مصطفى حسن: التعليق «ممارسة صعبة».. وهذه أبرز التحديات
طاقة الشباب تفوق كل الحدود فمن كان يتصور أن يقوم الشباب ببناء مجال بالكامل دون مساعدة، فرياضة الألعاب الإلكترونية تمت من خلالهم دون وجود من يستطيع تدريبهم أو تأهيلهم لهذا المجال ويوجد لدينا مثال من هؤلاء الشباب، مصطفى حسن، صاحب الـ26عاما، معلق رياضي لهذه الألعاب، تخرج بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، لاعب في رياضة الألعاب الإلكترونية محترف سابق ومعلق ومحلل بطولات رسمية، ومدير مشاريع «ايسبورتس»، وحاصل على ماجستير في الرياضات الإلكترونية بألمانيا، وإليكم قصته في السطور التالية.
متى بدأت في الاهتمام بدخول عالم الألعاب الإلكترونية؟
بدأت في الألعاب الإلكترونية منذ عام 2010، وكنت في الثالثة عشر من عمري، ولكني لم أكن على دراية أنها رياضة فكنت كبقية الأطفال أحب أن ألعب الألعاب الإلكترونية من باب التسلية فقط، وكان اللعب مع ثقافات مختلفة هو من شجعني على الالتحاق بهذا العالم المختلف، ولذلك تأهلت لمسابقات رسمية في ذلك الوقت لكني لم أستطع خوض تجربة هذه المباريات بسبب إلزامها بضرورة السفر وكنت في سن صغير لا يسمح بذلك.
هل قمت بالانضمام إلى فريق ألعاب إلكتروني رسميًا في ذلك الوقت؟
نعم انضممت لفريق في ذلك الوقت، لكن لم يكن هناك رعاة كما في الوقت الحالي، ولم يكن العدد كبيراً وكان الفريق عبارة عن التزام منه فقط بجدول التدريب وهكذا، ولكن الآن ظهر العديد من الفرق المصرية الرائدة في هذا المجال مثل فريق أنوبيس ورعد وعبد العال وغيرهم.
ما هي الألعاب التي قمت بالاحتراف فيها؟
بدأت ب « Wolfenstein enemy territory » وكانت أول لعبة احترفها، وأيضا لعبة « Dota2 Battlefield 4 » وحصلت على بطولتين على الشرق الأوسط فيها، ولعبة « Counter strike global offensive » وفزت فيها في بطولتين مصريتين، وكانت أول مباراة مهمة أفوز بها في أكتوبر2010.
ومتى تم اكتشاف موهبتك في التعليق الرياضي؟
بدأت في مجال التعليق الرياضي لرياضة الألعاب الإلكترونية في عام 2016، ووصلت للاحتراف وتقاضي الأموال من خلال التعليق في عام 2018، وكان الأمر جديداً بالنسبة لي، وكنت من أقدم المصريين في هذا المجال، وكانت التجربة الأولى سيئة للغاية، لكن مع الوقت تطورت في المجال وأصبحت في مكانة جيدة، فهو حلمي الطفولي، حيث أشعر بسعادة عندما أرى الشباب في سن صغير يقبلون على ما هو غامض وغير اعتيادي.
ما الفارق الجوهري بين المعلق الرياضي للرياضات العادية والمعلق الرياضي لرياضة الألعاب الإلكترونية؟
أثناء المباراة يكون هناك العديد من التفاصيل والأحداث التي تتم في ذات الوقت، واختلاف آخر أن المباريات من الممكن أن تستمر لأربع ساعات كحد أدنى ويجب أن يكون لدى المعلق الطاقة الكافية لتغطيتها بالكامل، وأيضاً معلقي رياضة الألعاب الإلكترونية يحتاجون لتحضير ومجهود ذاتي أكثر من معلقي الرياضات الأخرى والذين حصلوا على مساعدة من الإعلام من عشرات السنين ويوجد العديد من المراجع التي يمكن أن تساعدهم في التأهيل لهذه المهمة، والصعوبة الأكبر التي يواجهان المعلق الرياضي للألعاب الإلكترونية هو ملاحظة التفاصيل الدقيقة ولن يستطيع أي أحد أن يراها إلا من شخصية اللاعب داخل اللعبة وملاحظة ردة فعله، والحركات الذكية التي يلجئون إليها أثناء اللعب للفوز، فهي رياضة ذهنية وتحتاج منك كمعلق ذهن صاف ومتيقظ.
