المشكلة والحل.. كيف يتخلص “جيل زد” من مشاكل بيئة العمل؟

صورة أرشيفية

يعتبر عدم وصول جيل زد إلى التوقعات التي يريدونها من الوظيفة أزمة كبيرة يمكن أن تجعلهم يقبلون على ترك العمل، لا سيما مع وجود اختلافات في وجهات النظر كبيرة بينهم وبين رؤسائهم في العمل، مما ينتج عنها الكثير من المشاكل التي تحول طريقهم إلى النجاح، بالإضافة إلى أن الجيل الجديد لا يعتاد على التواصل الفعال مع مجموعات العمل، بل يفضل استخدام الوسائل الإلكترونية والعمل من خلاله، لذلك نقدم لك أهم النصائح التي تساعدك على تخطي العواقب أو المشاكل التي تواجهك عند العمل في مؤسسة ما بناءً على خبرة الدكتور أحمد ضاهي، الأستاذ بكلية ريادة أعمال في جامعة النيل.

من المفيد انخراط أكثر من جيل في بيئة عمل واحدة، لإنتاج أفكار جديدة ومختلفة حسب ثقافة كل جيل لا سيما أن هناك جيل يمتلك القدرة على إنتاج أفكار لها روح عصرية وتكون أكثر حيوية، إذ يكتشف جيل زد من خلال الاحتكاك بخبرة الأجيال السابقة ما يمكن أن يضيفه في العمل أو المساعدة التي يمكن أن يقدمها لزملائه، سواء كان الأنشطة التي يتم من خلالها الاحتكاك أنشطة مهنية جماعية، أو أنشطة ترفيهية خارجية، كما أن العمل الجماعي يساعد الأجيال السابقة على اكتشاف العوامل التحفيزية للجيل الجديد على العمل بشكل أفضل وأكثر كفاءة.

تعزيز العمل الجماعي أمر محبذ بالفعل في بيئة العمل، لكن التركيز على نقاط القوة الفردية يضيف نوعا من القوة الاستثنائية ولا سيما إذا تم استغلالها باحترافية وبتوجيه جيد؛ فإذا كانت بيئة العمل تتسم بوجود فجوة إدارية بين الأجيال فيها، فيجب على جيل زد ألا يركز على نقاط الضعف في العمل أكثر من التركيز على نقاط القوة ومحاولة الاستفادة منها، فإن التنوع بين الأجيال يضيف نوعا من الاختلاف المهني الذي يساعد على تلبية رغبات شرائح مختلفة من العملاء المستهدفين، لذا يجب على جيل زد التركيز على نقاط القوة الفردية وتوظيفها بالطريقة المثالية لصالح العمل وفقا لمتطلبات العمل والمهارات المهنية لدى الآخرين في العمل.

تنتشر مشكلة اللغة والمصطلحات المستخدمة في التواصل لا سيما مع جيل زد وجيل إكس، حيث يستخدم الأول بعضا من المصطلحات المستحدثة على اللغة والتي غالبا ما تكون مختلقة أو استعارات حديثة من ابتكارهم، بينما يستخدم الأجيال السابقة كلمات عتيقة ومصطلحات روتينية في العمل لم يعد الجيل الجديد يستخدمها أو يفهمها، لذلك هناك أزمة تسمى بمشكلة التواصل اللغوي والشخصي، وهو ما ينتج عنه العديد من المشاكل وسوء الفهم، ولاسيما أن جيل زد يميل إلى الفكاهة وإضافة نوع من المرح إلى حياته المهنية بينما يلتزم جيل أكس بنوع من الصرامة والالتزام في بيئة العمل.

في الغالب يكون الشباب من جيل زد حديثي التخرج لا يعرفون جميع الضوابط والخطوات الصغيرة التي من الممكن أن تفيدهم في العمل وإنجاز مهامهم بطريقة أفضل، إذ يجب اللجوء إلى الزملاء ذوي الخبرة في مجال العمل أو المديرين عند التورط في خطأ ما أثناء القيام بواجبات العمل، أو إلى عرض المشكلة على المديرين مباشرة إذا كانت المشكلة كبيرة وتحتم ذلك، فهم أكثر دراية بخبايا العمل ومشاكله، كما أن لديهم خلفية أكبر عن طرق السيطرة على المشاكل وحلها بمنطقية وثبات انفعالي قوي، لذا يجب الاعتماد على أصحاب الخبرة لا سيما في السنوات الأولى من العمل.

