خبراء القانون يشرحون.. كيف يمكن للقانون ردع جرائم «جيل زد»
ارتكب شباب في ربيع أعمارهم جرائم عدة هزت الشارع المصري، كانت أبرزها جرائم قتل بوحشية في الطريق العام، مما حولها لقضايا رأي عام يتم الحكم فيها بسرعة شديدة ضد المجني عليه فور توفر الأدلة الكاملة والاعترافات، ويتجرد الشاب من كل مشاعر الإنسانية ويقرر ويتعمد القتل بكل قوة أمام الناس ولم يخف أحد ولم يردعه الناس أو الطريق العام، ولا يعلم عقوبة فعلته، وتتعدد أسباب الجريمة وأماكنها حيث شاب ترفض فتاة الارتباط به لم يجد أمامه سوى قتلها والقتل بعد الابتزاز وطلب الأموال وبسبب محاكم الأسرة وبسبب الغيرة، لذلك قمنا بحصر أهم القضايا التي هزت الرأي العام وحصر أماكن وقوعها والتعرف على عقوبتها.
إسلام ضحية سيجارة
جريمة بشعة شهدتها منطقة التجمع الخامس، بعدما تجرد شاب من مشاعر الإنسانية وطعن زميله في العمل داخل مستشفى خاص باستخدام سلاح أبيض في أماكن متفرقة في الجسم ليسقط غارقا في دمائه، الجاني يدعى «محمد» وزميله المجني عليه يدعى «إسلام» 23 عامًا، طالب بكلية العلوم جامعة القاهرة، كان محمد من مدخني السجائر التي سببت ضيق لإسلام في العمل بعدما دخن سيجارة ويريد إشعال الأخرة، فذهب إليه إسلام ليخبره ألا يشرب المزيد فتضايق محمد ووصل الأمر بينهم إلى مشادة كلامية قام بطعنه في قلبه طعنتين سقط في دمائه وبعد إدخاله العناية بساعات توفي إسلام، وتحولت القضية إلى تريند وطالب أصدقاؤه النائب العام بوجوب رجوع حق إسلام وانتشرت الكثير من الهشتاجات تحت اسم «حق إسلام لازم يرجع».
حضانة الأطفال سبب في قتل ربة منزل في الطريق العام
شهدت إحدى قرى مركز ديروط بمحافظة أسيوط جريمة قتل لفظت على إثرها ربة منزل أنفاسها الأخيرة على يد زوجها، تجرد الزوج من إنسانيته وعواطفه تجاه زوجته، ليغدر بها في لحظة وينهي حياتها أمام المارة بالطريق العام بطريقة وحشية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بسبب خلافًا عائليًا بشأن حضانة أطفال بعدما رفعت الزوجة عليه قضية خلع، بسبب المشاكل العائلية تسبب في جريمة قتل الشاب لزوجته، واعترف الشاب على نفسه في النيابة ومثل جريمته.
جريمة طبيب الساحل
الطبيب المصري أسامة توفيق السيد صبور، يبلغ من العمر 30 عاما ويعمل طبيب عظام بمستشفى معهد ناصر، بدأت وقائع الكشف عن الجريمة بعد أن تقدمت أسرة «طبيب الساحل» ببلاغ إثر فقدان الاتصال به لمدة 4 أيام، وتمكنت السلطات من تحديد موقع الجثة داخل عيادته في منطقة الخلفاوي، وعُثر على الجثة مدفونة داخل حفرة في العيادة، وكشفت التحقيقات أن المتهم الرئيسي في الواقعة «أحمد» يعمل طبيب عظام بمعهد ناصر، اشترك مع متهمين اثنين آخرين وهما ممرض يعمل لديه، وصديقته وهي محامية، على استدراج المجني عليه، وتخديره، ومساومة أسرته على مبالغ مالية كفدية لإطلاق سراحه، لكنه توفي نتيجة الجرعة الزائدة من المخدر، فحفروا له حفرة عمقها متر داخل العيادة ودفنوه بها، وقضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالعباسية، برئاسة المستشار عبد الغفار جاد الله، بالإعدام شنقًا لمتهمين اثنين بقتل أسامة صبور، وعاقبت «محامية» بالسجن 15 سنة.
طبيب الساحل
جرائم العشق المجنون
سالت دماء العديد من الفتيات الأبرياء بعدما سقطوا ضمن سلسلة جرائم العشق المجنون، في عدة وقائع هزت قلوب المصريين والرأي العام، لأسباب عديدة، لكن أبرزهم رفض الفتيات الارتباط بـشخص ما؛ فيتجرد من كل مشاعر الإنسانية ويقوم بقتلها ومنهم:
قضية نيرة أشرف
في صباح 20 يونيو 2022، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشاب أمام جامعة المنصورة يذبح فتاة في قلب النهار بشكل يصعب تصديقه، المتهم كان مهووسا بعشقها وحينما رفضته، ظل يلاحقها في كل مكان وهددها بالقتل ذبحا حتى تمكن من تنفيذ مخططه بعدما حاول الضغط عليها ومضايقتها وكتابة منشورات على مواقع التواصل تفيد ارتباطه بها، فتصدت له عائلتها، ولكن لم يكتف محمد أو يرضخ للجلسة العرفية التي أقيمت بين العائلتين وانتهت بقرار عدم التعرض لنيرة فقام بملاحقتها في اتوبيس وهي ذاهبة إلى جامعتها وعندما نزلت منه أمام جامعتها فاجأها بأنه قيدها من الخلف وتعدى عليها بالضرب وأخرج سلاح أبيض وقام بذبحها أمام أمن الجامعة وفي الطريق العام، وبتسلسل جلساتها، قضت محكمة النقض بتأييد حكم الإعدام ضده.
نيرة أشرف
على غرار واقعة نيرة أشرف
وبنفس موقع حادث نيرة أشرف، ارتكب شاب آخر واقعة مشابهة، وطعن فتاة عدة طعنات بالقرب من كلية الآداب جامعة المنصورة، وكشفت التحريات الأولية أن سبب ارتكاب الواقعة هو فسخ الخطبة بين المتهم والضحية بسبب وجود خلافات سابقة بينهما، مما دفع الشاب أن يتعدى على الفتاة أمام المارة، ويسدد لها عدة طعنات باستخدام سلاح أبيض، وسط استغاثات الفتاة، وتمكن الأهالي من السيطرة على الشاب، وتسليمه لرجال الشرطة وتم نقل الفتاة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
فتاة بور سعيد
تلقت أجهزة الأمن بلاغًا من الأهالي بقيام شاب بقتل فتاة بعمارة بشارع المشرق نطاق حي الشرق، وتمكن فريق البحث الجنائي من الوصول قبل أن يهرب المتهم وأمكن ضبطه، وتولت النيابة العامة التحقيق، وكانت أجهزة الأمن قد تلقت بلاغًا من الأهالي بقيام شاب بقتل فتاة بعمارة بشارع المشرق نطاق حي الشرق، وتمكن فريق البحث الجنائي من الوصول قبل أن يهرب المتهم وأمكن ضبطه.
فتاة صلاح سالم
ارتبطت فتاة تدعى شيماء عبد الكريم فاروق البالغة من العمر 32 عاما، المعروفة بـ «فتاة صلاح سالم»، بشاب يدعى علي ويبلغ من العمر 36 عاما، منذ أيام الجامعة، ودامت فترة خطبتهما حوالي 8 أشهر، وبعدها أرادت الفتاة الانفصال عنه لسوء سلوكه، وتعامله معها وبسبب كم الضغوطات النفسية التي وقعت عليها طوال فترة ارتباطهما، وأنه كان يعشق فكرة التحكم بها وبتصرفاتها وتحركاتها، وبالفعل انفصلت عنه الفتاة، ولم يتحمل الجاني انفصالها عنه فظل يطاردها بكل مكان ويبعث لها رسائل تهديد، وفي يوم تربص لها أمام عملها وقام بقتلها بسلاح ناري.
