شاب لديه طموحات لا حدود لها مثل الكثير من الشباب الطموح الذي لا يتنازل عن تحقيق أحلامه، عاشق لقراءة الكتب والروايات منذ نعومة أظافره، خاصةً الكتب العلمية، حباه الله صوتاً مميزًا في الإنشاد الديني، إنه أحمد الخولي، صاحب الثلاثة والعشرين عاماً، خريج كلية التجارة جامعة الإسكندرية.
في الحادية عشرة من عمره تحول ابن محافظة «سوهاج» من عاشق للقراءة إلى كاتب مبدع، في البداية كتب سيناريوهات وقصص لشخصيات خيالية، وأبحاث علمية عرضها على أساتذته في المدرسة الذين أبدوا إعجابهم بطريقة كتابته واسلوبه في هذا السن الصغير وأخبروه أنه سيكون كاتب بارع في المستقبل، مثل الدكتور أحمد خالد مصطفى، مثله الأعلى ، ثم بدأ في كتابة الابتهالات والأناشيد الدينية وأداها بصوته المميز الذي اشتهر به في الكثير من الحفلات الدينية التي كانت تقام في سوهاج، ودار الأوبرا، ومسرح سيد درويش بالإسكندرية.
كرس صاحب الصوت المميز الخمس سنوات الماضية في البحث في علم الاقتصاد، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، فعن حبه لهما قال «القراءة والكتابة هم كل حياتي، وفخور جدًا بالوقت الذي قضيته من عمري في القراءة والكتابة، فالقراءة تمتع عقلي، وتخرجني من الفقاعات المغلقة لتحليل ورؤية وجهات النظر مختلفة، وتلهمني عندما أشعر بالملل والإحباط، والكتابة تساعدني في ترجمة ما يدور في عقلي من أفكار ففي الفترة الأخيرة توقفت عن الإنشاد الديني والمشاركة في الحفلات لأتفرغ للكتابة فقط».
ويعتبر عام 2020 نقطة تحول في حياة أحمد فدخل فيه عالم كتابة الكتب بإصدار كتابه الأول «الاقتصاد الأبيض» الذي ناقش فيه الأوضاع الاقتصادية وما يرتبط بها من مؤشرات بالإضافة إلى حل بعض الأزمات الاقتصادية حول العالم التي تسبب فيها فيروس كورونا.
وكان طموح «الخولي» أن ينشر كتابه الأول في معرض القاهرة الدولي للكتاب«الاقتصاد الأبيض» ولكن لسوء الحظ، رفضت الدولة نشر الكتاب لأسباب سياسية، رغم شعوره بالإحباط في البداية لكنه احترم قرار الدولة، وحول هذه العقبة إلى داعم للسعي وراء طموحه، وأن يقرأ كتبه أكبر عدد من القراء.
استمر أحمد في السعي لتحقيق حلمه بخوض تجربة جديدة كمتطوع في معرض القاهرة الدولي للكتاب 3 دورات متتالية، موضحاً «من أكثر التجارب المفيدة في حياتي، وحرفيًّا الخبرات اللي اكتسبتها في المكان ده وَسط الكُتَّاب ودور النشر بخبرات سنين عمري كلها».
شهدت النسخة الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 تحقيق حلم الفتى الطموح بإصدار كتابه الأول «جاثوم» الذي يتناول مشكلات ومخاطر الذكاء الاصطناعي بطريقة علمية وأدبية، معبرًا عن سعادته بتحقيق أكبر طموحاته قائلًا:«وأخيرًا بعد تطوع 3 سنين وصبر 12 سنة الحمد لله نشر أول كتاب باسمي وتأليفي جاثوم في معرض الكتاب».
وعن أحلام صاحب كتاب «جاثوم» المستقبلية أوضح أنه يريد أن يستمر في الكتابة ويكون له كتاب جديد في كل نسخة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يستعرض من خلال كتبه طموحات الشباب ومشكلاتهم، ويحاول إيجاد حلول لها، ولم يتوقف طموحه عند الكتابة فقط بل يريد أن يعود للإنشاد الديني والوقوف على مسرح الجمهورية.