طلاب هندسة الزقازيق: نستهدف تطوير منازل مبادرة حياة كريمة
هناك العديد من مشاريع التخرج العملية في كليات الهندسة التي تستطيع أن تغير مستقبلا كاملا، وتستطيع أن تمنح حياة واستبدال وتوفير كل الطرق التقليدية في الطاقة التي ينتج عنها أحيانا كوارث وتعتبر غير آمنة في بعض الأحيان، ومع جهود الدولة لتوفير الطاقة، حيث دشن 35 طالبا وطالبة من طلاب كلية هندسة الزقازيق مشروع تخرجهم بتصميم مشروع تحت عنوان «نظام إدارة الطاقة لمنزل ذكي في مبادرة حياة كريمة في إحدى القرى بمحافظة الشرقية»، حيث يستهدفون إنشاء نموذج عمل مصغر لمنزل ذكي مع التحكم الكامل في كل أجهزة المنزل وتوفير أقصى درجات الأمان في حالة تسرب الغاز أو المياه وتصميم نقطة شحن لسيارة كهربائية مع التحكم الكامل فيها من خلال البيت مع نظام طاقة شمسية تم تصميمه وذلك لتقليل الانبعاثات، وأيضا خدمة ذوي الهمم لتسهيل حياتهم ومستوى معيشتهم وليسهل حركاتهم، ويكون أكثر أمانا على الأطفال.
يقول الدكتور محمد السيد لطفي، عضو هيئة التدريس في كلية هندسة الزقازيق والمشرف على مشروع التخرج محاكاة البيت الذكي« Smart Home Energy Management System using KNX Protocol»، إن من خلال تصميم نموذج لبيت غرفة معيشة ومطبخ وغرفة نوم، ومن خلال هذا المشروع نستطيع التحكم في كل الأجهزة بالبيت، وبرمجة كاملة لترشيد الطاقة، وأوضح أن العمل فيه استمر على مدار عامين كاملين وما زال قائما، وأن هناك الكثير من التطبيقات التي تتم على المشروع حتى تسهل على ذوي القدرات حياتهم.
وكشف «أستاذ الهندسة»، عن أنه إذا كان الشخص غير قادر على تحريك يديه أو قدميه ودخل مكان ما ولا يستطيع تشغيل أي شيء فيه فيوجد «حساسات للحركة» بحيث تتم العملية أوتوماتيكيا إذا تحرك الشخص ودخل تفتح إضاءة المكان وإذا خرج تغلق بعد عدد من الثواني، ويتم إضافة «Voice control» التحكم عن طريق الصوت، بحيث إذا كان الشخص غير قادر على الحركة فيمكنه التحدث ويقوم البيت أو الغرفة بتلبية طلباته كاملة من خلال حديثه، فيقدر على التحكم في كل أجهزة الكهرباء وغيرها، وأضاف أنه كانت مسئوليته هو الوصول لجهاز حياة كريمة لتوفير فرصة لهم وتسليم إحدى الشقق للعمل فيها، ولكن تأخرت الموافقة فاستمر العمل على المشروع للعام التالي بإضافات وتجديدات أكثر.
ومن جانبه أضاف الطالب محمد هاني، أحد أعضاء المشروع، أن الفكرة جاءت انطلاقا من مؤتمر المناخ « كوب27» الذي يهدف إلى تحقيق طاقة نظيفة ومتجددة، وأن الدولة تسعى إلى تنفيذ مبادرة البيت الأخضر الذكي مع مراعاة رؤية مصر 2030 ومبادرة حياة كريمة، حيث سيتم تطبيق عملي للمشروع على إحدى المنازل في إحدى القرى في محافظة الشرقية، بالتنسيق مع مكتب الاستشارات بكلية الهندسة.
ويشرح محمد الفكرة الأساسية للمشروع وهي استخدام بروتوكول« KNX» في التطبيقات المنزلية مثل الإضاءة والستائر و «HVAC» وهي التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والقياس وإدارة الطاقة وأنظمة الترفيه، بالإضافة إلى أنه يمكننا ربط أجهزة الطرف الثالث بنظام التشغيل الآلي ، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ويتم على اتجاهين فالاتجاه الأول للمشروع اتخذنا فيه التطور التكنولوجي الذي تهدف الدولة إلى تطبيقه وهدفنا تحقيق ذلك عن طريق التطبيق العملي على أحد المنازل السكنية التابعة لمشروع حياة كريمة وتحويله إلي منزل ذكي وسوف يتم استخدامه في التحكم في إنارة« KNX» عن طريق التحكم فيه باستخدام نظام المراوح وأنظمة الأمان، على سبيل المثال نظام منع تسرب الغاز، والاتجاه الثاني للمشروع فهو اتجاه لترشيد استهلاك الطاقة وهو ما سيتم تحقيقه عن طريق التحكم الذكي في الأنظمة السابقة مما يؤدي إلي الحفاظ علي الطاقة بأقصى صورة ممكنة وذلك في التحكم الذكي في إضاءات وأجهزة المنزل عن طريق استخدام KNX وتحقيق الاستفادة المثلى من الطاقة الكهربية المستخدمة، وهذا تحقيقا لتنفيذ مبادرة البيت الأخضر الذكي مع مراعاة رؤية مصر 2030.
وتابع طالب الهندسة أن من أهم نقاط التحكم في المنزل هي التحكم في الإضاءات، حيث يمكن ربط جميع أنواع الإنارة في المنزل بالنظام والتحكم فيها بعد تركيبها دون نقل أو تغيير البنية الأساسية ويتم التحكم عن طريق مفاتيح جهدها لا يتجاوز 30 فولت وهذا جهد آمن على الأطفال، وأن جميع المفاتيح يتم تحويلها إلى هذا الجهد ليس الإضاءة فقط، والتوفير يكون عن طريق غلق الإضاءة في حاله عدم وجود أحد في المكان أوتوماتيكيا، والتحكم في الستائر بجانب الإضاءة وربطهم معا، حيث في الصباح بتم غلق الإضاءة وفتح الستائر تلقائيا، واستخدام السيناريوهات بحيث يمكن ضبط المنزل على نظام معين.
وذكر محمد أنهم واجهوا العديد من الصعوبات والتحديات في المشروع وما زالوا يواجهونها حتى الآن وهي عدم وصول الموافقة لتنفيذ المشروع ومازالوا في انتظارها، ويحاول المشرف جاهدا أخذ موافقة ولو على غرفة واحدة لتنفيذه في شقق حياة كريمة، وأيضا عدم وصول باقي دفعة الأموال لتكملة المشروع، وكان عددها 60 ألف جنيه من بعض الجهات مثل أكاديمية البحث العلمي، لتنفيذ المشروع في منزل حياة كريمة، وتم الحصول على ٤٥ ألف جنيه فقط أما الباقي فلم يحصلوا عليه حتى الآن، وتابع أنه لم يؤثر ذلك على مناقشة المشروع في العام الأول لأن الأمر خارج عن إرادتهم واستمروا في المشروع واستثماره في إضافة تحديثات وتجديدات كما ذكر سابقا.
وقدم المشروع في العديد من المسابقات والمعارض ومنها مسابقة أكاديمية البحث العلمي وتم الحصول على دعم بقيمة 60000 جنيه مصري، تم تقديم ورقة بحثية والمشاركة في معرض الفنية العسكرية السنوي .