أساتذة الإعلام: تأثير الإنفلونسرز على المجتمع يتجاوز الإعلام الرسمي
مع تطور التكنولوجيا، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، شهدنا تحولًا كبيرًا في عادات وسلوكيات جيل زد، فمنذ بداية فترة التدوين إلى الآن، شهدنا تحولاً نحو الإبداع والإنتاجية على منصات التواصل الاجتماعي، سنستكشف بآراء أساتذة الإعلام كيف أصبح جيل زد ليس فقط مستهلكًا للمحتوى، بل أصبح جيلًا نشطًا يخلق ويشارك المحتوى على السوشيال ميديا.
في البداية قالت الدكتورة سماح المحمدي، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة الشعبة الإنجليزية، أن جيل زد هو الجيل من الشباب الحالي الذين يتراوح أعمارهم من سن العشرين إلى السابعة والعشرين وهم يطلق عليهم social natives أو الجيل الذي تم ولادته على السوشيال ميديا حتى أصبحت هي طريقة التواصل بينهم ووسيلة الحصول على المعلومات والترفيه والتعلم والتدريب والتعبير عن الذات.
ولفتت استاذة الصحافة إلى صعوبة تحديد تأثير السوشيال ميديا على المجتمع، لكن تأثيرها طبقًا للدراسات العلمية والبحث العلمي هو تأثير سلبي أكثر منه إيجابي، وذلك بسبب تصاعد أهمية السوشيال ميديا وزيادة توغلها على الحياة في الوقت الحالي، مستدركة بتوضيح أن هذا لا يمنع أن هناك الكثير من التأثيرات الإيجابية، مستشهدة بالحرب على غزة ودور التيك توكرز والمؤثرين على السوشيال ميديا أو ما يسموا “بالانفلونسرز” في زيادة حالات الوعي والتعريف للمواطن في الدول الأجنبية الذي كان لا يعرف شيئًا عن إسرائيل سوى أنها كيان طيب، وأن الفلسطينيين هم الأشرار.
وأضافت “المحمدي”، أنه بخصوص تحديد سن معين لمَن يستخدم السوشيال ميديا فإن الكثير من الأمور مفترضة مثل أنه ليس كل إنسان يُسمَح له بفتح قناة على اليوتيوب، ونتحدث عن اليوتيوب بالأخص لأن آخر إحصائيات في مصر، والعالم أعلنت أن اليوتيوب رقم 1 في معدلات ساعات الإستخدام مقارنًة بالفيسبوك والتيكتوك وغيرهم على المستوى العالمي والمصري، لذلك فلابد من أن يكون هناك ترخيص على السوشيال ميديا مثلما يوجد ترخيص على الصحف والقنوات التلفزيونية.
صورة أرشيفية
بدورها، صرحت الدكتورة أريج فخرالدين، أستاذة الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن كل شكل جديد للمحتوى الإعلامي بالتأكيد له إيجابيات وسلبيات، فالإيجابيات تتمثل في ندرة الوظائف في المجال الإعلامي حاليًا فهي فرصة لدخول سوق العمل ك”Freelancer”، والمجال الواسع من حرية التعبير وتناول كل القضايا والموضوعات، أما السلبيات تتمثل في عدم وجود أي نوع من أنواع الرقابة أو الإمتثال لميثاق الشرف الإعلامي فزادت الشائعات والأخبار المضللة والمفبركة والتزييف العميق، وعدم قدرة الجمهور على التحقق من مصداقية المضامين المقدمة، وإن تأثير ذلك سلبي جدًا على المجتمع من حيث سيطرة “الترند” على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الأمور التافهة لتحقيق نسب مشاهدة عالية.
وأضافت “فخر الدين”، أنه من الصعب وضع شروط لنشر المحتوى على السوشيال ميديا لأنها تطبيقات عالمية، لكن يلزم نشر ثقافة التربية الإعلامية بين الجماهير حتى يتمكنوا من التعامل الصحيح والآمن مع الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، قائلة إنه يوجد محتوى هادف فيما يتم نشره لكنه قليل جدًا بسبب بروز المحتويات التافهة لتحقيق نسب مشاهدة عالية ، وأنه يوجد مطالبات عديدة لخضوع ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي للرقابة، والامتثال لمواثيق الشرف الإعلامي لكن لم يتم تفعيلها غير في مجال الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية فقط.
وأشارت “أستاذة الإعلام”، إلى أن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي سحبوا البُساط من الإعلاميين المحترفين بسبب عزوف الجماهير عن مشاهدة القنوات التلفزيونية والاكتفاء بالتعرض لما يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى الإعلاميين والقنوات بدأوا في الاهتمام بنشر محتوى برامجهم عبر تلك المواقع لتحقيق نسب مشاهدة أيضًا.