أيهما تفضل.. جيل زد يحسم الجدل بين المسلسلات الـ 15 حلقة و الـ 30 حلقة

مسلسلات الـ 15 حلقة

في عصر تغمره التكنولوجيا والإنترنت، ومع تطور وسائل الاتصال والترفيه، تشكل المسلسلات جزءاً أساسياً من ثقافة الشباب، وتعد رؤية جيل زد للمسلسلات تحولاً ملحوظاً في عالم صناعة الدراما التلفزيونية، فمن خلال دراسة ميول هذا الجيل وتفضيلاته الخاصة، نجد أن المسلسلات ذات عدد الحلقات المحدودة، على غرار المسلسلات التي تتألف من 15 حلقة، تشهد تفضيلًا متزايدًا عن المسلسلات الطويلة التي تصل إلى 30 حلقة أو أكثر.

تعود أسباب هذا التحول إلى عدة عوامل، منها الرغبة في توفير الوقت والاهتمام بالجودة على الكمية. يرى جيل زد أن المسلسلات ذات عدد قليل من الحلقات تقدم قصصًا أكثر تركيزًا وإثارة، حيث يمكن للقصة أن تتطور بشكل متسارع دون الحاجة إلى تمطيطها أو تكرار المواقف، بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتشار الواسع لمنصات البث المباشر والاشتراكات تجعل الوصول إلى المحتوى أكثر سهولة، مما يسمح للمشاهدين بمتابعة عدة مسلسلات في وقت واحد.

علاوة على ذلك، تتميز المسلسلات ذات عدد الحلقات المحدودة بالتنوع والابتكار، حيث يتم التركيز على تقديم قصص جديدة ومختلفة بشكل مستمر، مما يلبي تطلعات الجمهور الذي يبحث عن تجارب تلفزيونية متنوعة ومثيرة.

ومن ثم، فإن رؤية جيل زد تفضل المسلسلات ذات الحلقات القليلة كوسيلة فعالة للاستمتاع بتجارب تلفزيونية ممتعة ومثيرة، مع الحفاظ على الوقت والتنوع في الاختيارات.

قالت سهيلة هاني، 23 سنة، إنها تفضل الدراما القصيرة، لأنها تهدف لإرسال رسالة معينة واضحة وصريحة، غالبا لا يوجد بها حشو في المشاهد أو مماطلة في الأحداث، وهذا يُبعد صُناع العمل عن الوقوع في فخ تكرار الأحداث والإعادة، وتعد تلك الظاهرة الصحية أتمنى أن تزداد خلال المواسم المقبلة.

جيل زد: المسلسلات القصيرة جرعة مركز من الدراما وخفيفة وممتعة أكثر

وحول وجود المسلسلات الـ 30 حلقة أوضحت «هاني» أنها لم تعد مناسبة لعصر السرعة الذي نعيشه حيث لم يعد إنتاج 30 حلقة كافيا، المُشاهد أصبح يريد القصير الهادف، متابعة أنه لا يشترط أن يكون المسلسل الـ 15 حلقة هادف حتى يحبه المشاهد وكذلك الأمر في المسلسلات 30 حلقة، متوقعة أن تحل الدراما الـ 15 حلقة محل دراما الـ 30 حلقة.

فيما قالت حبيبة فرج، 24 سنة، «أفضل جدا المسلسلات الـ 15 حلقة بتكون سريعة وخفيفة وممتعة أكثر»، متابعة أن مسلسلات الـ 30 حلقة ليست بالسيئة ولكنها تعتقد أن القائمين على الأعمال الدرامية الـ 30 حلقة أصبح أمامهم تحديا أكبر وهو جذب المشاهد لهذا النوع من المسلسلات ومشاهدته مضيفة «غالبية الناس بقت مستعجلة وخلقها ضيق وبتحب المختصر المفيد».

وأشارت «حبيبة» إلى أن المسلسلات القصيرة تكون قصتها أعمق وأكثر تعقيدا ولها مغزى بينما المسلسلات الـ 30 حلقة أصبحت تأخذ الشكل التقليدي وقالب محفوظ عند المشاهد إما «عيلة كبيرة وليها مشاكل ياما حارة والمعلم وأعداءه وهكذا»، لافتة إلى أن هذا لا يلغي وجود هذا النوع من المسلسلات.

فيما قال محمد أيمن سالم، 29 سنة، إن المسلسلات ذات الـ 15 حلقة أفضل لأنها أسرع في الأداء وتساعدني على فهم الفكرة بشكل أفضل وأسرع، متابعاً أن الإنتاج الدرامي الـ 30 حلقة في عصرنا الحالي  يعد تقليديا ولابد من أن تتجه الدراما لأعمال الـ 15 حلقة والـ 10حلقات لمواكبة السرعة والتكنولوجيا.

وتابع أيمن أن المسلسلات القصيرة هدفها توصيل الرسالة والقضية بشكل سريع ومناسب لعقلية الشباب، مشيرا إلى أن بنسبة كبيرة سوف تحل دراما الـ 15 حلقة محل المسلسلات الـ 30 حلقة ولكنها تحتاج المزيد من الوقت.

بينما صرح الناقد الفني الأستاذ «طارق الشناوي» أن دراما الـ١٥ حلقة لا تعني ٳيجابية أو سلبية المسلسل، لكن على المستوى النسبي وُجد أن أغلبية مسلسلات الدراما الـ٣٠ حلقة يُوجد بها ملء مساحة الفراغات، لذا؛ أطلق عليه صراع الورقة البيضاء، حيث إن الكاتب يريد ملء الزمن بأحداث سنوية من أجل استكمال الـ٣٠ حلقة،  وتنفي دراما ال١٥ـ حلقة فكرة ملء الحلقات، على الرغم من أن القاعدة الدرامية يجب أن تتوازى مع الحالة الدرامية أو الموقف الدرامي المكتوب، وذلك يمكن أن توجد في دراما الـ١٥ حلقة أو دراما الـ١٠ حلقات أحداث ثانوية أو سهولة في الكتابة أو محاولة لزرع أحداث لملء الفراغات، لكن فكرة الـ١٥حلقة تُعطي أملا أن هذه العيوب سيتم تقليصها في السنوات القادمة، لذلك يُطلق على فكرة الـ١٥ حلقة تفاؤل مرتبط بالمحتوى.

وأضاف الناقد الفني أنه يتصور أن الدراما ستتحرر من الرقم المحدد، بسبب ظهور المنصات وكسرها لرقم الـ٣٠ حلقة على مدى عامين، لذلك أصبح الرقم غير ذي دلالة؛ ستوجد دراما الـ۷ والـ١٠ والـ١۷حلقة بجانب دراما الـ١٥حلقة، مضيفاً أنه يصعب ذكر الآن أسم المسلسل الذي لا يوجد به عيوب الرتابة وملء الفراغات، أو تحديد المسلسل الأكثر نجاحاً وذلك بسبب عدم ٳنتهاء السباق الرمضاني وأيضا لتجنب الدفاع عن عمل فني أو ظلم العمل الفني.

Scroll to Top