لن نختلف في الوقت الحالي أن المحتوى شيء مهم في حياتنا ولا يتجزأ منها تقريبًا، فنحن أمام شاشاتنا على مدار الساعة نتعرض من خلالها على الكثير من الفيديوهات وغيرها من أشكال الوسائط المتعددة التي يتم استخدامها في وسائل التواصل الحديثة، ولأن المحتوى مهم بهذا الشكل، فهو يؤثر في أفكارنا وشخصياتنا بشكل كبير، ولذلك يوجد الكثير من الشباب من يريدون تطوير المجتمع، ويحاولون أن يكونوا بالفعل مؤثرين في الأخرين مثل ملك حاتم، طالبة بالرفقة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لكن مشوارها بدأ قبل ذلك بفترة كبيرة، وسنتعرف على حكاية ملك من خلال هذا الحوار.
بدأت ملك، في مجال صناعة المحتوى عندما كانت في عمر الـ13، فكانت عضوة في أكاديمية «New York Academic Science»، وهذه الأكاديمية تتنافس من خلالها فرق من جميع أنحاء العالم لحل مشاكل لها علاقة ب «steam» وهي اختصار «science technology engineering mathematics»، وعندما كانت تحكي لأصدقائها عن هذا النشاط كانت دائمًا تجد عدم معرفة بمثل هذه الأنشطة في دائرة المعارف القريبة منها، وليس أيضًا لديهم خبرة في مجالات العمل حيث أنها كانت تعمل في حضانة للأطفال عندما كانت في الـ 14 من عمرها.
لذلك شرحت قائلة: «كنت أقوم بتجميع أصدقائي في المدرسة لتعريفهم إما بالأنشطة أو المنح، ومنها من الأمور التي أقدمها في محتواي حاليًا، ولكن كان ذلك بدائرة أصدقائي في المدرسة فقط، وأقوم بتعريفهم بشكل مباشر وليس باستخدام أي تطبيق، وتطور الموضوع بأن هناك أشخاص من خارج إطار المدرسة يريدون أن يكونوا على دراية بهذه الأنشطة، فقمت بعمل حالة على تطبيق الانستجرام، ولأن منهم من لم يكن صديقًا لي على الانستجرام، فقررت أن أجعل حسابي الشخصي عام ليراه الجميع، ولكن لم يكن بغاية الشهرة أو لصناعة محتوى، و لكن فقط لتعريف أصدقائي، ومن ثم قررت أن أقوم بعمل فيديوهات طويلة فقط لتعريف الأخرين بالمعلومات دون التركيز على الطريقة التي أقدم بها هذه المعلومات».
وعندما وجدت «ملك»; الإقبال على الفيديوهات، وأن هناك أشخاص من خارج إطار معارفها وأصدقائها استفادوا من هذه المقاطع التي تقوم بصنعها، ووجود أسئلة حول هذه الفيديوهات، فبدأت أن تركز بشكل أكبر، وتطور من صنع هذا المحتوى والاهتمام بطريقة العرض والتصوير، والانتقال من التصوير بكاميرة هاتفها إلى كاميرا احترافية، ووجود مكان مخصص للتصوير، وتوافر ميكروفونات، وانطلقت في عالم صناعة المحتوى منذ سنتين وستة أشهر، و وجدت نفسها فيه بدرجة كبيرة، وسبب أنها استمرت بهذا المجال لأنها وجدت أنه ليس هناك وعي بشكل كبير حول الطرق التي من الممكن أن تساعد الطالب في تطوير مهاراته خارج المدرسة، وكان هذا هدفها عندما قررت أن تستمر في صناعة المحتوى فتستطيع توجيه الأخرين إلى أنشطة ودورات خارج المدرسة تساعدهم على أن يكونوا أشخاص مميزين.
وعلى الرغم من أنها اختارت تخصص الرياضيات بالثانوية العامة، وحصلت على درجة كبيرة تؤهلها للالتحاق بالكليات الهندسية والتكنولوجية، إلا أنها اختارت أن تلتحق بكلية الإعلام، وحكت عن هذا القرار بأنها مع صناعة المحتوى التعليمي اكتشفت شغفها بالتقديم، وتوصيل المعلومة، ونشر الوعي وهذا ما وجدت به شغف أكثر من الهندسة على الرغم من حبها الكبير للرياضة.
ولأن جيل زد مختلف دائمًا، فيوجد الكثير من الشباب التي تثبت لنا هذا التميز والتفكير خارج الصندوق، كملك حيث أنها تقوم بعمل سياحة بالبلاد المختلفة، والهدف هو التعرف على نظم التعليم والمنح التي توفرها للأخرين، فكانت الزيارة الأولى إلى ماليزيا وقامت بزيارة خمس جامعات بها، واختارت ماليزيا لهذه الرحلة لأنها من الدول الحاصلة على ترتيب عالمي في مجال التعليم، و من أحسن خمس دول للدراسة في أسيا، وبها جامعات تنافس جامعة «كامبردج وأكسفورد» في مجالات عديدة كالصيدلة والذكاء الاصطناعي، ولأنها تدرس الإعلام، قامت بعمل حوارات مع مدرسين وطلبة بهذه الجامعات ومصريين بماليزيا، لكي تكون هذه اللقاءات إرشادات لمن يريد الدراسة بالبلد.
وكانت ملك تستخدم مقولة «اختار الصديق قبل الطريق»، فقد تعرفت على شغفها من خلالهم واستمرت به، بتشجيعهم فكان من بداية تعريفها بالأنشطة غير الصفية من خلال زميلتين لها بالمدرسة، ولكن ملك مع اختلافها لاحظت أن من يشترك بمثل هذه الأنشطة من الأقلية، وكانت تريد أن يندمج شباب أكثر بمثل هذه الأنشطة، ومع تشجيع الأهل خرج للناس محتوى مختلف، ومفيد، يعبر عن اهتمامات الجيل، ويريد أن يطور منهم في صورة حساب على الانستجرام يحمل اسم «its_malak_hatem» متوفر لكل من يريد أن يكون متميز ومختلف.