لغة الضاد من أنبل وأرصن اللغات في العالم فهي اللغة العظيمة، عشقتها فتاة النيل «إسراء» واندمجت مع صياغة أحرف اللغة للكلمات ومعانيها، فجعلتها تفكر في كل حرف على حدا واستخداماته سواء في الكلمات العامية أو الفصحى وتغني أغنية تبدأ كلماتها بذلك الحرف، وتبحث عن المحافظة أو القرية المصرية التي تبدأ بنفس الحرف، حتى أتقنت اللغة العربية وبدأت تعليم أبناء صديقاتها الذين يجدون صعوبة في مذاكرة العربي، مطلقة على نفسها لقب «سوبر أبلة»، حتى تقنع الأطفال بخفة ظلها أنها قادرة على حل مشاكلهم مع منهج اللغة العربية وجعلها أكثر سهولة بالنسبة لهم، ثم وصلت لعمل مركز تدريب متكامل لتحسين مستوى قدرات الطلاب في العربية.
إسراء محمد، خريجة كلية الحقوق جامعة القاهرة، ورثت حبها وثقافتها العميقة للغة العربية من أصول عائلتها التي دربتها على القراءة منذ صغرها وتعليمها حروف اللغة العربية وتركيبها بطريقة مبتكرة بعيدا عن الحفظ والتكرار والفكرة السائدة عن العربي إنها لغة جامدة، فكانت والدتها مدرسة لغة عربية وجدها دكتور بقسم الفقه والشريعة بجامعة الأزهر وجدتها موجهة مادة اللغة العربية، كما ذكرت أنها تعلمت الكتابة قبل السن المعتاد عليه للطفل تعلمه قائلة: «كتبت أول جملة في حياتي من ثلاث كلمات لما كان عندي 3 سنين ونصف، وكمان عرفت أقرؤها ده غير إني كنت بقرأ كتب كثير وأنا صغيرة عشان كده بقيت بحب العربي».
ترى الفتاة الثلاثينية أن الجيل الجديد المعتمد في الحصول على المعلومات وتواصله مع الآخرين على الإنترنت، يعاني من غياب إتقان اللغة العربية في حديثه وتداخل الكلمات الأجنبية للتعبير عن المعاني التي يريدونها، خاصةً الأطفال الذين اختلط عليهم الأمر من حيث الهوية الثقافية وجذورهم التاريخية العربية والثقافات الأخرى حتى وصل الأمر بهم إلى كره اللغة العربية، مؤكدة أهمية اللغة العربية ودورها في التفاهم والتواصل الفعال بين الأفراد ومحاولتها لتفتيح مناطق الإبداع لدى الأطفال عند التعلم قائلة:«لما كنت يشتغل مدرسة في حضانة عالمية لاحظت أن الأطفال بتكره اللغة العربية لأنه لم يتم تدريسها بنفس طرق الابتكار واللعب التي يتم تدريس اللغة الإنجليزية بها، لذلك بدأت أجرب طرقا جديدة لشرح العربي للأطفال تجعلهم ينجذبون له ويستمتعون به»
«بحب أعلم العربي للأطفال عن طريق ربط الكلمات والحروف بأشياء بيشوفها في الواقع بتاعهم عشان يفتكروها وكمان اطلع من الكلمة دى قصص بحكيها وهم بيحفظوها، ومؤخراً بدأت أختار اسم بلد أو مدينة مصرية وأحكي قصتها في الشرح، لأن أغلب الأطفال اللى بدرس ليهم بيكونوا مدارس انترناشيونال ومش بيسمعوا حاجة عن الحضارة المصرية أو أصولهم الثقافية»، قالتها إسراء محمد، موضحة أنها وجدت تلك الطريقة التي تطرح بها تناسبا للمعايير العالمية للتعلم بالصوتيات التي تزيد من انتباه الطفل وتذكره نطق الحرف بالطريقة الصحيحة، وذلك مع تقديم موضوعات عصرية تهم الأطفال وربطها بالثقافة المصرية وتاريخها ومعالمها الجغرافية، ومن ثم يتلقى الطفل كم معلومات كبير.
برغم من الطريقة التي تتبعها «سوبر أبلة» في الشرح وينجذب الأطفال لها، إلا أنها تجد التحدي الحقيقي في إقبال الطفل على مذاكرة العربي في البداية بسبب استصعاب فهم المادة بالنسبة للأطفال ونفورهم منها، بحسب إسراء، كما وصفت المناهج التي تقدما من وزارة التربية والتعليم بأنها غير جاذبة وتعتمد على تلقين المعلومات للطلاب بشكل جامد وتطلب منهم الحفظ، ولم تعطهم المعلومات بطريقة تجعلهم يفكرون ويسألون عن تفاصيل المحتوى المقدم لهم ويبحثون عن الإجابة، وبالتالي لا يتذكر الطفل ما بداخل الكتب سوى لأجل حل أسئلة الامتحان، مما يؤدي إلى عدم الرغبة في القراءة بشكل عام.
حصلت على دبلومة للطفولة المبكرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد تخرجها من كلية الحقوق ورغبتها في تأسيس مركز لتعليم الأطفال اللغة العربية بطريقة جذابة ومبتكرة بعيداً عن الطرق التقليدية، وتمنت إسراء إطلاق «ابلكيشن» باسم «سوبر أبلة» وأن يصبح أهم منصة تعليمية للغة العربية، وهو ما تعمل على تحضيره حالياً، بالإضافة إلى طموحاتها بإنشاء مدينة ملاهي تقوم بتعليم اللغة العربية للأطفال عن طريق التعلم النشط وتقول «كان عندي مشكلة في تمويل المشروع وفتح المركز التعليمي في البداية، لكن بمساعدة أهلي وأصحابي شريكي في المشروع قدرت اتخطى المرحلة لحد ما عرضت مشروعي في برنامج Shark Tank».