الجيل الحالي يعشق أفلام الرسوم المتحركة ليس فقط من الأطفال بل من الشباب أيضًا، فقد تربى عليها منذ الصغر، وعندما تضيق عليه الدنيا لا يجد ملجأ له إلا بالرجوع إلى عالمه الخاص، ومشاهدة الرسوم المتحركة، والأفلام التي تكون دبلجتها باللهجة المصرية خاصة، لأنها الأكثر رواجًا وحبًا للجميع حتى لغير المصريين، فمن منا لا يعرف من قالت«أنت بتتكلم بالقطارة أنت تحفة»، ونحن اليوم جئنا لكم بعائلة تقوم بدبلجة أفلام الرسوم المتحركة ونحب الشخصيات التي قاموا بها ومنهم صاحبة هذه المقولة فهيا بنا ندخل لعالم الدبلجة مع عائلة النمس.
نريد في البداية أن نتعرف على أعضاء عائلة النمس؟
أنا سالي النمس مدبلجة و« voice over» ومطربة وممثلة مسرح ومقدمة برامج ومدربة تعليق صوتي، وأبنائي جميعًا يعملون في هذا المجال أيضًا وهم أحمد وحنين ومريم وزوجي محمد النمس، أيضًا يقومون بالدبلجة والتمثيل معي على خشبة المسرح فالأسرة بأكملها تعشق هذا المجال وتعمل فيه.
كيف بدأ حب الدبلجة و الـ Voice over في العائلة؟
قمت بالدخول لمجال الدبلجة منذ تسع سنوات عن طريق دبلجة الأفلام والمسلسلات الصينية وكان ذلك من خلال شركة«real time»، وبعد ذلك انضمت لشركة«vibration» وهما شركتان مهتمتان ومتخصصتان بدبلجة الأفلام أو المسلسلات الصينية، وبداية حبي للفن بشكل عام كانت على مسرح الجامعة فعشقته منذ الصغر وألحقت بكلية الآداب قسم الإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون فكنت لا أرهب الكاميرات، وكان زوجي أيضًا يمثل على مسرح الجامعة وابن عمه كان يعمل«producer» في الأفلام الصينية فاقترح عليّ أن أقوم بتجربة العمل في الدبلجة أنا وأولادي وكانوا في هذا الوقت صغارًا لكنني كنت مهتمة بتنمية اللغة العربية لديهم بدرجة كبيرة وخاصةً بسبب حبهم لأفلام الكرتون فكان ابني الكبير أحمد، سبع سنوات في ذلك الوقت وابنتي حنين، كانت ست سنوات والصغيرة مريم، كانت خمس سنوات جميعنا قمنا بعمل «casting » لتجربة الأصوات ونجحت التجربة وقمنا بدبلجة أكثر من عمل صيني، وقام كلٌ من أحمد وحنين بعمل دور بطولة مسلسل صيني يسمى «اسيزيل» وأنا كنت مشاركة لهم في هذا العمل أيضًا.
كيف بدأ العمل في مجال الرسوم المتحركة؟
بداية العمل في ديزني كان عن طريق أنه كان يوجد شركة تقوم بعمل«Casting» على الأطفال فبدأ أولادي بالعمل في ديزني لأنهم كانوا في حاجة لأصوات أطفال فقام ابني أحمد بدبلجة شخصية «البرتوا» في «فيلم لوكا» وشارك في فيلم« big hero6»، وقمت بعمل شخصية العمة كاسي في نفس الفيلم مع ابني، وحنين قامت بعمل دور «بنفسج» في موسمين «فيلم الأبطال الخارقون»، وشاركت أنا في فيلم«lion king»البشري والكارتون بدور شخصية «سارابي» زوجة «موفاسا»، و«حياة حشرة» في دور «فروزي»، وشاركت في مسلسل وثائقي عن شخصية «مارفل»، وفيلم «البحث عن دوري» في دور «أم دوري» ومريم جسدت شخصية «دوري» في سنها الصغير بالفيلم، وقامت بعمل شخصية «إيلي» وهي طفلة في فيلم« up » ، ودور الأميرة «آنا» وهي صغيرة في فيلم ملكة الثلج الجزء الثاني، وفي دور «ميريام» في فيلم «الباندا الحمراء»، وبطولة فيلم «peter pan» مع أخيها «أحمد» الذي سيجسد شخصية البطل، هذه بعض من الشخصيات التي قمنا بدبلجتها في ديزني، وعملنا أيضا في «أمازون» و« Netflix» ،فقامت «حنين» بعمل شخصية «كارما» في مسلسل يحمل نفس الاسم وهو من أشهر المسلسلات العالمية التي قامت بها نتفليكس وأصبحت هذه الشخصية أيقونة كأميرات ديزني، والأختين كانوا بطلتين في فيلم أنمي«my neighbor totoro» بعيد عن ديزني، وآخر ما قمنا به قمت بتجسيد شخصية نورة في المسلسل المصري الرمضاني «نورة» مع ابنتي حنين وكانت تجربة متميزة أن نقوم بعمل كرتوني مصري بهذا الشكل ولقى رواجًا كبيرًا من المتابعين واستمتعت به بشكل كبير خاصة أن البطلة تؤدي صوتها ابنتي حنين فكنت أشعر بفخر كبير.
