تتميز كلية الإعلام جامعة القاهرة بمشروعاتها ذات الأفكار المبتكرة وبتركيز الضوء على العديد القضايا، لتكون محل اهتمام الدولة والناس وبتاريخ ملئ بالفخر من العلم والاجتهاد، ومكانة رفيعة المستوى بين الجامعات المصرية في مشاريع التخرج لطلابها، ونجد طلابها يحصلون على المراكز الأولى في جميع المسابقات، وهذا ما ظهر في مشروع تخرج من قسم العلاقات العامة والإعلان تحت اسم «هيرونداك»، فما هو المشروع، وما التأثيرات التي أحدثها، وما هي التقييمات التي حصل عليها؟
توضح الدكتورة هدير صلاح، المشرفة على المشروع ، أنه كان يتحدث عن دعم الصناعات المصرية في الأماكن غير المعروفة وتسليط الضوء عليها لتحظى بتشجيع واسع من الدولة في إطار النهضة الصناعية ورؤية مصر 2030، بالتركيز على أربع صناعات هم صناعة التلي لأهمية هذه الصناعة بالنسبة لمصر ويصدر عنها منتجات مميزة، الرخام والجرانيت، البامبو والصناعات الناتجة عن حصاد محصول الياسمين الذي يصدر عنه معظم العطور وأفضلها».
وتضيف هدير، أن منشأ هذه الصناعات داخل مصر في محافظات وقرى غير معروفة لمعظم الأفراد على الرغم من تميز صانعيها وأهميتها لمصر، فصناعة التلي توجد في قرية شندويل بمحافظة سوهاج وتشتهر حارة السبع بنات بمحافظة الإسكندرية بصناعة البامبو، بينما يوجد حصاد محصول الياسمين بقرية شبرا بالولا في محافظة الغربية، وتتميز مدينة كنوز في العاصمة الإدارية بصناعة الرخام، فعلى الرغم من معرفة الناس بالعاصمة الإدارية وشهرتها في الفترة الأخيرة إلا أن المعظم كان يجهل بمدينة كنوز.
وترى دكتور هدير أن الطلاب القائمين على الحملة نفذوها باحترافية شديدة، وقاموا بالأعتماد على مراحل البحث والتخطيط الجيد للحملة، حيث قاموا بعمل عدة مقابلات وحوارات مع المسؤولين لمعرفة دور الدولة في دعم هذه الصناعات، واعتمدوا على الكثير من الوسائل الإعلامية المختلفة للتعريف بالحملة، وتنوعت بين البرامج الإذاعية والتلفزيونية والبودكاست والويب سايت، كما قاموا بتصميم تطبيق خاص بالحملة، وأضافت أن الحملة نالت إعجاب إتحاد غرف الصناعات الهندسية لتطبيق المشروع فعليا على أرض الواقع، وهذا التبني يمثل أفضل فوز للمشروع وأكبر نجاح له، كما قامت بتدريب الطلاب وتقديم فرص عمل لهم، وأثنت على دور العميدة في تقديم الدعم الكامل للمشروع عن طريق تيسير أمر المشروع في الخطابات والجوابات والتصريحات الرسمية وتيسير الأمور الإدارية والأمنية.
ومن جانبها تقول زينة وائل، إحدى طالبات مشروع هيرونداك، إن المشروع كان تحت شعار «كنوز منسية في أماكن مصرية»، مضيفة أن هيرونداك هي كلمة إفريقية وتعني «إعادة اكتشاف»، وكان الهدف إعادة اكتشاف مجموعة من الكنوز المصرية الموجودة في أماكن غير معروفة، وتعريف الناس بها وظهورها مجددا، لعدم ظهورها بالشكل الكافي على الرغم من دورها الكبير في دعم الاقتصاد المصري وتوعية الناس بدورها واحتياجات القائمين عليها، واختيار كلمة من اللغة الإفريقية لوجود هذه الصناعات في مصر قلب إفريقيا.
مر هيرونداك بمراحل عديدة قبل ظهور الحملة ومعرفة الناس بها وبأهدافها، من خلال بحث الطلاب عن الصناعات المصرية المغمورة استقروا على الأربع صناعات ليكونوا موضوع الحملة، كما قاموا بزيارات عديدة لأماكن الصناعات ومقابلة القائمين عليها ومعرفة احتياجاتهم ودعموا الحملة بالزيارات لعدد من المعارض مثل معرض تراثنا وديارنا.
توضح «زينة» الجوائز العديدة التي حصل عليها المشروع، حيث حصل على ثمانية جوائز بجانب الحصول على الدعم من اتحاد غرف الصناعات الهندسية لتطبيق الحملة فعليا على أرض الواقع، ووفقاً للجنة التحكيم حاز المشروع بشكل منفرد على الجائزتين الأهم في الترويج للحملة وهما: جائزة التميز في تصميم موقع إلكتروني للحملة وجائزة التميز في الإنتاج الضخم في مختلف الوسائل التقليدية والحديثة.
كما حاز المشروع على المركز الأول في ستة جوائز هم: جائزة التميز في جذب عدد كبير من الرعاة للحملة وحضورهم لمناقشة المشروع ودعمه وجائزة التميز في النشر والتغطية الإعلامية وجائزة التميز في أفكار الإعلان التليفزيوني وتنفيذها وجائزة التميز في تنظيم وتنفيذ ندوات داخل الكلية وجائزة التميز في توظيف المشاهير وجائزة التميز في الفعاليات خارج الكلية.