تتعدد التخصصات وتتنوع بين مختلف الأقسام داخل الكليات، بعضها يكون معروفا للطلبة والبعض يكون مجهول، وفي الآونة الأخيرة أصبح قسم تغذية علاجية شائع جدا بين الشباب، على الرغم من أن البعض لا يراه ذات أهمية، ولكنه في الأصل ذات أهمية كبيرة، تحتاج لها المستشفيات، والسناتر، وخبراء الجودة، وفي السطور التالية جيل زد سيأخذكم للتعرف على قسم التغذية العلاجية والذي بدأ من كلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان، حيث يعد أول قسم في هذا التخصص على مستوى الجمهورية وعلى مستوى الوطن العربي، ليزدهر بعد ذلك وتضمه عدد من مختلف الكليات.
تقول أستاذ التغذية العلاجية مايسة شحات، بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان، إنه في خلال السنوات الأخيرة شهد هذا التخصص الكثير من الازدهار داخل الكليات المختلفة، فنجد أنه أصبح موجودا كقسم في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية، وكذلك في كليات الزراعة، وكليات التربية النوعية، كذلك بدأ في الفترة الأخيرة العمل على وجود هذا القسم في كل من كليات الطب والصيدلة، ويعد هذا بسبب الاهتمام الذي أصبح ينصب عليه من الشباب.
وفيما يتعلق بدراسة هذا التخصص، توضح مايسة أن كلية الاقتصاد المنزلي تنسيقها يبدأ من 70% للثانوية العامة، وهذا ما يجعل بعض الطلاب يلجأ لها لكونه يرى من المسمى فقط أنها قد تكون كلية سهلة الدراسة، لكنه فور أن يبدأ التخصص يجد شيء آخر خاصة في قسم التغذية العلاجية، فالطالب يدخل القسم ويشعر فجأة أنه كطالب الطب، كونه يدرس التشريح الكلي لجسد الإنسان، كذلك يتعرض للكثير من المواد التي تتم دراستها في كليات العلوم؛ يرجع هذا كون أن هذا التخصص يتعلق بكل ما يخص الغذاء ومواصفاته، وكيفية وضع خطة وجبات للإنسان الصحي وغير الصحي، مضيفة «كذلك الطالب يقوم بدراسة ما الذي يحدث داخل جسم الإنسان من عملية هضم، وامتصاص، وأكسدة للطعام، وبالتالي يحتاج لدراسة التشريح الخاص بالجسم ليعلم كيف تتم هذه العمليات».
وتضيف لنا رنيم صلاح مدرسا مساعدا في قسم التغذية العلاجية بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان أن في السنة الأولى والثانية في التخصص الطالب يتعرف على بعض الأساسيات الطبية بجانب التشريح كالفسيولوجي والهستولوجي والكيمياء الحيوية، هذا مع المقررات الخاصة بالتغذية وأساسياتها وتغذية الرياضيين والمسنين، إلى أن يصل طالب البكالوريوس إلى الربط بين الغذاء والمرض وكيفية تصميم نماذج غذائية مناسبة لكل حالة مرضية سواء كانت تغذية أنبوبية أو وريدية أو بالفم.
وتوضح شحات أن مقررات التخصص تتسم بالصعوبة، وهناك الكثير من الطلبة الذين أجبروا على الدراسة فيه بسبب التنسيق الخاص بالثانوية العامة، والتنسيق الداخلي للكلية، وفي ذات الوقت هناك من يحبون الدراسة في القسم، وهذا ما دفع الكلية لإنشاء برنامج خاص بالتغذية العلاجية بالمصروفات وهو يختلف عن البرنامج العام، في البداية هذا البرنامج عندما تم العمل به كان يضم حوالي سبعة طلاب، وهذا منذ 2012، ولكن بعدها أصبح يتوافد عليه الكثير من الطلاب حتى أصبح يصل أحيانا عددهم إلى 500 طالب، وتوضح مايسة البرنامج أكثر بقولها «يتم الدراسة في البرنامج الخاص باللغة الإنجليزية، ومقررات هذا البرنامج تعادل مرحلة الماجستير في البرنامج العام»، وذكرت مايسة أن الكلية توفر لطلبة القسم التدريب الميداني والذي يجعلهم يختلطون بسوق العمل حتى يكتسبوا الخبرة.
وتذكر لنا رنيم أن من أهم المشاكل التي من الممكن أن تواجه الدارسين في هذا التخصص أنه حتى يومنا هذا ما زال سوق العمل لا يعرف الكثير عن خريجي هذا التخصص بل ويصاب بعض القائمين على التوظيف في الكثير من الجهات بالمفاجأة عند معرفة أن هناك تخصصا كاملا يتم تدريسه لمدة 4 سنوات مكثفة كما أن الكثير يجهل ما يتم تدريسه بالقسم من مواد علمية، وقد يتسبب ذلك أحياناً في ظلم كبير للخريجين حيث لا يتم تقدير مؤهلاتهم وما يستطيعون القيام به من مهام وظيفية صعبة ومعقدة.
وعن أية من الوظائف التي يمكن أن يعمل بها خريج هذا القسم تخبرنا كل من مايسة، ورنيم أنه يمكن أن يعمل كأخصائي تغذية في المستشفيات، حيث يقوم بتصميم النماذج الغذائية للمرضى وكل مريض طبقاً لحالته ومن ثم متابعة الحالات وتقييمها بشكل دوري من أول دخول الحالة للمشفى حتى خروجها وأيضاً بعد خروج الحالات أحياناً تتطلب المتابعة في العيادة المختصة لتقديم المساعدة والاستشارات، كذلك يمكن أن يعمل كمراقب جودة، والبعض يتجه لمجال تغذية الرياضيين نظراً لأنه محل اهتمام كبير خاصة من الشباب الذكور والإناث.