ما هي الصفات التي من المهم أن تتوفر في المعلق الرياضي للألعاب الالكترونية؟
أن يكون على دراية جيدة بالأرقام القياسية وتاريخ واحصائيات اللعبة التي يقوم بالتعليق عليها من جهة البطولات واللاعبين وغير ذلك، ويجب أن يعتاد على العمل تحت ضغط لأنه أثناء المباراة يوجد العديد من الأمور التي نتفاجئ بها، وعليه أن يكون متحدثا جيداً خاصةً أن التعليق للألعاب الالكترونية يختلف عن الرياضة العادية فيتم عن طريق معلقين ليس واحداً ككرة القدم مثلاً فعليه أن يكون متناغماً ومتعاوناً مع المعلق الآخر، ومن أهم الأشياء أن يكون محب لما يقوم به.
هل من الصعب أن يتحول معلق رياضي لرياضة عادية إلى رياضة الالعاب الالكترونية أو العكس؟
ليس من الصعب، حيث أنه لو قام معلق رياضه إلكترونية بالتدرب على رياضة عادية سيستطيع بكل سهولة أن يكون معلق لها ولكن يجب عليه في البداية التدرب على هذه الرياضة ويمكن أن يتم العكس بنفس الطريقة فالموضوع ليس بصعب لكنه ليس بسريع فيجب التدرب أولاً قبله لأن المجالين مختلفان.
هل يجب على المعلق أن يكون لاعبا ًفي البداية؟
ليس من الشرط أن يكون المعلق لاعباً في البداية لكن المعلق الذي كان لاعباً يكون لديه نظرة مختلفة وإحساس مختلف باللاعبين.
لماذا اخترت أن تحصل على ماجستير في الالعاب الالكترونية على الرغم من وجودك في المجال قبل ذلك بفترة طويلة؟
كانت لدي غاية في الحصول على شهادة أكاديمية في هذا المجال وحصلت على منحة للدراسة، ومن خلالها استطعت أن اتعمق في مجال هيكلة الألعاب والإدارة، وشاركت مع الجامعة في العديد من المسابقات الرياضية وحصلت مع فريقي على مراكز عليا فكانت تجربة رائعة في المجالين العلمي والتطبيقي من خلال المسابقات.
ما الذي أجنيته من التعليق الرياضي دون المال؟
السفر حيث إنني أحب السفر بدرجة كبيرة والتواصل مع الشعوب والثقافات المختلفة فقمت بالسفر إلى المملكة العربية السعودية لحضور «موسم الجيمرز» بالرياض حيث إنها من أكثر الدول العربية اهتماماً بهذا المجال، وسافرت أيضاً لبولندا، الإمارات، وألمانيا لحصولي على الماجستير وللحصول على فرصة عمل في هذا المجال بشكل أسهل، والعديد من البلدان الأخرى للتعليق على البطولات من الاستوديوهات الرسمية، وأيضاً ساعدني ذلك في تحسين لغتي الأجنبية بدرجة كبيرة وتحسين مهارات التواصل لدي.
ما هي الصعوبات التي واجهتها لكي تنضم لهذا المجال؟
من أكثر الصعوبات التي واجهتها أنه لا يوجد مدربين أو شخصيات كبيرة في مجال التعليق الرياضي، فأنا كنت أشاهد الأجانب وأتدرب بمفردي لكي استطيع أن أكون من المعلقين، حتي أنني أقوم بالتعليق مثلهم بدرجة كبيرة بسبب تأثري بهم وتعليمي من خلالهم، ولا يوجد مراجع عربية للرجوع إليها في هذا المجال، وأيضاً من الصعوبات التي تواجه أي لاعب في هذا المجال أن الجميع يرونه يقوم بأمور غير مهمه ويلعب فقط، ولا يقتنعون بما يقوم به إلا عند حصوله على عائد مادي وهذا ما حدث معي أيضاً، أقتنع أهلي بما أقوم به عندما قام مساعد وزير الشباب والرياضة بتكريمي، لكن مجال الالعاب الالكترونية ليس بالسهل فكنت اتدرب وأنا لاعب قبل المباراة وقت طويل يصل إلى 10ساعات.