انتشار الجرائم بين شباب «جيل زد».. جاني أم مجني عليه؟

صورة أرشيفية

توجد الجرائم في كل المجتمعات وفي كل الأزمنة منذ بداية الخليقة ولكن في الزمن الحالي انتشرت بشكل كبير جداً وخاصة بين الشباب مع اختلاف الأسباب والدوافع لارتكاب تلك الجرائم، الإنسان بطبيعته وفطرته التي خلقه الله عليها لا يعرف سبيل لتلك الجرائم وبسبب الظروف المحيطة يتحول إلى مجرم ولكن هل الشباب من هذا الجيل الحالي جاني فقط أم مجني عليه من الظروف المحيطة؟

في البداية، قال أحمد وهبة، الخبير الاجتماعي، إن هناك العديد من الأسباب والدوافع لارتكاب الجريمة أهم تلك الأسباب البعد عن الدين وعدم القدرة على التمييز بين الحلال والحرام، بالإضافة إلى تغيير العديد من القيم والمبادئ التي نشأنا عليها وصحبة السوء من أبرز الدوافع لحدوث جرائم الشباب، الإنترنت والسوشيال ميديا عامل مهم جداً في عدوة السلوك فالجيل الحالي مليء بالتقليد الأعمى وخاصة بين الشباب، فالجريمة الآن يصاحبها العديد من الجرائم التي تسير على نفس النهج.
وصرح «الخبير الاجتماعي» أن الدافع الاقتصادي الذي من أجله ترتكب معظم الجرائم فيقتل المجرم الضحية حتى ولو كانت أحد أفراد أسرته من أجل المال، والبيئة لها تأثير كبير جدا على مستوى ارتكاب الجريمة في المجتمع فالأشخاص يأخذون سلوكهم من بعضهم البعض، من أجل ذلك دائما ننصح باختيار الأصدقاء والبيئة المحيطة بأولادنا، فالتقرب من الصالحين يصلح والتقرب من الفاسدين يفسد، فكل الظروف المجتمعية المحيطة بالفرد مشاركة أيضاً في ارتكاب الجريمة ولا يعني ذلك أنه معافى من مسؤولية ارتكاب الجريمة فهو جاني ومجني عليه في ذات الوقت.

أخصائي نفسي: يوجد سلوك بدون دافع والدافع هو القوة التي تدفع الفرد إلى القيام بسلوك

عبر محمد حسن الأخصائي النفسي أنه لا يوجد سلوك بدون دافع والدافع هو القوة التي تدفع الفرد إلى القيام بسلوك معين وأن السلوك يستمر حتى يحقق هدفه والدافع هو القوة الأساسية التي بنيت عليها الجريمة، فهناك دوافع من الناحية النفسية كالدوافع الفطرية والتي منها العطش والجوع ودوافع مكتسبة كالدوافع الإجرامية التي تدفع الفرد إلى القيام بالسلوك الإجرامي بالإضافة إلى أن السلوك الإجرامي لا يكون بسبب عامل محدد بل يكون بسبب عدة عوامل مشتركة، فلا يجب أن نعتبر الذي يرتكب الجريمة هو وحده الجاني.

وأوضح محمد أن زيادة الصعوبة والتعقيد في الظروف الاجتماعية خلق مجالاً لزيادة السلوك الإجرامي من أفراد لديهم ميل واستعداد لذلك، فركز العلماء في بحوثهم على دراسة الظروف التي تحيط بالشخص المجرم سواء داخلية أو خارجية، واستكمل حديثه أنه يوجد أسباب عديدة للجريمة أشهرها المؤثرات المرتبطة بالشخص المجرم التي تدفعه لارتكاب السلوك الإجرامي وقد تكون ثابتة أو متغيرة ويمكن أن يظهر السلوك الإجرامي من التكوين البيولوجي والنفسي أو بالوراثة أو من فرط الذكاء الذي يدفعه الى استخدام ذلك الذكاء بشكل خاطئ وقد تسهم العوامل الجغرافية البيئة والمناخ والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعادات والتقاليد في سلوك الافراد، لذا تمتاز الجريمة بكافة خصائص الظاهرة الاجتماعية.

وأكد الخبير النفسي أن انتشار ظاهرة الجرائم في هذا الجيل بشكل كبير بسبب وقوع الحيل الحالي تحت تأثير ظاهرة العولمة وما صاحبها من انعكاسات بارزة أثرت سلباً وبصورة جلية على الجريمة، حيث تغيرت في صورتها التقليدية واختلفت أشكالها وتعددت وتطورت أساليب ارتكابها وتعاظم التوظيف الإجرامي للتكنولوجيا الحديثة، لذلك انتشرت الجريمة بشكل أسرع بين هذا الجيل، وأضاف أن الإنترنت أحد أهم أسباب ارتفاع نسبة الجريمة بمصر بسبب الاستخدام الخاطئ من جانب الشباب، فهذا الجيل ظلم نفسه لأنه وقع تحت تأثير الجانب السلبي من التقدم التكنولوجي وأساء الاستخدام والتعامل معه.

Scroll to Top