البوك توك سلاح تسويق الكتب داخل معرض الكتاب

كٌتاب: القارئ له دور فى التسويق والقراء:«البوك توكر الصادق» يظهر من خلال منشوراته

الكٌتاب والمثقفون المشاركون: التطبيقات ساعدت في نشر الروايات إحدى أهم طرق التسويق

لمواقع التواصل الاجتماعي أثر كبير في حياتنا فبجانب ما أفرزته من إيجابيات في المجال الاقتصادي، الاجتماعي، والسياسي، لم تترك المجال الثقافي بل أثرت فيه، فاتجه عدة أشخاص للترويج للكتب تحت مسمى «البوك توك» بدلاً من الطرق التقليدية، واتجه الكُتاب للترويج إلى رواياتهم عليها ووصفوها بأنها أفضل من طرق التسويق الافتراضي للكتب، لطالما كانت القراءة من ضمن الهوايات الخفية لدى الأشخاص، وبعد أن كانت القراءة مقتصرة على الورق، أصبح هناك قراءة خلال الٳنترنت فاتجه بعض المؤلفين لطرح كتبهم على منصات التواصل الاجتماعي منها المجاني والمدفوع؛ لذلك تواصلنا مع بعض المؤلفين و«البوك توكرز»، لعرض وجهة نظرهم، ومعرفة كيف يقومون بالتسويق الافتراضي للكتب.

تقول أحلام محمد، كاتبة رواية «في مكان ما برأسي»، إنها حاولت أن تسوق لروايتها عندما قامت دار فكر للنشر والتوزيع بنشر غلاف روايتها على حساب الدار على تطبيق فيس بوك، فقامت الكاتبة بإعادة نشره على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وقام كل من زملائها بنشرها على حساباتهم أيضا، وتغيير جميع الصور الخاصة بها على منصاتها بصورة غلاف روايتها، مضيفةً أنها تمتلك قناة على تطبيق التليجرام تضم جميع محبيها من القراء فتقوم بنشر غلاف الرواية عليها وجزء من محتوياتها لتعريف القراء بها، مؤكدةً مساعدة الدار لها كثيراً في التسويق من خلال نشر اقتباس مع صورة غلاف الرواية على صفحاتها كل فترة. 

وتؤكد أحلام، أن للعلاقات العامة ومعرفتها بكثير من الأشخاص سواء من الكُتاب أو القراء ساعدتها أيضا على تسويق روايتها، حيث قام عدد من الكُتاب الآخرين بترشيح روايتها لقرائهم ويشيدون بثقتهم بها في الكتابة، مشيرةً إلى أنها جنت نتيجة التسويق فتقول إنه كان يوجد إقبال كثير من القراء لشراء روايتها. 

وترى أحلام، أن من الأسباب التي تجعل روايتها تنتشر أكثر ويعرف بها القراء من وجهة نظرها هو نشرها إلكتروني على بعض التطبيقات المخصصة لنشر الروايات مثل «أبجد»، قائلة إن للعمل الأدبي السابق أهمية شديدة في التسويق للعمل الجديد لأن الكاتب يكون قد اكتسب ثقة الجمهور بالفعل بسبب رواياته السابقة، مضيفةً أنه حتى لو كانت الرواية الورقية الأولى للكاتب ولكنه معروف بنصوصه وكتاباته الإلكترونية فيثق به القراء ويقبلون على شراء روايته، كما أن درجة معرفة الناس بالدار ومدى شهرتها يساعد على التسويق للرواية. 

وتؤكد آية محمد، كاتبة رواية «مزرعة بني يعقوب»، أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أفضل وسيلة تسويق للكتب والروايات، وأن الروايات الإلكترونية للكاتب لها دور كبير في التسويق للعمل الورقي الجديد، لأنها سبق لها وقامت بنشر سلسلة من رواية ورقية مرة أخرى بعد أن قامت بنشرها إلكتروني وحققت نجاحاً وإقبالًا عظيما من القراء على شرائها. 

