لُقِّبَت بالطفلة المعجزة؛ حيث أتمت حفظ القرآن الكريم في سن الرابعة وعلمته لأكثر من 200 طفل، ولم يتوقف تميزها عند هذا الحد، بل قرأت أكثر من ستة آلاف كتاب في مختلف المجالات، لتحصل وهي في الثالثة عشر من عمرها على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة تحدي القراءة العربي ممثلةً عن الأزهر الشريف، إنها فاطمة البنداري، ابنة محافظة الوادي الجديد، من مواليد 2007.
اعتادت ابنة «الوادي الجديد»، على القراءة منذ نعومة أظافرها بفضل والدها الذي أنشأ في كل غرفة بالمنزل مكتبة؛ لتشجيع أبنائه على القراءة، بالغًا عدد الكتب في بيتها حوالي عشرة آلاف كتاب، كما ساعدتها دراستها الأزهرية في تنمية مهارات التعبير والتحليل وتعزيز الانفتاح الثقافي مما كان له أثر أيضًا في حبها للقراءة والاطلاع.
وعن الهدف الذي شاركت من أجله في مسابقة تحدي القراءة العربي، تقول «طالبة الأزهر»، إن الدافع الذي حركها هو رغبتها في تحقيق الفوز، وفي أن تكون فتاةً تقرأ وتتحدى وتُفيد العالم، فهي ترى أننا نقرأ لنتعلم، لنُعلِّم، لنفكر، ولنؤلف، معربةً عن حبها للعلم والمعرفة والثقافة، وعن رغبتها في أن تصبح إنسانة لديها تكوين فكري خاص بها.
تؤمن «فاطمة»، أن القراءة هي اللَبِنة الأولى في بناء الشعوب والشيء الواعد الذي يحقق للإنسان قيمًا عظيمة، حيث ترى أن قيم الشعوب لا تعلو إلا بلغتها العربية ولا يتحقق ذلك إلا بالقراءة العربية السليمة التي تزيد من الحصيلة اللغوية للإنسان، والكتاب هو أفضل وسيلة لتحصيل ذلك، مستشهدةً بقول شوقي: «أنا مَن بَدَّلَ بالكتبِ الصحابا.. لم أجد لي وافيًا إلا الكتابا».
وعلى عكس جيلها الذي يستخدم «جوجل»، تفضل «بطلة تحدي القراءة»، الكتب كمصادر للحصول على المعلومات؛ حيث ترى أن البحث على «جوجل» يجعلنا نصل فقط لتعريف مختصر أو مقال يوضح ما نبحث عنه، أما الكتب فنصل من خلالها للمعلومة التي نريدها وللمعلومات الأخرى المتعلقة بها، كما أن الأساليب اللغوية للكتب تجعل للقارئ أسلوبًا مميزًا في التعبير وتزوده بمجموعة من الاقتباسات التي يستشهد بها في حديثه، وكل ذلك غير موجود في «جوجل».
وبالإضافة إلى تميزها في القراءة حصلت «ابنة الأزهر»، على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الشهادة الابتدائية والإعدادية الأزهرية بنسبة 100%، فائزةً بالمركز الأول في مسابقة «فارس المتون» لحفظ وشرح المتون العلمية، كما حصلت على المركز الأول في مسابقة الأمير نايف لحفظ الأحاديث النبوية في السعودية؛ حيث تتقن ستة آلاف من الأحاديث الشريفة، إلى جانب حفظها آلاف من الأبيات الشعرية.
وعن الصعوبات التي تواجهها في القراءة والحفظ، توضح «الطفلة المعجزة»، أنه لا توجد صعوبات في الطريق الذي يختار الإنسان أن يسير فيه بإرادته، مضيفةً أن الشخص الذي يحب شيئًا يكون مستعدًا أن يفعل أي شيء للوصول إليه، وهي أحبت طريق العلم والثقافة وتبذل ما في وسعها لتقتبس من نور ذلك الطريق.
«كتير من الناس ممكن يعدي عليه الشهر والاتنين من غير ما يقرأ صفحة واحدة، على الرغم من إن للقراءة فوائد كتير، ورغم إن ناس كتير عارفة الفوائد دي لكن بإرادتهم سلموا نفسهم للجهل اللي قضوا بيه على نفسهم»، بهذه الكلمات أعربت «صاحبة الستة عشر عامًا»، عن حزنها من عزوف بعض الناس عن القراءة، مذكرةً هؤلاء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ».