تعتبر السوشيال ميديا أحد أهم الأشكال التي يتابعها جميع الفئات داخل المجتمع، ولقد كان تأثير هذه الوسائل كبيرًا على الفتيات خصوصا المراهقات، وسهلت انتشار الأفلام والدراما ووصولها للكثيرين، وتزيد من تأثيرها على المشاهدين، وخصوصا ونحن نتحدث عن بنات المرحلة الثانوية وهم فئة من المراهقين الذين يعيشون مرحلة من الصراع النفسي نتيجة للكثير من التغيرات التي تعكس المرحلة العمرية من حياتهم، وتأثرهم الشديد بالأفلام والدراما وما تناقشه وتعرضه من قضايا سلبية لهم مثل الانتحار والزواج العرفي وشرب السجائر تحت مسمى «هذا هو الواقع»، فتترك هذه القضايا تأثيرات كبيرة على الفتيات في هذا العمر كالتقليد الأعمى وترسيخ أفكار دينية خاطئة.
قالت نورهان أحمد، طالبة في الصف الثالث الثانوي، إن المرحلة الثانوية من أصعب المراحل التي مرت عليها من الناحية التعليمية والنفسية أيضا، مضيفة أن أحداث فيلم بنات ثانوي موجودة في الواقع بالفعل لكنهم يكونون حالات نادرة غير منتشرة بكثرة خصوصا في مجتمعنا، موضحة أن الإعلام والتريندات لها تأثير كبير عليها وعلى طريقة تفكيرها لكنها تحاول بقدر الإمكان تجنب الأفكار التي لا تتناسب مع عاداتها وتقاليدها، قائلة «هو أنا بحب أقلد التريندات بس مش كل حاجة تنفع تتقلد يعني».
عبرت يارا سليمان، طالبة في الصف الثالث الثانوي، عن تأثير الدراما والإعلام على تفكيرها قائلة «يعني كنا بنشوف في الأفلام إن بنات ثانوي دول كلهم مش محترمين لكن بعد ما دخلت شوفت ناس محترمة كثير عادي»، مضيفة أن الدراما والإعلام يركزون على الجانب السيء فقط في المرحلة الثانوية، مضيفة أن فيلم بنات ثانوي يعكس الكثير من حياة بنات هذه الفئة خصوصا الأصدقاء، فتناول الفيلم صداقة مجموعة من البنات ورغم اختلافاتهم المستمرة إلا إنه عندما وقعت واحدة منهم في مشكلة ساعدها أصدقاؤها.
قالت ماجدة عبد العال، طالبة في الصف الثاني الثانوي، إنها كانت تتوقع أن المرحلة الثانوية مرحلة صعبة ولكنها وجدتها أسهل مما كانت تتوقعها، مضيفة «من رأيي أن الإعلام والدراما هما بيصوروا الثانوية كأنها حاجة صعبة ولكن من وجهة نظري هي مرحلة جميلة»، مضيفة أن الأفلام عن هذه الفئة من البنات والإعلام يعكس حالات نادرة جداً ما تعيشها بنات ثانوي، كما أنها تمنت أن يكون هناك أفلام ومسلسلات تعرض وتمثل واقع حياتهم بالفعل.
كشفت جنة يسر طالبة في الصف الأول الثانوي أن الأفلام والإعلام والدراما يكشف حياة كثير من البنات في المرحلة الثانوية، مؤكدة أنه ليست كل البنات هكذا، مضيفة أنها لا تتأثر بالإعلام كثيرا والترندات الشهيرة في هذه الفترة وذلك لأن أغلب الترندات لا تناسب سنها وحياتها الاجتماعية والدينية.
ناقد فني: الدراما ماهي إلا انعكاس للواقع والأعمال الفنية تعكس بالفعل حياة بنات ثانوي
وعبر عن رأيه أحمد سعد الدين، الناقد الفني، قائلاً إن الدراما هي انعكاس للواقع أي أن الأعمال الفنية التي تناقش قضايا بنات ثانوي، مثل الزواج العرفي ما هو إلا واقع موجود بالفعل في مجتمعنا فالفن ناقش قضايا عديدة ولكن لم يناقش جميع القضايا فكل يوم تظهر مشكلات جديدة بالإضافة إلى أن ليس كل المشكلات يمكن أن يناقشها الفن، فلابد أن تكون في إطار كامل ولها أحداث عديدة لخلق سيناريو للعمل الفني لذلك فصانع العمل الفني يمكن أن يعظم ويكبر أحداث كي تصلح أن تكون عملاً فنياً.
وأكمل «سعد الدين»، أن الفن يؤثر على سلوك الفتيات في المرحلة الثانوية، فالفن قائم على علم النفس وكيفية التأثير في السلوك، فالفتيات في تلك الفترة يكون سلوكها حالم عند مشاهدتها لعمل فني تتخيل نفسها داخل العمل أو تتخيل حياتها كالفيلم أو المسلسل الذي شاهدته ويمكن أن تقلد بعض المشاهد وعند وجود مشاهد درامية حزينة أو مشاهد رومانسية يمكن أن تدفعهم إلى البكاء، مؤكدًا أن الفن يؤثر بشكل كبير على جميع فئات المجتمع حيث يُوجد بعض المشكلات التي تواجه المجتمع، كالزواج العرفي وزواج القاصرات، وجميعها تمت معالجتها عن طريق الفن بتوعية المشاهدين من مخاطرها، ومن ناحية أخرى فالمجتمع يمكن أن يؤثر على الفن أيضاً ويظهر ذلك عند الرقابة الفنية التي بدورها تتحكم في العمل الفني إذا كان مقبولاً في المجتمع وسيتم نشره أم غير مقبول وسيتم حظره.
خبراء التربية.. عكس الواقع
ومن جانبها قالت الدكتورة إيمان مندي، الخبيرة التربوية، إن الحديث عن الأفلام والدراما الخاصة ببنات ثانوي كالأفلام التي تُصدّر أشياء غير أخلاقية تحت مسمى هذا هو الواقع، منها القضايا غير الأخلاقية مثل شرب السجائر والزواج العرفي والانتحار، ووصفت التغيرات التي من الممكن أن تحدث على حياة الفتاة نتيجة التأثر بهذا العمل بالكارثة، لأن الأشخاص الممثلة للفيلم في نفس سنهم فيأخذوا طبع أن هذه الأفعال كلها صحيحة وتوصيل صورة أن الفتاة المتدينة لا تسلم من هذه المشاكل أيضا وتقع فيها تحسبا أن هذا هو الذي يحدث في الواقع.
وأضافت خبيرة التربية، أن التأثير السلوكي للبنات بهذه الأعمال تجعل أخلاقياتهم غير صحيحة وتكسبهم الصفات السيئة والتصرفات العشوائية الهمجية واستخدام الألفاظ غير اللائقة بالنسبة للفتاة.
وأكدت إيمان، أن علاج الفتاة المتأثرة بهذه الأعمال الدرامية أو الإعلام تأثرا كبيرا يبدأ بقابلية الفتاة بتغيير سلوكياتها، وألا يكون لديها قابلية للانحراف الفكري بتقليد كل ما تراه من أشياء غير أخلاقية ووصفها بالمغامرات أو الأشياء الجديدة في الحياة، مضيفة أن للوالدين دور كبير في المراقبة، لأنها مهمة في جميع الحالات، ومعرفة البيئة والأشخاص المحيطين ببناتهم، وتبدأ الرقابة بمعرفة من هم أصدقائهم لأن للأصدقاء تأثير كبير على تفكير وسلوك الشخص، ومن أهم الطرق هي مراقبة أفكارهم والوازع الديني لديهم، ويجب وضع الحدود والقوانين للفتاة لتلتزم بأخلاقيات مجتمعها ودينها.