الثانوية العامة.. خارطة تعامل الأسر مع المرحلة الأصعب نفسياً واجتماعياً على الفتيات

صورة أرشيفية
أستاذ علم اجتماع: «مرحلة الثانوية دقيقة لحدوث التغيرات الفسيولوجية والاجتماعية للفتيات»

في مرحلة الثانوية تمر الفتيات بالعديد من التغيرات التي تطرأ عليها من أفكار وتصرفات، وبالتالي يجب التعامل معهن بحذر وبطريقة مختلفة تتماشى مع مرحلة النضج التي وصلوا إليها، والإنصات لهم بقدر الإمكان، ومن خلال هذا الموضوع سيتم عرض آراء خبراء الاجتماع حول هذه التغيرات وكيفية التعامل معها.

قالت نجلاء محمد، خبيرة علم الاجتماع، إن مرحلة الثانوية من أكثر المراحل صعوبة التي تمر بها الفتاة، فتشهد الكثير من التغيرات سواء على المستوى الجسدي والنفسي والاجتماعي، وعلى رأسهم تغيرات في طريقة التفكير.

وأضافت نجلاء «تشعر الفتاة بالكثير من التغيرات في تلك الفترة، فيجب على الأهل خاصة الأم احتواء الفتاة في تلك الفترة ومعرفة طريقة التعامل معها، لأنها من أكثر المراحل التي تحتاج فيها الفتاة النصح والإرشاد من الأم، لأنها تكون فيها ثقافتها ونظرتها للأمور، خاصة في ظل الانفتاح الثقافي الذي يواجه الجيل الحالي، فعلى الأم أن تجعل نفسها هي مصدر المعرفة لابنتها».

وأكملت أن في تلك المرحلة تشعر البنت أنها نضجت ولا تقبل أوامر أو نصائح من أحد وتستطيع أن تعتمد على نفسها، وترى أنا طريقة تفكيرها فقط هى الصحيحة، فعلى الأم أن تفهم تلك المرحلة وأن تكون صديقتها وتستمع إليها وتتشاور معها، وتقدم لها الأمور على شكل نصائح وليس أمر.

واختتمت خبيرة علم الاجتماع «تكون تلك الفترة حساسة للفتاة فتحتاج إلى الترتيب والهدوء فأنصحها بوضح خطة لحياتها، وترتيب أولوياتها، ومشاركة والدتها كل تفاصيل حياتها، والأخذ بنصيحة الأكبر سنًا، والتركيز على مستقبلها الدراسي، والاستماع للدروس الدينية، وعدم الانجراف في عالم السوشيال ميديا الوهمي».

دكتور نسرين البغدادى أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية

مغريات خارجية

ومن جانبها أكدت الدكتورة نسرين البغدادي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أنه من المعروف أن هناك تغيرات فسيولوجية تطرأ على البنات في بداية المرحلة الثانوية أو قبلها بقليل تصاحبها تغيرات نفسية تتطلب أسلوباً مغايراً في التعامل يختلف عن التعامل مع الأطفال.

وأشارت إلى أن في هذه المرحلة تستشعر الفتاة أنوثتها وتحاول تشكيل شخصيتها التي ترغب في أن تكون متميزة من حيث الشكل والمضمون وبالتالي تحاول التمرد على ما كانت معتادة عليه من قبل.

بالإضافة إلى أنها تتعرض للعديد من المغريات الخارجية التي تدور حول لفت نظر الجنس الآخر، وبالتالي لابد وأن يكون الأهل على إدراك تام بتلك المتغيرات وأن يتم تحويل أسلوب المعاملة لحالة الصداقة التي تقوم على المصارحة في الأمور كافة وألا يتم التوجيه المباشر مع معرفة الإطار المصاحب للابنة وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وأخيراً يستلزم ذلك أن تقوم الفتاة بالإفصاح عن كافة المشاعر التي تعتريها وتصارح بها من هو مؤتمن عليها وتأنس له ممن هم الأكثر خبرة وألايقتصر الإفصاح على الأصدقاء؛ لأن خبرتهم توازي خبرتها وبالتالي لن يكون هناك التوجيه الصحيح.

Scroll to Top