يُعَد معرض القاهرة الدولي للكتاب أكبر المعارض في الشرق الأوسط، يُشارك فيه العديد من الدول العربية، والأجنبية، فهو بمثابة أضخم منبع للقراءة، والمعرفة في العالم العربي، إذ يضم مئات الناشرين للكتب، والروايات، ويفتح بابه أمام الكُتاب الجدد ليضعهم على أول سلم في مشوارهم، متضمنًا العديد من الندوات في البرنامج الثقافي، والعروض الفنية وبرنامج معرض الطفل، والفعاليات التي تخص مؤسسات الدولة في المعرض، فضلًا عن حفلات التوقيع وإقبال الجماهير عليها.
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة فعاليات معرض الكتاب في دورته الـ 55 تحت شعار « نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، في يوم الأربعاء الموافق 24 يناير، بمركز مصر للمعارض، والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وبدأ استقبال الزوار من يوم 25 يناير حتى يوم 6 فبراير، شاهدًا المعرض عدد كبير من الزوار تخطى مليون ونصف زائر في الأسبوع الأول، وبلغ عدد الدول المشاركة 70 دولة من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى أن دولة النرويج كانت ضيف شرف المعرض في هذه الدورة، وتم اختيار الدكتور سليم حسن ليكون شخصية المعرض.
قدم معرض الكتاب، مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية، مثل: مبادرة «دويّ» مع المجلس القومي للمرأة، وهي المبادرة القومية لتمكين الفتيات، واستمرار مبادرة «وعي» مع وزارة التضامن الاجتماعي، والاحتفاء بإصدار 200 عنوان من مشروع «رؤية- رؤية للنشء» مع وزارة الأوقاف، شاهدًا مشاركة 94 وزارة ومؤسسة مصرية وعربية، منها على سبيل المثال: وزارة الدفاع، وزارة الداخلية، هيئة الرقابة الإدارية ممثلة في «الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد»، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، كما أُقيمت عدة ندوات تحت إشراف تلك المؤسسات مثل: ندوة جوهر «حياة كريمة» هو بناء الإنسان، وندوة الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي: فرص وتحديات، وندوة التغيرات المناخية: «الرؤية الشرعية والتأثيرات البيئية».
ونظمت جامعة مصر المعلوماتية مؤتمر الذكاء الاصطناعي، والذي عُرِف بمؤتمر اليوم الواحد، يوم السبت الموافق 3 فبراير، بهدف صياغة مستقبل النشر، والأدب في ظل الفرص والتحديات التي تواجهها صناعة المعرفة مع التطور غير المسبوق للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العديد من القطاعات المهمة في كل بلدان العالم، كما ظهر في المعرض أكثر من 26 كتابًا عن الذكاء الاصطناعي منهم: كتاب «الذكاء الاصطناعي وفعالياته في مهارات البرمجة» وكتاب «سياسة الأمن السيبراني على أمن المعلومات».
وأُقيمت العديد من حفلات التوقيع لناشرين الكتب والروايات في معرض الكتاب، وقد شهدت بعض الحفلات تزاحم جماهيري منهم الشيخة أفراح مبارك الصباح بكتابها «شغف أزرق»، والفنان خالد الصاوي بكتابيه «أوبريت الدرافيل» و«نبي بلا أتباع»، والكاتبة فاطمة ناعوت بكتابها «عمر: بيت من المكعبات في مدينة الملائكة».
وضمن فعاليات المعرض، هناك عدد من العروض الفنية والاستعراضية التي تُقام على مسرحي بلازا 1، وبلازا 2، في الفترة من 25 يناير إلى 6 فبراير، بمركز مصر للمعارض الدولية، فتنوعت العروض بين السيرك، الكورال، مسرح العرائس، الفرق الغنائية، والعزف الموسيقي، فيُقدم السيرك القومي «البيت الفني للفنون الشعبية» بقيادة الفنان وليد طه، مدير عام السيرك، أجمل الفقرات، وَسَط حضور جماهيري كبير من المصريين، والأجانب، وعدد من الإعلاميين، والنقاد.
