بعد موافقه اهلها هي خطا لأنها ممكن أن تقع في الفتن لوحدها أو ترتكب المعاصي.
قال ماجد حسين، موظف بإحدى الشركات، 25 عاما، أنه يأخذ فتوى الدينية من إحدى الشيوخ أو الداعية التي يثق فيهم مثل عثمان الخميس وعبد الله رشدي وأضاف أنه يوجد مواقع كثيره يتم تحميلها على الموبايل تستطيع أن تأخذ منها فتواك مثل موقع اسلامك وأضاف أيضا أنه لا يوجد شيء أو قضيه لم يوضحها الإسلام فالقرآن والأحاديث وضحت كل شيء.
عبر «صاحب الـ 25 عاما» أن مثل قضيه الانتحار كثيرا من الناس يختلفون في حكمها ولكن الانتحار واضح أنه حرام وكفر بالله عز وجل ولو حد عنده مشكله أو صعوبات في حياته يلجأ للقرآن والصلاة أحسن بكثير وأضاف أن رأيه في استقلال البنت في منزل خاص بها بعد سن 21 عاما حرام لأنها كائنات ضعيفة ولا تستطيع أن تحمي نفسها ومن السهل خدعها.
قالت مي سامي، طالبه في الفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعه القاهرة، 20 عاما، أنها تأخذ الفتوى الدينية من خلال الاتصال بالأزهر أو من خلال الفيديوهات السابقة للشعراوي وأضافت مي أنها تحب وتثق بالشيخ الشعراوي «للأسف ما فيش شيخ زيه دلوقتي في حاجات كثير جديده ظهرت بكون عايزة رأي الشيخ زي الشيخ الشعراوي».
وضحت «سامي» أن رأيها في الانتحار أنه حرام لأنه ليس من السهل أن يستغني إنسان بروح خلقها الله «ده احنا لما بنقتل حيوان بالغلط بنزعل امال بقى لما حد يقتل نفسه» مضيفه أن استقلال البنت في منزل خاص بها بعد سن 21 عاما هو غلط نسبي على حسب الظروف المحيطة «من رأي ممكن البنت تستقل لما يكون عندها 25 سنه او 26 ودي مش حاجه غلط بدليل إن في ستات كثير أرامل ومطلقات عايشين لوحدهم»
قال عمرو جمال، خريج كلية هندسه جامعة القاهرة،27 عاما، أنه عندما يكون لديه أسئلة دينيه يأخذها من بعض المشايخ الذي يثق بهم مثل الشيخ سمير مصطفى، مضيفا أنه يوجد بعض المواضيع في الصلاة التي لديها عده إجابات ولكنه لكي يحسم هذا الجدل يأخذ برأي شيخه سمير مصطفى حتى لا يشتت نفسه بين أكثر من مصدر
ورأي جمال في الانتحار أنه أكبر خطأ لأنه لا شيء يستحق بأن تزهق نفسك من أجله كما أن ديننا الحنيف جرم ذلك وعظم من ارتكاب الانسان فعل الانتحار وفيه اعتراض على أقدار الله ومخالفه أوامره، ورأيه في استقلال البنت بعد سن 21 عاما في منزل خاص بها «أكبر خطأ لأن تعليم دينا وعادتنا لا تسمح كما أن الفطرة السوية لا تحلل ذلك».
وعي ديني بداية آمان
وعن رأيه في العوامل التي تساهم في زيادة الوعي الديني للشباب قال الشيخ عبده الازهري، أحد المشايخ المعتمدين من وزارة الأوقاف، إنه لحماية الشباب من الفتن المغلوطة لابد من وجود وعي ديني لديهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» فيجب على الاباء تكوين الوعي الديني لأولادهم منذ الصغر فالنبي صلى الله عليه وسلم قال «علموا أولادكم الصلاة من سبع سنين واضربوهم من عشر» فلابد من تعليمهم أهمية الصلاة والعقيدة وفهم اركان الايمان فيتكون لديهم الوعي الكافي للحكم على الحلال والحرام.
وأضاف الشيخ عبده، أن الانتحار غير جائز شرعاً ويعد من الكبائر فقال الله تعالى «ولا تقتلوا أنفسكم أنه كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا» ولكن الإنسان الذي يعاني من الاكتئاب والضغط النفسي فهو خارج من التكليف نظراً لعدم إدراكه لحقيقة الأمر فيكون مسلوب الإرادة غير واعي لما يفعل فبذلك لن يكون آثما إن شاء الله أما إذا كان مصاب بالاكتئاب ولكنه في كامل وعيه وإرادته فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر وأمره إلى الله.
وتطرق العالم الأزهري، إلى أن الإسلام أقر للفتاة أن يكون لها ولي في كل أمور الحياة حفاظاً عليها وعلى عفتها وصوناً لكرامتها وللإنفاق عليها، ففي فترة الطفولة والمراحل التعليمية تكون في ولاية الأب ثم بعد ذلك تنتقل إلى ولاية الزوج، أما سكن البنت بمفردها فيعرضها للفتن وأن تكون مطمع لأشخاص لا دين لهم، أما إذا كان هناك ضرورة لسكن البنت بمفردها فهو جائز ولكن إذا استقلت الفتاة بمفردها في غير ضرورة وفي وجود والدها وأخواتها فهذا أمر لا يجوز.
وأضاف “الأزهري”، أن معظم الشباب في وقتنا الحالي يلجأون إلى الإنترنت لمعرفة أمر ما في الدين ومع ذلك فإنهم لا يستطيعون فهم مضمون الحكم بشكل جيد، فيجب أن يلجأوا إلى أقرب شخص إليه مؤهل لذلك مثل إمام المسجد المعين من الدولة فإن لم يجد فعليه بدار الإفتاء المصرية، وفي ظل انتشار الانترنت وقضاء وقت كبير عليه لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مصدر للدين بمتابعة رجال الدين على هذه المواقع فهذا الأمر غير كافي فلابد من المتابعة والجلوس على يد شيخ هي أفضل طريقة للتعلم.
وصرح الأزهري، أن معظم الشباب يعاني من ادمان الانترنت ولحل تلك المشكلة يجب عليهم اولا تنظيم وقتهم وتحديد الاشياء التي سيقضون عليها اوقاتهم، فالأجيال الحالية لديهم وعي ديني ومعلومات دينية كثيرة ولكنهم أقل التزاما بتعاليم الدين بسبب الفتن المنتشرة في هذا الزمان بينما الأجيال الماضية كانوا يعانون من الجهل الديني في اشياء كثيرة ولكن كان لديهم التزام بتعاليم الدين التي يعرفونها والخوف من الوقوع في الحرام.
بدوره، أكد الشيخ محمد أحمد أستاذ بالأزهر الشريف، ضرورة الاستعانة بأهل التخصص الديني لمنع الوقوع في الفخ، فقال تعالى “فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” فهناك العديد من المصادر التي يلجأ إليها الشاب مثل دار الإفتاء المصرية والفتوى الإلكترونية التابعة لمركز الأزهر وغيرها من المصادر، واستكمل حديثه أنه علينا جميعاً أن نجتهد ونتوكل على الله ونعمل ما علينا فالإنسان لا يملك نفسه ولا يجوز أن يقتل نفسه قال صلى الله عليه وسلم “أرضي بما قسمه الله لك تكن اغنى الناس”.