يجب الحفاظ على الروح المعنوية العالية بين جميع أفراد العمل، لضمان إنتاج أفضل محتوى بقدر الإمكان من الشركة أو مؤسسة العمل، كما أن تلك الروح المعنوية في بعض الأحيان تكون العامل الرئيسي في مواجهة التحديات أو المشاكل التي يمر بها فريق العمل، وذلك عندما يكون الفريق متعاونا ومحفزا للعمل لإنتاج أفضل ما لديه، خاصة أن الشباب هم من يمتلكون درع النشاط والإبداع في أي مؤسسة، وجيل زد الذي يعتمد في إنتاجيته في العمل على أداء وظيفته بقدر معين يشعره بتقديره لذاته وتقدير رؤسائه له.

يعتبر جيل زد هو أكثر الأجيال التي تواجه تحدي تطوير مهاراتهم الشخصية والعملية باستمرار، حيث نشأ في عصر يظهر فيه تقنيات جديدة وتطورات تكنولوجية كبيرة كل عام، مما يتطلب منهم معرفة كل ما جديد يخص مجال عملهم لتستمر عملية التعلم والنمو، حتى تزيد نمط الإنتاج لديهم ويجعلهم من الأشخاص المهنية المتميزة مقارنة بزملائهم، بالإضافة إلى أهمية الالتزام بالتوقيت المحدد لكل عمل، والالتزام بالمواعيد المحددة العمل.

تعتبر الخطوة الأولى المهمة في حل أي مشكلة هي تحديدها بوضوح ودقة، سواء كانت المشكلة في تكنيكات العمل والناتج النهائي للعمل، أو اختلاف في وجهة النظر مع أحد زملاء العمل، حتى يتم توجيه العقل إلى التفكير في مشكلة واحدة ومعرفة تفاصيله.

الفهم جذور المشكلة، فتحديد المشكلة وجذورها هي الخطوة التي يبني عليها اقتراحات لحلول المشكلة وكيفية التعامل معها بشكل فعال فيما بعد.

في الخطوة التالية من الضروري التوجه إلى زملاء العمل المعنيين بنفس المشكلة والتواصل معهم جيدا، والتعبير عن تفسير المشكلة بألفاظ وعبارات واضحة وصحيحة مع توضيح الرأي الشخصي في المشكلة وأسبابها، بالإضافة إلى الاستماع بدرجة عالية من الاهتمام إلى آراء الآخرين وأخذ اتجاهاتهم وأفكارهم في الاعتبار، فإن التواصل الفعال يبني بالاحترام والصراحة بين جميع الأفراد في العمل، كما أن التواصل الناجح هو أول الطريق إلى الاتفاق على حل جيد يستفيد منه الجميع، ويسهم في تقوية علاقات زملاء العمل ببعضهم.

ثم يجب البدء في تقديم حلول جديدة ومترابطة بتغيير أو تعديل السبب الأساسي لظهور المشكلة، حتى يتم تغيير اتجاه التفكير بعيدا عن الطريقة التقليدية المستخدمة في العمل سابقا، ومحاولة التجديد في ميكانيزم العمل سواء كانت من خلال تحسين في بعض الخطوات الجذرية في العمليات الحالية، لتعطي نتيجة أفضل، أو تغيير العملية بشكل كامل والإقبال على تجريب عملية جديدة بشرط أن تكون خطواتها مدروسة بعناية، لتجنب الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى، أو العمل على توظيف تقنيات جديدة، تكسب خطوات العملية الحالية حيوية ومرونة حتى تساعد على تقديم النتائج بشكل أفضل، كما أنه من المهم اختيار الحل الأكثر ارتباطا بجذور المشكلة من اقتراحات الحلول المقدمة.

وأخيرا يجب تقييم النتائج جيدا، إذ يجب معرفة الجانب السلبي والجانب الإيجابي الناتج من تنفيذ الحلول الجديدة، ومعرفة العوامل المؤثرة على التغيرات الجديدة الناتجة، وتقدير ما مدى نجاح الحل الجديد في التخلص من مشكلة الأساسية، وقياس تحقيق الأهداف المطلوبة والمتوقعة من استخدام الحل الجديد حتى يتم العمل على تقوية جوانب القوة في تكنيكات العمل، والبحث عن كيفية تقليل الآثار السلبية في خطوات العملية وإجراء بعض التعديلات عليه، إذا أثبت الحل الجديد نجاحه بطريقة أفضل، كما يجب الثبات على تقييم النتائج بشكل دوري للتحسين من أداء العمل.

Scroll to Top