كما أنه هناك العديد من فِرَق الكورال التي قدمت لضيوف المعرض عددًا من العروض الفنية، حيث قُدم المركز القومي لثقافة الطفل عرضًا موسيقيًا باسم كورال «سلام»، بواسطة مجموعة من الشباب والأطفال، فيُقدموا مجموعة متنوعة من الأغاني المصرية الخاصة بأعمال المركز، مثل أغنية «مصر تستحق»، فتمكن كورال « سلام» من جذب عدد كبير من الحضور الجماهيري من الأطفال، والكبار للاستمتاع بأجواء الكورال المُمتعة، مهتمًا المعرض بالعروض الفنية لذوي الهمم، حيث أدت فرقة «دنيتنا» للغناء لذوي الهمم عرضًا موسيقيًا فنيًا، وتفاعل الجمهور مع الفرقة بالغناء، والتصفيق. واستقطب مسرح العرائس، عرض «الليلة الكبيرة» جمهور كبير من أعمار مختلفة، والأغلبية تكون للأطفال وأسرهم، حيث يعد مسرح العرائس من أكثر العروض التي يستمتع بها الأطفال حيث يحبون سرد القصص باستخدام العرائس، وحقق العرض تفاعلًا كبيرًا من قبل الحضور، ففرقة مسرح العرائس تُقدم حفلها ضمن برنامج العروض الفنية ببلازا 1، في إطار خطة وزارة الثقافة لإثراء الحركة الثقافية وزيادة الوعي الثقافي.
وشهد جناح الطفل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إقبالًا كبيرٍا من الجمهور، إذ تنوعت الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية التي يستمتع بها الأطفال داخل الجناح، وتعددت برنامج الأطفال بين الفنون القولية، والورش التفاعلية والفنية؛ حيث تتضمنت الفعاليات في ركن الفنون القولية لقاءات ثقافية مع الأطفال، ومن أهمها ندوة بعنوان «حكايات الانتصار»، شارك فيها الشاعران أحمد سويلم ومحمود عقاب، متناولين حكايات من الانتصارات العظيمة في حرب أكتوبر 1973، شاهدًا الجناح لقاءً مع الأطفال الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير، حيث تمت مناقشة قصة «وكانت حبيبة» للكاتبة ساندرا إيميل والرسام بلال أحمد، وقامت الكاتبة صفاء عبد المنعم بإدارة الندوة.
وشهد ركن الورش التفاعلية عددًا من ورش الحكي، وورش الإبداعات الفنية والحكي الشعبي، والألعاب الشعبية، ومن أهم الوِرَش ورشة حكي دامجة للأطفال نظمها المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة وسط حضور عدد كبير من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عرض عرائس «حكايات انتصارات أكتوبر» الذي قدمته الفنانة ايمان صبري، وشهد العرض تفاعلًا كبير من الأطفال مع الحكايات.
أما قاعة فكر وإبداع فضمت في جنابتها مجموعة من الندوات في محور «كاتب وكتاب» حيث تتم مناقشة أهم المؤلفات الحديثة مع مؤلفيها، وطرح الرؤى والأفكار في المؤلفات للنقاش، ويأتي محور «ملتقى الإبداع» والذي استضاف كُتّاب الرواية والقصة القصيرة.
ومن أهم الندوات التي شهدتها فاعليات معرض الكتاب لعام 2024 ندوة نقاشية لمناقشة كتاب «شاهد على حرب أكتوبر 1973» من إصدار الهيئة العامة للكتاب تأليف الدكتور سمير فرج، وتحدث فيها الدكتور سمير فرج عن أهميه نصر أكتوبر العظيم، وعن هزيمة 1967، وذكرياته عن حرب الاستنزاف، وأهم المعارك التي دارت، كمعركة رأس العش، وعملية إغراق المدمرة إيلات وأنه شاهد على بناء العدو الإسرائيلى خط بارليف، وشهدت الندوة حضور عدد كبير من المفكرين، والسياسيين، إلى جانب ندوة لمناقشة المجموعة القصصية «19 يناير»، للكاتب عثمان مكاوي، بمشاركة كل من الكاتبة الصحفية سمية عبدالمنعم، عضو اتحاد كتاب مصر، والكاتب عبد النبي فرج.
