اكتبها من غير نقط

صورة أرشيفية
طرق التحايل لمنع حظر منشورات «المقاطعة».. نجمة ونقطة تغير كلمة مش معنى

في زمن مواجهة الخوارزميات، لن تقدر على قمع أصوات الشباب، فإذا حاولت إخفاء أصواتهم، ستسمعها خلف كل باب، لا طالما تربوا على حب فلسطين، وليست هذه الخوارزميات هي التي ستوقفهم عن عرض ما يشعرون ويؤمنون به على صفحاتهم الخاصة، لذلك قمنا بطرح مجموعة من الأسئلة على بعض الشباب، الذى استخدم حيل للتلاعب بخوارزميات منصات التواصل الاجتماعى، بهدف التعبير عن آرائه تجاه القضية دون تعرضه للحظر أو الحذف أو حصوله على إشعارات تحذير، كما قمنا بالتواصل مع خبير إلكتروني.

تجارب الحظر

في البداية، ذكر عبدالله  سمير، 32 عامًا، مؤثر على منصات التواصل الاجتماعى، أنه تعرض لحذف منشور له يدعم القضية الفلسطينية، متضمنًا بعض الكلمات والصور الخاصة بالقضية، وأنه حظى بنسبة تفاعل كبيرة لتعاطف العرب مع القضية، مضيفًا أنه لم يستخدم حيل للخداع، لكنه يستخدم هاشتاج فلسطين، ويرى أن المنشورات تجدي نفعًا لأنها تحث الناس على الاهتمام بالقضية.

وبنفس المصير، سردت أسماء حسين، 37 عامًا، بأنها تعرضت لحذف منشور لها داعمًا للقضية الفلسطينية، كما أنها تلقت العديد من التفاعل، لكن قل مع مرور الوقت، مضيفةً أنها تقوم بنشر منشور غير هادف ثم تعدله بنشر موضوعات عن غزة لتجنب الحظر، مضيفةً أنها لم تستخدم هاشتاجات إسرائيلية للرفع من نسب وصول محتواها للناس، كما أنها تنقل ما يتم تداوله على القنوات؛ لأن ذلك سيجدى نفعاً تجاه القضية .

صرحت إيمان طاهر، 21عامًا، أنها تعرضت لحذف منشور لها عن دعم فلسطين على منصة «إنستجرام»، مشيرةً إلى أنها لا تتبع طريقة لتفادي الحظر أو الحذف، وأنها في بداية دعمها للقضية تلقت العديد من التفاعل، وأنها لم تستخدم في منشوراتها هاشتاجات إسرائيلية، لكنها ترى أن المنشورات جعلت العالم يفهم الحقيقة، مضيفةً أنها بجانب معرفتها لحيلة كتابة بدون وضع نقاط، أو وضع نجوم بين الكلمات، فهي تعرف حيلة التشبيهات مثل تشبيه فلسطين بـ«البطيخة»، وهى طريقة غير مباشرة لكنها معروفها لدى الناس.

بينما ذكرت شهد طاهر، طالبة في الصف الثاني الثانوي، أن التفاعل على منشورات القضية كبير لكن لم يصل لها إشعارات بالتفاعل، كذلك يجب على الجيل الجديد أن يفهم قضية فلسطين، مشيرةً إلى أنها تعرضت لحذف منشور لها عن فلسطين على منصة فيسبوك، وأنها لم تستخدم طرق لتجنب الحظر، أو إضافة هاشتاجات إسرائيلية.

