الرياضة الإلكترونية للشباب.. مكاسب مادية وخسائر صحية

صورة أرشيفية

تعتبر الرياضة الإلكترونية من أحدث الظواهر التي تجتاح عالم الشباب في الوقت الحالي، حيث أصبحت جاذبةً للملايين حول العالم وتحظى بشعبية كبيرة، ففي هذا العصر التكنولوجي المتقدم أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب الذين يرونها فرصة للترفيه والتنافس والتواصل مع الآخرين، ولا شك أن هذا التطور في عالم الرياضة يثير الكثير من الجدل، فهناك من يروج لفكرة أنها مجرد لعبة إلكترونية ولا تستحق التسمية بالرياضة، بينما يرون آخرون فيها فرصة للاحتراف وتحقيق الشهرة والمكاسب المادية، وفي السطور التالية من هذا التحقيق سنعرف آراء الشباب في الرياضة الإلكترونية.

قالت أسماء صبحي، 20 عامًا، إنها عرفت عالم الألعاب الإلكترونية منذ الصغر وبمرور الوقت أصبحت شغوفة بها وبدأت في ممارستها كرياضة مفضلة لها، واصفةً تجربتها بأن مميزاتها أكثر من عيوبها؛ حيث ساعدتها الألعاب الإلكترونية على تحسين لغتها الإنجليزية وزادت من قدرتها على رد الفعل السريع، مضيفةً أنها لا تنظر إلى هذه الرياضة كوسيلة للترفيه، بل تراها أداة تساعدها على التعلم والتفكير وحل المشكلات، متمنيةً أن تجد فرصة للمشاركة بإحدى الفرق الشهيرة يومًا.

وذكر عبد الرحمن أبو السعود، 24عامًا، أنه كان يمارس الألعاب الإلكترونية أثناء امتحاناته بالصف الثالث الثانوي، ولم يمنعه ذلك من التفوق الدراسي والتحاقه بكلية الطب، مستنكرًا نظرة الناس للألعاب على أنها مضيعة للوقت ويجب تركها وتعلم شيء مفيد بدلًا منها، ومؤكدًا أهمية هذه الألعاب للترفيه عن النفس خاصةً لمن لا يفضلون كرة القدم مثله ولا يهتمون بمشاهدة ما يُعرَض على التلفاز.

وأعرب عمر أحمد، 20 سنة، عن اهتمامه بمشاهدة البطولات الرسمية للألعاب الإلكترونية الشهيرة مثل «بابجي»، مضيفًا أنه يحاول أن يكون لاعبًا محترفًا ويشارك في إحدى الفرق الشهيرة ليس فقط من أجل العائد المادي بل لأنه يجد متعته في المستويات المتقدمة من هذه الألعاب، موضحًا أنه عضو بفريق ولكنه غير شهير ويواجه عوائق في المشاركة في بطولة رسمية، حيث أن الفرق الكبرى مكتملة القوائم وحتى إذا غادر أحد اللاعبين فإنه يتم ترشيح لاعب شهير آخر لديه خبرة.

مرام محمد، 22 سنة، رغم تخرجها من كلية التجارة، إلا أنها فضلت العمل في مجال رياضة الألعاب الإلكترونية، مؤسسةً أول كيان للبنات في مصر، موضحةً أن من مزايا هذه الرياضة أنها تحول الهواية إلى إنجاز ملموس من خلال تحقيق مكسب أو شهرة، أما عيوبها فترى أنها تتمثل في تأثيرها السلبي على الأشخاص الانطوائيين حيث تجعلهم يهتمون بها على حساب مهامهم الحياتية.

محمود عبد الجواد 23 عامًا، رغم ضيق وقته إلا أنه يخصص جزءًا منه لمتابعة بطولات فرق الرياضة الإلكترونية وخاصةً فريقه المفضل «رعد»، موضحًا أنه يفضل مشاهدته لأنه فريق مصري يضم لاعبين محترفين ويريد أن يتعلم من خبراتهم في اللعب ليُطور من نفسه، مؤكدًا أهمية تشجيع ودعم «الجيمرز» المنتمين للفرق المصرية فخرًا بشباب وطننا؛ حيث يرى أنهم لا يقلوا أهمية عن لاعبي كرة القدم الذين يمثلون مصر في البطولات الدولية والعالمية.

ويرى عبد الله سيد، 19 عامًا، أن الألعاب الإلكترونية تساعد الشباب على اكتساب العديد من المهارات، ذاكرًا على سبيل المثال أن لعبة «Detroit» علمته كيف يأخذ القرار الصحيح، ومن لعبة «Red Alert» تعلم التخطيط والتنفيذ، أما لعبة «Valorant» فتعلم منها أن التعاون معًا هو السبيل للقضاء على الأعداء، مؤكدًا أن اللعب ليس إضاعة للوقت بل شغف وحب وتعلم.

