«السلطة والشهرة والرواتب المالية».. أسباب تجعل الطيران حلمًا للأسرة في فرص تعليم أبنائها

صورة أرشيفية

تغرس الأسرة بذرة الطموح في نفوس الأبناء وترويها بالحرص والاهتمام، فعندما تسأل صغيرًا ماذا تريد أن تكون في المستقبل ويجيب بعفوية أنه يحلم بأن يصبح طيارًا، فهذا السلوك لم يأتِ عبثًا، فربما هناك جوانب نفسية أسهمت في وجود هذا الحلم رغم صغر السن، ومن أهم هذه المؤثرات غرس الأسرة قيم هذه المهنة في نفسه حتى أصبحت حلمًا يتمنى أن يناله، ومن هنا قررنا التواصل مع عدد من الآباء والأمهات للتعرف على الأسباب التي جعلت الطيران حلمًا يريدون تحقيقه في أبنائهم ويبحثون عن مجال دراسته على مواقع التواصل الاجتماعي.

قال محمد طلعت، مندوب مبيعات لدى محل أسماك، والد طفل في الثامنة من عمره، إن الأب يتمنى دائمًا أن يكون ابنه في مراكز كبيرة ومرموقة، من حيث السلطة، الشهرة والوسط الذي يعيش فيه، فكل هذه الأمور تشكل فارقًا مع هذا الجيل؛ لذلك هو يحلم بأن يدرس ابنه الطيران ويصبح طيارًا في المستقبل، فهو الشخص الوحيد الذي يتمنى أن يراه أفضل منه.

وذكرت حنان علي، 30 سنة، أم لطفل في الروضة، أنها تتمنى أن يكون الطيران مجال دراسة ابنها في المستقبل، حيث ترى أنه من المجالات التي توفر رواتب جيدة وفرص للتقدم المهني مما سيساعد طفلها على إثبات نفسه في المجتمع، مضيفة أنها لن تفرض على ابنها شيئًا لا يريده لكنها تحلم أن تراه في أعلى المناصب.

قال معاذ بلال، 22 عامًا، إنه يحب مجال الطيران منذ الصغر، حيث كان يذهب إلى المطارات بكثرة وينبهر بشكل الطائرات واختلاف أحجامها، وعندما كَبُرَ علم أنه من الممكن أن يدرس الطيران المدني دون الالتحاق بكلية معينة فشغل الموضوع اهتمامه وكان يتابع كل ما يتعلق بهذا المجال، حيث كان ينوي أن يسافر للدراسة في أمريكا بعد الثانوية، لكنه تخرج منها في ظل انتشار فيروس كورونا الذي أوقف مسار الكثير من الأشياء في العالم وخصوصًا الطيران، فشعر بالقلق بخصوص التوظيف بعد الدراسة حيث انخفض اقتصاد الطيران في العالم فاختار أن لا يخاطر لأنه لم يكن يعلم هل سيعود كل شيء على ما كان عليه في الماضي أم لا؛ لذلك لم يستطع أن يحقق حلمه لكنه على أمل أن يعانقه يومًا أو يحققه في أولاده.

صورة أرشيفية

وأوضحت نورهان عبد الكريم، 29 عامًا، أنها تتمنى أن يصبح ابنها طيارًا يأخذها لمكة تطوف ببيت الله، مضيفة أنها ترى أن تشجيع الآباء والأمهات للأبناء له أثر كبير على الصحة النفسية لأطفالهم وعلى نجاحهم والإيمان بقدراتهم، فهي متأثرة بتجربة إحدى الأمهات التي كتبت لطفلها ذات يوم بطاقة تعريف للمدرسة وعلقتها على صدره تنص على «المهنة طيار حسب أمنيته» وكانت دائمًا ما تقول له «متى ستصبح طيارًا لتأخذني لمكة بطائرتك»، وعندما كبر نشر صورته وكتب عليها «أمي أحد المسافرين لبيت الله وأنا طيار الرحلة».

وأشارت ميار عبد الغني، أم لطفل في السادسة من عمره، إلى أن ابنها يتمنى أن يكون طيارًا لأنه يحب السفر، وهي تحاول أن تحقق له حلمه من خلال القيام بدور الأم والمصممة لأن هذا مجال عملها فصممت ملابس طيار له وقامت بعمل ديكور مناسب للمهنة خلفه ثم التقطت بعض الصور له وشاركتها على حسابه على «إنستجرام» لإدخال السرور على قلبه، مضيفة: «نظرة الفرحة وتحقيق حلمه لا يمكن أن تترك بالي رغم صغر سنه لكنه شعر أنه حقق جزءًا من حلمه لذلك أتمنى ربنا يقدرني على تحقيق حلمه».

ولفت محمد حافظ، أب لطالب جامعي بالفرقة الثالثة، إلى أنه فضل أن يلتحق ابنه الذي يريد أن يكون طيارًا بإحدى الكليات العلمية حتى يحصل على درجة علمية سواء ماجستير أو بكالوريوس أولًا، ثم يبدأ في مجال الطيران بغرض العمل فيه، حيث إن لم يجد رغبة في الاستمرار في هذا المجال تكون لديه شهادة جامعية يعمل بها.

وهناك بعض الأهالي الذين يبحثون عن معلومات تخص مجال الطيران على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرت إحدى الأمهات منشور مجهول الهوية على مجموعة تحمل اسم «دراسة الطيران المدني حول العالم» ينص على حاجتها إلى منظمة أو جمعية تساعدها في تحقيق حلمها هي وابنها في أن يدرس الطيران، حيث تتطلب دراسته الكثير من التكاليف التي لا تستطيع توفيرها.

Scroll to Top