أندية الدرجة الثانية الكروية.. الحال «تمهيش» والوصف «مظاليم» والقرار «بدون دعم»

صورة أرشيفية لأندية الدرجة الثانية
لاعبون: أندية الدرجة الثانية مهمشة ولا يتم الاهتمام بها.. والحل في احتراف تسويق نفسها
ناقد رياضي: أندية الدرجة الثانية غير قادرة على تأهيل اللاعبين بشكل كافي

«دوري المظاليم» بتلك العبارة عرفت أندية الدرجة الثانية، أو فرق المستوى الثاني، فغالبًا  يبدأ نجوم كرة القدم حول العالم  مسيرتهم الكروية باللعب في أندية الدرجة الثانية ثم الاحتراف أو التأهل للدوري الممتاز، فالسؤال هنا هل يتم الاهتمام بأندية الدرجة الثانية في مصر؟ وهل هي قادرة على تأهيل لاعبين محترفين؟

أندية الدرجة الثانية.. أندية مهمشة

أشار فارس بياض، لاعب نادي دمنهور، إلى أن  أندية الدرجة الثانية مهمشة جدًا ولا  يتم الاهتمام  إلا بأندية الدوري الممتاز والتي تمثل منتخب مصر فيما بعد، وأن اتحاد الكرة لا يوفر أبسط الأشياء التي يتمناها أي لاعب كعدم وجود ملاعب مجهزة فمعظم المباريات تلعب على ملاعب أقل من عادية مما يمثل مشكلة أثناء اللعب، وعلى المستوى الإعلامي لا يوجد أي اهتمام من قبل التلفزيون أو الجرائد كأن الكرة مختصرة على أندية الدرجة الأولى فقط، مما تسبب في قلة عدد الجماهير المشجعة لدوري المظاليم.

وأكمل «وأكثر ما يؤثر على مستوى  أندية الدرجة  الثانية  عدم وجود رعاة أو حوافز مادية لتحفيز اللاعبين مما حول تلك الأندية من حلم للاعب مبتدأ إلى كابوس، عكس دول أوروبا، فهناك اهتمام كبير بأندية الدرجة الثانية ومنافسة قوية مما جعل لها جمهور كبير وشركات رعاه، أما في مصر فهو فعلا دوري المظالم»، ويتفق معه حازم جمال، لاعب نادي مصر للبترول، بأن فرق  الدرجة الثانية مهمشة، وكونها غير قادرة على تأهيل اللاعبين بشكل جيد للاحتراف والصعود للدوري الممتاز،  لأنهم يفتقدون للكثير من الأساسيات التي يتم توفيرها لفرق الدوري الممتاز، فتعاني فرق الدرجة الثانية من وجود أزمات مالية، مما جعلها عاجزة عن تلبية احتياجات اللاعبين والمدربين.

وأضاف حازم «من رأي أن أندية المستوى الثانية لكي تكون قادرة على تأهيل لاعبين محترفين لازم تسوق لنفسها، واللاعبين يطورون من نفسهم ديما، والإعلام يسلط الضوء علينا لأن الفرق فيها لاعبين موهبتهم تفوق موهبة نجوم بتلعب في الدوري الممتاز، واتحاد الكرة يوفر مبالغ مالية للأندية دوري المظالم لتطوير نفسها، لأن تطويرها يعود بالعكس على الرياضة المصرية بشكل عام». 

وعبر محمد عبد العزيز، ناقدا رياضيا، عن قدرة أندية الدرجة الثانية على تأهيل اللاعبين بشكل جيد للاحتراف قائلا:«لا أعتقد ذلك فالإمكانيات ضعيفة في الأندية التي تلعب في الدوري الممتاز، فما بالك من فرق الدرجة الثانية، فمن الممكن أن يظهر لاعب على غير المعتاد، ولكن ذلك بشكل غير مخطط له أو عشوائي، وذلك لأن اتحاد الكرة في مصر غير مهتم بأي شيء غير المصالح الشخصية لأعضائه، لذلك فإن الكرة المصرية عادت خطوات كثيرة للوراء، وهو ما يظهر في فشل المنتخبات في كل المنافسات، وكذلك تراجع مستوى الكرة المصرية بشكل عام».