فتاة صلاح سالم
فتاة جامعة القاهرة
نورهان حسين مهران، قتلت بطلقات نارية داخل حرم جامعة القاهرة على يد شخص رفضت الزواج منه، وأثارت الجريمة موجة كبيرة من الذعر عبر عنها المئات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
العقاب في القانون المصري
يقول محمد شعبان حسن، المستشار في القانون العام، إن القانون الجنائي ينقسم إلى جنايات وجنح، فالجنح هي الجرائم التي تعد المرحلة الأقل خطراً مثل السرقة والتزوير في محررات عرفية والقتل الخطأ والمشاجرات المفاجأة، أما الجنايات فهي المرحلة الخطرة من الجرائم مثل القتل والتزوير والاتجار في المخدرات والاغتصاب والسرقة بالإكراه، وأن عقوبات الجنح تكون من يوم ل٣ سنين، أما الجنايات من ٣ سنين إلى ٢٥ سنة والسجن المؤبد والمشدد، وللحد من الجرائم الخطرة نص قانون العقوبات على بعض الجرائم التي من الممكن أن تصل لحد الاعدام إذا توافرت الأدلة كامله مثل «اغتصاب القاصر، جلب المخدرات من الخارج بغرض الاتجار، القتل مع سبق الإصرار والترصد والجاسوسية».
ويضيف «محمد» أن أنواع القتل في القانون هو القتل العمد والخطأ والقتل بمناسبة جريمة أخرى، فالقتل العمد هو عزم النية والتخطيط لارتكاب الفعل الإجرامي واجتماع أركان الجريمة المادي والمعنوي، فالركن المعنوي هو نية القتل والمادي هو فعل القتل، ووجود الركنين يثبت تهمة القتل العمد وغياب الركن المعنوي يكون القتل خطأ، وتخلف الركن المادي تصبح الجريمة شروع في قتل أو إذا كان في نية الشخص القتل وتسبب بإصابة بالغة للمجني عليه ولكنه لم يمت، أما القتل بمناسبة جريمة أخرى فهو ليس لدى الشخص نية للقتل ولكن وهو يقوم بجريمة أخرى كالسرقة مثلا وأدركه شخص فقام بقتله، فتكون عقوبة القانون هنا على الجريمة الأشد خطرا على القتل وليس السرقة، وأضاف أنه لو كان مُرتكب الحريمة تحت السن القانوني يرسل إلى إصلاحية لبلوغه سن الأهلية وهو 21 عام، وعن دوافع القتل يتحدث« محمد» أنه لا يوجد دافع للقتل سوى الدافع الشرعي ويكون متناسب مع الفعل الإجرامي.
ويذكر المستشار في القانون العام نصوص القانون على هذه الأنواع وعقوبتها فالقتل العمد تنص عليه «المادة 230 » أنه كل من قتل نفساً عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام، كما نصت «المادة 231» على أن الإصرار السابق هو القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون غرض المصر منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقا على حدوث أمر أو موقوفا على شرط.
وبحسب المادة 238 من قانون العقوبات، فإنه من تسبب خطأ في موت شخص بأن كان ذلك ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وأضاف أن عقوبة الشروع في القتل هي نص المادة «46» من القانون، على عقوبة الشروع، حيث ذكرت أنه يعاقب على الشروع في الجناية بالعقوبات الآتية إلا إذا نص قانوناً على خلاف ذلك: بالسجن المؤبد إذا كانت عقوبة الجناية الإعدام، بالسجن المشدد إذا كانت عقوبة الجناية السجن المؤبد، بالسجن المشدد مدة لا تزيد على نصف الحد الأقصى المقرر قانوناً أو السجن إذا كانت عقوبة الجناية السجن المشدد، بالسجن مدة لا تزيد على نصف الحد الأقصى المقرر قانوناً أو الحبس إذا كانت عقوبة الجناية السجن.
أما القتل بمناسبة جريمة أخرى نصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه «ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية “أي جناية القتل العمد” بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى».