ثقافة العقاب في التربية الحديثة.. صواب أم خطأ

دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي
الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة

أغلب الأمهات في وقتنا الحالي يفضلون تربية أولادهم عن طريق التربية الإيجابية والبعد عن العنف في العقاب لكي يكون الطفل سوي نفسيا، وفي التربية الإيجابية تكون طريقة عقاب الطفل، الخصام أو حرمانه من أشيائه المفضلة، والعقاب يختلف عبر الأجيال.
ومن هنا كان لا بد من أن ترصد لكم صوت الجامعة آراء بعض أولياء الأمور وأخصائيين تربويين في هذا الشأن.

أفضل عقاب للوالدين

وحول طرق التقويم بالعقاب، قال عبد الرحمن محمد، 37عاما، موظف في إحدى الشركات «إن زوجته هي التي لها الدور الأكبر في تربية طفلهم صاحب الأربعة أعوام»، ولكنهما يتبعون طريقة التربية الإيجابية في العقاب وهي حرمانه من أشيائه المفضلة وأن هذا العقاب أفضل من عقابه وهو صغير حيث كانوا يستخدمون أسلوب الضرب ومن وجهة نظره أنه أسلوب غير صحيح حيث يولد العنف عند الأطفال.

وأوضحت نجلاء حسن،42 عاما، ربة منزل، أنها تعاقب طفلها صاحب 8 سنوات من خلال حرمانه من أشيائه المفضلة وأنها لا تفضل استخدام أسلوب الضرب في العقاب، وأن العقاب اختلف من جيلها إلي جيل طفلها حيث إنها عندما كانت طفلة كانت تعاقب بالضرب لأنه كان العقاب المعتاد عليه في هذا الوقت، لذلك لا تستخدم الضرب مع طفلها لأنه ليس الحل.

وذكرت زينب عبد العزيز، 35 عاما، معلمة لغة إنجليزية، أنها تحاول قدر المستطاع تطبيق التربية الإيجابية علي طفلها صاحب الأربعة أعوام، ولكن بسبب أشغالها في أعمالها أحيانا تفشل، ولا تطبق الضرب في عقاب طفلها ولكنها تطبق أسلوب الخصام مع طفلها فعندما يفعل طفلها شيئا خاطئا لا تتحدث معه هي ووالده، وبهذا يفهم الطفل أنه فعل شيء خاطئ.

وعن رأيها، قالت آلاء عز، 24 عاما، ربة منزل، أنها تعاقب طفلها صاحب 5 سنوات عن طريق الضرب، ولكن الضرب الخفيف ومن وجهة نظرها هذا أفضل عقاب، حيث إنها حاولت تطبيق الأساليب الأخرى ولكنه لم يأتِ بنتيجة فطفلها عنيد جدا، وأن عقابها وهي صغيرة كان الضرب ولكن الضرب الشديد وهذا لا تطبقه مع طفلها، وأضافت أنها سوف توقف هذا العقاب بعد سنتين حينها يكون طفلها بدأ يفهم خطأه.

وأكدت أمل محمد، 33 عاما، ربة منزل، أنها تعاقب طفلها صاحب 9 أعوام عن طريق حرمانه من أشيائه المفضلة وأنها لا تفضل العقاب بالضرب لأنه أسلوب غير صحيح، لأنها تريد أن تنمي حواسٍ وعقل طفلها وتعلمه الهدوء، وعندما يفعل شيء خاطئ تعاقبه بطرق أخرى غير الضرب ومن وجهة نظرها أن أسلوب عقاب طفلها أفضل من أسلوب عقابها وهي صغيرة لأنها كانت تتعرض للضرب وبالتالي عدم شعورها بالأمان في أي مكان.

أولياء الأمور يتفقون في طريقة جديدة للعقاب بعيداً عن الضرب

وأوضحت سلمي عمر، 24 عاما، ربة منزل، أن ابنتها تملك من العمر سنتين فهي لا زالت لا تدرك معنى العقاب ولكنها تحاول وبالتدريج تطبيق عقاب الحرمان من أشيائها المفضلة وأن عقابها وهي صغيرة كان بالضرب والألفاظ ولكنها لا تطبق هذا العقاب مع طفلتها لأنه لا يولد إلا العنف والشعور بعدم الثقة.

وأشارت منه أحمد، 35 عاما، ربه منزل، إلى أنها تعاقب طفلها ذات 4 سنوات من خلال حرمانه ومن أشيائه المفضلة سواء كان الخروج أو الألعاب أو أي شيء يفضله ولكنها لا تطبق التربية الإيجابية بشكل كامل لأن من وجهه نظرها أن تربيه هذا الجيل أصعب من تربيه جيلها ولكنها تحاول بقدر الإمكان أن تجعل طفلها سويا نفسيا.

ذكرت نورهان أحمد، 33 عاما موظفه في إحدى الشركات أن عقاب نجلها كان الضرب وهذا شيء سيئ جدا لأنه يجرح كرامة الطفل ولهذا تعاقب طفلها صاحب الخمس سنوات بالخصام، وهذه أنسب طريقة لعقاب هذا الجيل، مشيرة أن لديها طفلين أخرين وكانت تطبق عليهم أيضا هذا العقاب.

صورة أرشفية

الضرب ليس حل

وحول طريقة الضرب كوسيلة لحل وكآلية عقاب للطفل، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: «إن الطفل دائما لديه رهاب من كلمة العقاب وأن الطفل يفكر تفكيرا لفظيا وليس منطقيا أي عندما نفرض عليه عقابا من الضروري تنفيذه والعقاب يكون المنع من المصروف أو أي شيء يفضله».

وأكد «فرويز» أن طريقة العقاب اختلفت بين الأجيال ففي هذا الجيل عندما تعاقب الطفل بحرمانه من التليفون أو حرمانه من خروج أو أي شيء يفضله يكون عقاب قاسِ بالنسبة له غير الأجيال السابقة كان العقاب بالضرب وهذا شيء خاطئ جدا لأنه يولد العنف عند الأطفال.

بدورها، أوضحت داليا جمال، أخصائية تربية، أن عقاب الطفل يبدأ بعد 3 سنوات وقبل ذلك تطبق طريقة التشتيت أو الاستبدال أي يتم استبدال الفعل الخاطئ الذي يفعله بف جيد وبعد ثلاث سنوات يكون عقاب الطفل، هو منع الامتيازات مثل التليفون أو خروجه ما أو منع لعبته المفضلة.

ذكر «جمال» أنه يجب عرض الطفل على متخصص تربيه أو تعديل سلوك عند ملاحظة سلوك واحد سيء لكن قبل ذلك نحاول تعديل هذا السلوك لأنه ممكن أن يكون سمة شخصية في عمر معين مثل نوبة الغضب فهي صفة موجودة في كل الأطفال لكن عند استمرار الموضوع يجب الذهاب لمتخصص تربية.

وقالت الدكتورة سوزان أحمد، مسؤولة التعليم بمكتب جنيف بمصر ومستشار تربوي وتعليمي بشبكة «نايل سات» أن العقاب اختلف بين الأجيال فالعقاب في الماضي لا يمكن تطبيقه في الحاضر، فالآن يجب معاقبة الأطفال في حدود الاحترام والتفاهم وعدم العنف والصراخ وعند فعل الأطفال فعل خاطئ يجب أن نثبت لهم أن هذا الفعل خاطئ بالأدلة والبراهين لأننا نخاطب العقل مع هذا الجيل.

Scroll to Top