وتوضح آية،  أن التسويق للعمل الأدبي مهم جداً، وعن أهم طرق التسويق  تقول إنها تقوم بنشر غلاف الرواية الذي يتم اختياره بعناية شديدة وعليه اسم الرواية مع اقتباسات ملفتة و«بروموهات» مشوقة للعمل الأدبي، وأن للدار دور في التسويق ولكن الجزء الأكبر بنسبة 90٪ يكون على الكاتب فهو يسوق لروايته بشكل محبب يجذب القراء، مضيفةً أن للقارئ دور أيضا حيث إنه عندما يقرأ العمل الأدبي ويعجب به ويحبه يكون له دور في تسويقه أيضاً لأن غلاء الأسعار أثر على القارئ حيث يقوم بكتابة كل الكتب والروايات التي يريد شرائها قبل الذهاب للمعرض.

صرح البوك توكر نايف عبد الرحمن، خريج كلية الحاسبات والمعلومات، أنه يقوم بالترويج للكتب التي يقرأها، فهو يحب الانتقاء بين الكتب ليعرضها على المتابعين، ويقوم بالدعاية بعد قراءة الكتاب، فهو لا يهتم برأي المؤلف بل يفضل قراءة كتابه أولاً وٳذا أعجبه يقوم بالدعاية له، لينال ثقة ومصداقية الجمهور، وعلى الرغم من ذلك فهو لا يأخذ أجرا على ما يقوم به، بسبب شغفه بالقراءة وحب الجمهور له، ونتيجة ذلك حصد 1.598 ألف متابع على إنستجرام، بينما حصل على 16.5 ألف متابع على تيك توك، مضيفاً أن الشباب هم الأكثر ٳقبالاً على كتب الفانتازيا «الخيال العلمي»، وينصح الشباب دائما بالقراءة في عدة مجالات وعدم التركيز على جانب واحد في قراءة الكتب.

وأضاف «نايف»، أن الفتيات هم الأكثر متابعة له حيث  تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عامًا أي بنسبة 72.5٪ وذلك من خلال استبيان طرحه، يليه الشباب في عمر «25-34» أي بنسبة 27.4٪، والشباب المراهق جاء تفضيله للقراءة بين أعمار «13-17» أي بنسبة 10.8٪، بينما جاءت النسبة الأقل لكبار السن ويتراوح عمرهم بين «55-64» بنسبة 0.4٪، موضحاً أن أكثر فيديو حصد نسب مشاهدة، كان عن كتاب «آرسس، وحروب القطط غابة الأسرار»، فهو يقوم بعرض اقتباسات مع صورة لغلاف الكتاب بجانب ٳضافة موسيقى هادئة وإضاءة مناسبة لجو القراءة، لجذب الجمهور له، مضيفاً أن أكثر الفيديوهات التي نالت ٳعجاب الجمهور حصدت على 64 ألفا ٳعجاب وكان ترويجا لرواية «سفاح الأزقة».

وقالت «هاجر أحمد»، صانعة المحتوى، إنها تقوم بالترويج لكتب الحفاظ على الهوية، وروايات تاريخية مثل «أوراق شمعون المصري والطنطورية، دير يس والبشرات، والمسكوت عنه في التاريخ»، والكتب النفسية مثل «عقدك النفسية سجنك الأبدي، أعرف وجهك الآخر، السماح بالرحيل، دليل النجاة الفردية، لماذا من حولك أغبياء»، وكتب تطوير الذات، مثل كتاب «التغير للأفضل، وكيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، العادات السبع للمراهقين، وأيقظ قواك الخفية».

وقالت «هاجر»، ٳن 60 ٪ متابعة لها من عُمر 15 إلى 25، و 40٪  بين 30 و 50، فهي تقوم بقراءة الكتب لتقوم بترشيحها للجمهور، بجانب ذكر وجهة نظرها، موضحة فهرس الكتاب وتخصيص كتب لكل فئة عمرية، بجانب ٳبراز صور من الكتاب واقتباسات، موضحة أنها لا تحصل  على هدية من كاتب أو دار نشر حتى يكون لها حرية التعبير، فهي تحب عملها وتفضل ٳبداء رأيها بكل صدق دون تطرف، ذاكرةً أن صدق البوك توكر يجعل الجمهور يصدق ما يقوله عن كل كتاب، لذلك حصلت على  22 ألف متابع على تيك توك، و 13 ألف متابع على إنستجرام.