وأضاف عبد العزيز أن اتحاد الكرة لا يوفر أي شيء على الإطلاق، بل العكس فهو لا يعطي الأندية الدعم المالي المستحق لها كي تستمر، لذلك نجد كثيرا من الأندية الجماهيرية ضاعت في غياهب النسيان والإهمال وقلة الدعم، وحل محلها أندية الشركات، مما جعل أندية الدرجة الثانية أو دوري المحترفين،  تفتقد للكثير من الأشياء فمن  الممكن أن تكون منافسًا للدوري الممتاز لو توافرت له الإمكانيات والتخطيط اللازم، لكن مبدئيًا يجب توافرها للدوري الممتاز أولًا وليس للفرق الكبيرة فقط.

وعن سبب عدم اهتمام الجماهير بأندية الدرجة الثانية أشار إلى أن ذلك بسبب غياب الأندية الجماهيرية وانتشار الأندية المؤسسية وأندية الشركات والتي لا توجد لها جماهير، قديمًا كان الدوري المصري يعج بالأندية الجماهيرية وكانت المباريات في المحافظات المختلفة بمثابة كرنفالات رياضية ومهرجانات للاستمتاع بكرة القدم، لكن قلة الاهتمام والدعم قتل الكثير من أندية الكرة المصرية، والباقي لا زال يحاول النجاة بنفسه، وأن الإعلام المصري لا يتحدث عن فرق الدرجة الثانية إلا في حالة تأهل فريق للدوري الممتاز أو حدوث كارثة لا قدر الله مثل حالات الوفاة أو الإصابة، غير ذلك، فالاهتمام فرديا من جانب أفراد في مؤسسات، ربما بدأت القنوات تلقي الضوء على هذه الفرق بعد إنشاء دوري المحترفين لكنه غير كاف تمامًا.

واختتم عبد العزيز، «رغم كل ذلك ستظل فرق الدرجة الثانية حلما للشباب الذي لا يمكنه التواجد في فرق الدوري الممتاز، وهو وضع طبيعي، فالإمكانيات مختلفة والقدرات متنوعة، لكنها قديمًا كانت بوابة لكثير من النجوم، لكن الإهمال وقلة الدعم قضى على الكثير منها خصوصًا الأندية الجماهيري، ولا ننكر أن دوريات الدرجة الأدنى أصبحت ظالمة لمواهبها، وقاتله لأحلامهم، لذلك دوري المظاليم هو أصدق تعبيرا عن حالها».

يقول حسن أحمد، 23 عاما، وهو أحد متابعي كرة القدم المصرية، إنه من الصعب أن نجد شبابا في الفترة الحالية بيتابعون أندية الدرجة الثانية، لأن معظمهم بالكاد يتابع أندية الدرجة الأولى بالمستوى الذي يقدم منهم، ويضيف حسن أنه لا يرى أي اهتمام من اتحاد الكرة تجاه أندية الدرجة الثانية، وإذا حدث وكان هناك اهتمام فهو لا يراه بسبب فساد إدارة أندية الدرجة الثانية نتيجة للاختلاس الذي يحدث، وعلق قائلا فيما يخص الإعلام:«لا يوجد أي اهتمام إعلامي بأندية الدرجة الثانية بل أندية الدرجة الثانية هم من يحاولون نشر وترويج أخبارهم وتفاصيلهم عبر منصات التواصل الاجتماعي».

وتخبرنا سارة كمال، 22 عاما، أن أندية الدرجة الثانية هنا في مصر مهمشة جدا، لا يوجد اهتمام إعلامي بها، ولا يوجد ترويج، وهذا ما يجعلنا نحن كشباب لا نعطي أهمية لها، وتركيزنا فقط يكون على أندية الدرجة الأولى، مضيفة «أندية الدرجة الثانية مظلومة هنا في مصر، نحن بالكاد نعرف فرقا منهم، وهذا حتى عندما تصعد إحداهما للدرجة الأولى وفجأة تجد أن هناك لاعبين من تلك الأندية أفضل مائة مرة من لاعبي الدرجة الأولى ولكن بسبب عدم الاهتمام من الاتحاد والإعلام هؤلاء الأشخاص يكونون مختلفين عن، ولذلك لا أرى أي أمل في منتخبنا حقيقة، ولكن الواحد يتمنى العكس دائما وأن تعطى لهذه الأندية حقها في كل شيء كأندية الدرجة الأولى». 

Scroll to Top