ظل تعريف التنمية المستدامة وفقًا لوزارة البيئة المصرية، هو مصطلح إقتصادي إجتماعي أممي، رسمت به هيئة الأمم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، هدفها الأول هو تحسين ظروف المعيشية لكل فرد في المجتمع، وتطوير وسائل الإنتاج وأساليبه، وإدارتها بطرق لا تؤدي إلى استنزاف موارد كوكب الأرض الطبيعية، وعليه فقد ظهر تبني العديد من الشباب مبادرات للحد من الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية المتبقية على كوكب الأرض، ومن هنا تلقي مدونة “جيل زد” الضوء على أبرز المشروعات الشبابية في مجال التنمية المستدامة.
تنظيف نهر النيل
وهناك العديد من المشروعات الشبابية التي تتوافق مع رؤية مصر 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فمنذ 2018 انطلقت مبادرة شبابية في مصر هدفها تنظيف نهر النيل من المخلفات الصلبة وإنقاذ مياهه من التلوث الذي يهدد أسماك النهر ويقضي على بيئته.
وتعد مبادرة فيري نايل الشبابية الأولى من نوعها في مصر، فالمبادرة تعمل على بناء المزيد من المجتمعات الصديقة للبيئة مع حل مشكلة القمامة البحرية باستخدام أساليب التمكين الاجتماعي والمبتكرة. فهي مؤسسة تهتم بتطوير وسائل مستدامة لتنظيف النيل من المخلفات غير العضوية، وإعادة تدوير النفايات الصلبة من خلال التعاون مع شركات عدة ، بالإضافة إلى التقليل من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وزيادة الوعي بأهمية حماية البيئة.
متطوعون فيري نايل يجمعون النفايات البلاستيكية من النيل
ومن خلال جهود القائمين على المبادرة، تم إنشاء فيري نايل كمبادرة شبابية بهدف الجمع بين المتطوعين، والشركات في القطاعات المختلفة، حيث تقوم فكرة المبادرة على العمل الجماعي، والأفكار الإبداعية للشباب، انطلاقا من أن النيل هو رمزا التراث المصري، ومصدر حياة لمصر، ومع ذلك، وفقًا للمنتدى الإقتصادي العالمي، فهو أيضًا واحد من 10 أنهار تساهم بنسبة 90٪ من القمامة في محيطات العالم، فتعمل فيري نايل على المساهمة في معالجة هذا الأمر من خلال تنظيف نهر النيل، ورفع مستوى الوعي حول أهمية الحد من استهلاك البلاستيك.
وبحسب فرح عبد الباقي مسئولة التوعية في فيري نايل فإن المبادرة تعمل عبر عدة محاور رئيسية، حيث تستهدف تنظيف النيل من المخلفات البلاستيكية غير القابلةً للتحلل الحيوي، أما المحور الآخر، فيتمثل في التوجيه بتنفيذ حملات توعية للتقليل من استهلاك البلاستيك، كحملة حظر استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام عن طريق نشر المعلومات التي تُسهم في رفع الوعي العام ضد استخدام تلك الأكياس.
وأشارت مسؤولة التوعية في فيري نايل أن المبادرة تعمد إلى زيادة وعي المستهلكين برفض استخدام الأكياس البلاستيكية وتقديم بدائل وحلول للمتاجر والمطاعم والمكاتب، من خلال تزويدهم بأكياس ورقية وأخرى قطنية أو بلاستيكية قابلة لإعادة الاستخدام.
وقد صرحت فرح عبد الباقي مسئولة التوعية في فيري نايل أن عدد المتطوعين وصلوا إلى 4500 متطوع، رفعوا حوالى 40 طن من المخلفات فى النيل بمشاركة الصيادين، وتم جمعها داخل جزيرة “القرصاية” وفرزها ووزنها وإعطائهم المقابل المادى على عملهم، والخطوة التالية كانت هي إرسال البلاستيك بعد ضغطه إلى أحد المصانع المشاركة معهم لإعادة تدويره وتحويله إلى خيوط بلاستيكية تدخل في صناعة الملابس ومقاعد السيارات.
ولفتت “عبد الباقي” إلى أن المشروع يقدم مجموعة من ورش العمل والتدريبات والمعارض للشباب في سبع محافظات مختلفة من أسوان إلى القاهرة، ويركز البرنامج على التعرض للمفاهيم البيئية الأساسية والحلول العملية على الأرض نحو حماية نظام نهر النيل، كما أن فيري نايل لديها متجر و الذي يُعد مركزًا للإبتكار يقوم بإنشاء منتجات مُعاد تدويرها بالتعاون مع النساء اللاتي يعيشن على ضفاف نهر النيل.
جرينتش.. مبادرة أنشطة تعليمية تفاعلية
واستكمالا لعرض المشاريع الرائدة مصريا في دعم التنمية المستدامة، جاء مشروع جرينتش ، وهي مؤسسة شبابية تم إنشائها في 2017، هدفها زيادة الوعي بالقضايا البيئية التي تواجه المجتمعات المحلية المصرية، وتقديم الحلول من خلال الفن، وبناء القدرات وحملات التوعية، وتحقيق التنمية المستدامة عبر الأنشطة التعليمية التفاعلية، وتقديم الدعم للمجتمعات المحلية المعرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، فتقدم المؤسسة مجموعة من الخطوات للناس للتحسين من البيئة مثل: استخدام شنط البقالة القابلة لإعادة الاستخدام، و أن يكون الإستهلاك واعي، ومدروس، وشراء الأشياء المستعملة، واستخدام العبوات القابلة لإعادة الاستخدام، للتقليل من استهلاك البلاستيك.
متطوعون جرينتش أثناء تنظيفهم أحد الشواطئ
فلوتنج فوروارد.. شراكة ألمانية مصرية مستدامة
كما تتضمن خارطة أنشطة المشروعات الرائدة في مجال التنمية المستدامة برنامج فلوتنج فوروارد، وهو مشروع بيئي أطلقه معهد جوته القاهرة (المعهد الثقافي الألماني) في صيف عام 2023 بالشراكة مع فيري نايل ووزارة التربية، والتعليم المصرية، تتمثل هذه المبادرة في مهمة لرفع الوعي والتثقيف وعرض حلول على أرض الواقع، واتخاذ إجراءات نحو حماية البيئة والإستهلاك والاستدامة من خلال حملة توعية شاملة وورش العمل.