الخبراء الإليكترونيين

بدوره، صرح محمود أحمد، مهندس برمجيات، أن منصات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك»و«تيك توك»، تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي للتعرف على المحتوى المتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك خلال العبارات  المستخدمة، أو الصور والفيديوهات، أو السياق الذى يتم نشر المحتوى فيه مثل عبارات: القدس، فلسطين والاحتلال، فمن المرجح حذفه، مضيفاً أن هناك حيل يمكن استخدامها لخداع تلك الخوارزميات مثل استخدام رموز أو اختصارات بديلاً للعبارات المحظورة كاستخدام «ف ل س ط ي ن» بدلاً من «فلسطين»، أو استخدام الصور والفيديوهات التي لا تظهر مشاهد مباشرة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي حيث يمكن استخدام صور أو فيديوهات تظهر المناظر الطبيعية الفلسطينية أو الثقافة الفلسطينية، أو نشر المحتوى في سياق مختلف عن القضية الفلسطينية كنشر مقال عن التاريخ الفلسطيني.

وأضاف «أحمد»، أن وضع فصلات بين الأحرف قد يساعد على عدم المنشور، ولكن ليس بشكل مضمون، حيث أن هذه الخوارزميات مصممة للتعرف على الكلمات والعبارات، حتى لو كانت مكتوبة بشكل مختلف؛ لأن الخوارزمية تعرف أن هذه الكلمة تشير إلى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن وضع هاشتاجات إسرائيلية لا يساعد على ضمان ارتفاع التفاعل الخاص بالمنشورات، فالتفاعل يعتمد على عدة عوامل، مثل عدد الأشخاص الذين يتابعون الحساب الذي تم النشر فيه، وعدد الأشخاص الذين يستخدمون الهاشتاجات التي تم وضعها في المنشور، ومحتواه ، وإذا تم نشره في حساب صغير لا يتابعه الكثير من الأشخاص، فلن يساعد وضع هاشتاجات إسرائيلية على زيادة التفاعل.

وقال مهندس البرمجيات: «هناك عدة طرق أخرى يمكن من خلالها رفع نسب مشاهدة المنشورات، منها: استخدام الصور أو الفيديوهات عالية الجودة، أو كتابة عناوين جذابة، أو استخدام علامات الترقيم بشكل صحيح، أالمنشور في الوقت المناسب، ولابتكار حيل جديدة للخداع من المهم أن نفهم أولاً كيفية عمل خوارزميات التعرف على المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي، فبمجرد فهمك لهذه الخوارزميات، يمكنك البدء في التفكير في طرق لتجاوزها، مثل استخدام رموز أو اختصارات جديدة لم يتم اكتشافها بعد من قبل خوارزميات التعرف على المحتوى، استخدام الصور أو الفيديوهات التي تم تعديلها بشكل خاص بحيث لا يتم اكتشافها من قبل خوارزميات التعرف على المحتوى، بالإضافة إلى أن الخوارزميات، تعتمد منصات التواصل الاجتماعي أيضًا على اللجان الإلكترونية لمراجعة المحتوى المُبلغ عنه، يمكن لأعضاء هذه اللجان حذف المحتوى الذي يعتبرونه مسيئًا أو مضللًا».

وأضاف أحمد، أنه هناك طرق لحماية حسابك من الإغلاق أو الإشارة إليه عند التحدث عن القضية الفلسطينية، مثل استخدم لغة مناسبة، وتجنب استخدام اللغة المسيئة أو التحريضية، حتى لو كانت تعبر عن رأيك في القضية الفلسطينية، كن دقيقًا في المعلومات التي تقدمها، ادعم ادعاءاتك بالأدلة والأرقام، حتى لا يتم اتهامك بنشر معلومات مضللة، احترم آراء الآخرين حتى لو كنت لا تتفق مع آراء الآخرين، فمن المهم أن تحترم حقهم في التعبير عنها، بالإضافة إلى هذه الإجراءات، لكي يحافظ الشخص على حسابه على منصات التواصل، عليه استخدام كلمة مرور قوية وتغييرها بانتظام، تفعيل ميزة المصادقة الثنائية، الانتباه من الروابط والملفات التي يتلقها من أشخاص لا يعرفهم، البلاغ عن المحتوى السيء أو المضلل، إذا تم إغلاق حسابه أو الإشارة إليه، يمكنه محاولة استئناف القرار من خلال الاتصال بدعم العملاء التابع لمنصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها.

Scroll to Top