استشاريون نفسيون: الأمر أساسه المعرفة الخاطئة قبل الزواج.. ومشاهدات التلفاز عن عمليات الولادة الجراحية
نسمع كثيرا عن الخوف من الحمل والولادة، وكون بعض النساء يعانين بشدة من هذا الخوف، ويقول البعض إن هذا مجرد خوف عابر ولا غير أو أن بعضهم يتدللون على عائلاتهم وأزواجهم، ولكن هل كنت تعلم أن الخوف من الحمل والولادة هي في الأصل فوبيا «توكوفوبيا» وتعني الخوف من الحمل والولادة، هذه الفوبيا لها تأثير كبير على من يعانون منها، لدرجة يمكن ألا تتوقعها أنت، فبعض النساء لا يُقبلن على الزواج في الأصل خوفا من الحمل والولادة لاحقا، وبعض النساء تحاول مقاومته حتى تحقق حلمها بالخلفة، ولكن كان علينا النظر أعمق في هذا المرض، والذي قد يؤدي إلى دعم ظاهرة اللإنجابية، والتي أصبحت منتشرة في وقتنا الحاضر.لذلك في هذا التقرير سنتعرف أكثر على توكوفوبيا، عن أسبابها، وخطورتها، وعلاجها، وهل يمكن أن تكون داعما لفكرة اللاإنجابية؟
يقول الدكتور محمد أحمد الاستشاري النفسي إن التوكوفوبيا قد تصاب بها المرأة المتزوجة والعازبة، ولا يقتصر الأمر على المتزوجين فقط، فالأسباب التي قد تؤدي إلى التوكوفوبيا هي أولا المعرفة الخاطئة حول فكرة الحمل والولادة، والتي تتولد من البيئة التي تحيط بالفتيات، فقد تكون بعض الفتيات شاهدن تجارب حمل فاشلة، أدت في النهاية إلى موت الأم أو الجنين، ويعد هذا من أقوى الأسباب التي تزيد من هذه الفوبيا لديهن، كما أن ما يتم تداوله في التلفاز أثناء فترة الولادة له عاملا قويا، حيث يوضح هنا أن مشاهد الولادة تخلق عند الفتيات خوفا ورهبة من تلك اللحظة حيث يتم التركيز على الألم التي تعاني منه المرأة أثناء الولادة والصراخ الشديد، وهذا كله يزيد من التأثير السلبي على نفسية الفتيات والنساء.
وذكر محمد أن علاج التوكوفوبيا يبدأ من الدعم الأسري، والمعرفة السليمة حول الحمل والولادة، وبالتأكيد دعم شريك الحياة، لأن في النهاية المرأة تكون في حاجة دائمة إلى من يساندها طوال هذه الفترة ويعطيها القوة والثبات خاصة إذا قد عانت من قبل من إجهاض أو حالات صحية أدت إلى تكوين خوف كبير في داخلها.ويوضح الاستشاري النفسي أن التوكوفوبيا قد تكون عاملا في جعل الفتيات يتبنون فكر اللاإنجابية محاولة منهم لتجنب هذه اللحظة، ويعلق أيضا أن تبني هذا الفكر أصبح سهلا بالنسبة لهم خاصة أنه منتشر بين الشباب في الفترة الحالية، لذلك يجب أن تكون هناك توعية سليمة وكاملة لهن فليس لأنها تعاني من فوبيا الخوف من الحمل والولادة فعليها أن تمتنع تماما عنها، هذا لا يصح تماما لأنها تفقد شيئا قيما بالنسبة لها كأنثى خلقها الله بهذه الهبة الجميلة.
وأضافت ياسمينا شاهين طبيبة النساء والتوليد أثناء استضافتها في برنامج صباح الورد أنه هناك كذلك أسباب جانبية قد تجعل المرأة تخاف من الحمل والولادة وهي التغيرات الجسدية التي تطرأ على النساء أثناء فترة الحمل، والأمراض التي قد تصاب بها أثناء هذه الفترة والتي تكون داعما قويا لبعضهن لتجنب فكرة الحمل حتى من قبل الزواج، وبالتالي جميع هذه الأسباب تجعل المرأة تمتنع في الأصل عن فكرة الحمل نتيجة لتلك الرهبة التي تكونت لديها وعدم كفاية المعلومات الصحيحة لديها.
واجهة التوكوفوبيا رغبة في حلم الأمومة
وتقول منال صلاح، وهي امرأة عانت من التوكوفوبيا، إنها كانت خائفة بشدة من الولادة على الرغم من أن فكرة الحمل كانت محببة جدا إليها وراغبة بها، ولكن الخوف من لحظة الولادة جعلتها تمتنع عن فكرة الإنجاب لخمس سنوات، وترجع أسباب خوفها هذا بسبب أختها المتوفاة، والتي كانت حاملا وأثناء الولادة توفيت هي وطفلها، وأوضحت منال أنها كانت خائفة أن ينعاد هذا السيناريو مرة أخرى، لذلك ابتعدت تماما عن فكرة الإنجاب، وذكرت أن لولا إيمانها القوي في ربنا لكانت تبنت فكر اللاإنجابية، وأصبحت واحدة من المتبنين هذا الفكر وحرمت نفسها وزوجها من نعمة الخلفة، ولكنها أرادت بشدة أن يكون لها طفل من زوجها، وأن تصبح أم لذلك واجهت خوفها هذا وحملت وهنا أضافت «في لحظة الولادة دي حسيت إن رايحة اقابل أختي وابنها، ولكن ربنا ألهمني القوة داخل غرفة العمليات، وتغلبت على الخوف ده وبدل ما يبقى عندي واحد بقا عندي اتنين».
Pingback: ≪جيل زد≫تكشف الرؤية الطبية الكاملة نحو اللإنجابية.. والأطباء يرفعون الستار عن عمليات منع الحمل الدائم – GenerationZ