«أنا جيمر بلعب جيمز من وأنا صغيرة بمختلف أنواعها وأشكالها سواء على الكمبيوتر أو البلايستيشن كتسلية مش تضييع وقت لأنها بتساعدنا نكمل اللي جاي زي خروجة حلوة أو زي أي قعدة مع الصحاب»، بهذه الكلمات أعربت فاطمة مصطفى، 24 سنة، عن حبها للألعاب الإلكترونية، مضيفةً أنها تفضل تجربة الألعاب الجديدة فور نزولها.

أنطوني فايز، 18 عامًا، رغم اعترافه بالسلبيات المترتبة على ممارسة الألعاب الإلكترونية، إلا أنه استطاع أن يجعلها تعود عليه بالنفع؛ حيث اتخذها وظيفة ومصدر للدخل المادي، مضيفًا أنها ساعدته على اكتساب صداقات من مختلف دول العالم والأعمار والثقافات المختلفة.

واتفق حسن حمدي، 23 سنة مع «فايز»، مؤكدًا أنه استطاع أن يحول إدمانه للعبة «بابجي» إلى عائد مادي بعد أن كان يراها أداة للتسلية؛ حيث أصبح مدربًا لمنتخب مصر في لعبة «بابجي» موبايل.

وعلى الجانب الآخر تقول منة الله خالد، 26عامًا، إنها ترى الألعاب الإلكترونية أداة للإدمان؛ حيث كانت تقضي ساعات طوال في اللعب دون توقف، مما أثر على حياتها الاجتماعية والصحية؛ حيث أصبحت تعاني من ضعف النظر والصداع والأرق، مضيفةً أن الانغماس الشديد في هذه الألعاب قد يؤدي إلى انعزال اللاعبين عن المجتمع وتركيزهم فقط على عوالم الألعاب الافتراضية.

«معظم الجيمرز على حد علمي عيال صغيرة في سن 14 سنة مثلًا عايز أقولهم متضيعوش وقتكوا في حاجة ملهاش لازمة زي الجيمز»، بهذه الكلمات أعرب حسام إبراهيم، 26 سنة، عن رفضه لفكرة ممارسة الألعاب الإلكترونية، مضيفًا أن الحياة تختلف بعد دخول الجامعة وعلى الشباب أن يحرصوا على تعلم المهارات التي ستفيدهم في سوق العمل بدلًا من إضاعة العمر في مثل هذه الألعاب.

واتفق ماركو أمجد 21 عامًا مع «إبراهيم»، قائلًا إنه «جيمر» ومر بتجربة سيئة مع الألعاب الإلكترونية التي جعلته ينسى أن لديه حياة أخرى يجب أن يعيشها، متجاهلًا عمله وعائلته وأصدقائه، مؤكدًا أهمية إدراك أن هذه الألعاب سلاح ذو حدين وخاصةً للأطفال.

وأشارت علياء عبد البديع، 21 سنة، إلى أن خسارتها المتكررة في الألعاب الإلكترونية تجعل داخلها شعورًا بالإحباط والغضب وتزيد من مستوى قلقها وتوترها، مؤكدةً التأثير السلبي لهذه الألعاب على الأداء الأكاديمي والمهني، ناصحةً اللاعبين بالتحكم في وقتهم واهتماماتهم حتى لا ينغمسوا في اللعب متجاهلين صحتهم العامة وحياتهم الاجتماعية.

وذكر أحمد محمد، 18 سنة، أن الألعاب الإلكترونية في رأيه وسيلة ترفيه في وقت الفراغ لا فائدة منها، مضيفًا أنها لا تنفع كوظيفة للمستقبل لأنها مجرد لعبة وكل شخص لديه حياته الخاصة بجانبها.

وأعرب مروان عبد الحميد، 29 سنة، عن رفضه للتعصب الناتج عن الخسارة في الألعاب الإلكترونية مثل «بابجي» والذي يعبر عنه بعض اللاعبين عن طريق السب أثناء اللعب، موضحًا أنها مجرد لعبة ليس على الشباب أن يأخذوها بشكل جديّ، مضيفًا أن الرياضي يجب أن يتحلى بالأخلاق الحميدة.

1 فكرة عن “الرياضة الإلكترونية للشباب.. مكاسب مادية وخسائر صحية”

  1. Pingback: )انفوجراف) حقائق وإحصائيات حول الألعاب الإلكترونية – GenerationZ

التعليقات مغلقة.

Scroll to Top