كيف يتم التجهيز لأداء صوت شخصية ما؟
لا يتم التجهيز للدور بهذا المعنى حيث يتم عمل«Casting» للأدوار الرئيسية في فيلم، ويكون عبارة عن مشهد أو مشهدين من مشاهد الشخصية وبعد ذلك يقيم الصوت مختصين في ديزني وهم من يختارون الممثل المناسب، وبعدها يتم تحديد ميعاد لتسجيل باقي العمل على حسب عدد الجمل المخصصة للشخصية، والممثل لا يرى الحوار إلا وهو بداخل الاستوديو أثناء التسجيل فيقوم الممثل بسماع الممثل الأصلي للشخصية باللغة الإنجليزية غالبًا هذا إذا كان فيلمًا لديزني ثم يقوم بقراءة المشهد وتمثيله باللغة العربية كما كان في المشهد الأصلي بنفس الإحساس وطبقة الصوت ونفس سرعة الكلام، ومن الممنوع أن يتم تداول «الإسكريبت» أو تواجده خارج استوديو التسجيل.
لماذا اللهجة المصرية تكون أكثر شعبية وحبًا في أفلام الرسوم المتحركة عن العربية الفصحي؟
لأن اللغة المصرية من طبيعتها خفيفة، ويستطيع الممثل أن يضع حسه الفكاهي فيها ويتم فهم الفكاهة التي تتضمنها عكس اللغة العربية التي تعتبر لغة جادة نوعا ما، وديزني تقوم بعمل النسختين لإرضاء جميع الأذواق، وأنا وأولادي نقوم بدبلجة للهجتين، حيث دبلجت فيلم حياة حشرة باللغة العربية الفصحى حيث أعادت ديزني بلس كل الأعمال القديمة التي كانت مدبلجة باللهجة العامية فقط، ليتم عمل نسخة منها باللغة العربية الفصحى، وأعادت أيضا الأعمال التي كانت مدبلجة بلغة مختلطة بين العربية والعامية وجعلت كلًا من اللغتين منفصلين مثل فيلم «coco» كان مدبلجًا بلغة مختلطة وتمت إعادة دبلجته للغة عربية فصحى ولغة عامية كلًا منفصلًا عن الآخر وشاركت فيه بدبلجة شخصية «ماما اميلدا» ونفس الفكرة مع فيلم «الأسد الملك»، أما«Netflix» وقناة «Necolodian»غالبًا يفضلون الدبلجة باللغة العربية الفصحى، أما قناة «Cartoon network» أحيانا تطلب لغة عامية.
كيف أثر عمل أولادك في هذا السن الصغير على شخصيتهم؟
الأولاد كانوا متحمسين جدا لهذا العمل لأنهم كأي أطفال كانوا محبين للكارتون وكنا قبل عملهم في هذا المجال أقوم أنا ووالدهم بعمل مسرحية معًا أو نقوم بتقليد أصوات الشخصيات الكرتونية ونغني وهكذا، وأشعر بالفخر بسبب دخولهم هذا المجال في سن صغير والمجال الفني بشكل عام بسبب اختلاطهم بالعمل والناس، وحبي لهذا العمل، وأيضا كنت على علم بأن ذلك سيؤثر على شخصيتهم فأصبحوا مسئولين وجعل هناك نوع من الحب والتعاون العائلي بسبب عملنا جميعا في نفس المجال وأن هذا العمل سيساعدهم مع مرور الوقت، فوجدت ثمرة هذا العمل عندما كان أحمد في الثانوية العامة السنة الماضية وكان يعمل في «فيلم روني يخطا» في دور البطل وأخذ منه وقت طويل وكان يسجل في فترة امتحاناته وشعرت بأنه استطاع أن يتحمل المسئولية والقيام بتوازن بين العمل والدراسة وكنت فخورة بذلك ولم يكن من اهتماماتي أن يحصل على مجموع كبير بقدر أنني أريد أن يدرس ويمارس ما يحب فقط، وقد تم بالفعل وحصل على مجموع جيد، وأصبح طالب في قسم التمثيل والإخراج لأنه محب للفن، العمل أثر عليهم بأنه جعل لديهم وعي بالأمور الكبيرة نوعا ما وجعلهم ملتزمين بدرجة كبيرة.
في النهاية تكون أفلام الرسوم المتحركة عادة ساعتين فكم من الوقت يستغرق دبلجة الفيلم الواحد؟
الجميع تقريبًا يرى أن هذا العمل بسيط وممتع لكن في الحقيقة يجب أن يكون هناك العديد من المهارات للعمل فيه فيجب أن تكون ملمًا باللغة العربية الفصحى وأن تقوم بنطقها بطريقة صحيحة والدبلجة تختلف عن« voice over» فالدبلجة مع وجود المهارات السابق ذكرها يجب أن يكون الشخص قادرًا على التمثيل بالصوت، والتعبير عن مشاعر الشخصية، يمكن أن يأخذ الفيلم الواحد أسبوعي عمل كحد أدنى للشخصية الواحدة لأن كل شخصية تسجل بمفردها لا يكون هناك الحوار الذي نراه في الفيلم في استوديو التسجيل بين الممثلين.
Pingback: سبب نفسي وآخر ترفيهي.. لماذا يهتم جيل زد حتى الآن بمتابعة «أفلام الكارتون» – GenerationZ