نقاد فنيون: الدراما لها دور كبير في تأسيس وعي الجماهير.. وأهميتها أكبر من الرسائل العلمية
في الجيل الحالي تعددت أساليب التربية فليس العائلة فقط هي التي تربي أو المدرسة ولكن مع ظهور التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا أيضا من أساليب التربية، وانتشر في الدراما في الفترة الأخيرة أعمال فنية كثيرة تتحدث عن ملفات الجريمة، فهل هذا يوعي الشباب ضد الجريمة والعنف ويوضح ما عواقبهما، أم هذا يساعد على انتشار الجريمة أكثر في المجتمع خصوصا بين الشباب؟
مشاهد الجريمة
قالت بسملة شكري، 23 عاما، إن مشاهد الجريمة في التلفزيون ليس لها تأثير سلبي كبير على الشباب أو الأطفال حتى لو تم منع هذه المشاهد من التلفزيون سوف يتم مشاهداتها في أماكن أخرى مثل الألعاب الإلكترونية، فيديوهات على الإنترنت وبعض الرسوم المتحركة التي بها مشاهد عنف، مضيفة أنه يجب على الأم فحص كل ما يشاهده طفلها حتى لا يولد لديه حب لمشاهد العنف والجريمة منذ الصغر.
أوضحت سحر مصطفى،27 عاما، أم لطفلين، أنها تتمنى تقليل مشاهد العنف والجريمة التي أصبحت تتحدث عنها معظم الأفلام والمسلسلات في الفترة الأخيرة فهذه الأعمال لا تؤثر على الأطفال فقط ولكن تؤثر أيضا علي الشباب في سن المراهقة، مضيفة أن هذه الأعمال لا تشكل وعيا لدى الشباب عن أخطار الجريمة ولكنها تحثهم على فعل الجريمة «علشان بيظهر أغلب المجرمين معاهم فلوس وغالبا بيكونوا ضحايا».
باختلاف الجيل
قال إلهامي سمير، ناقد فني، إنه يتم تناول الجريمة في الأعمال الدرامية منذ اختراع الدراما وليس فن التلفزيون فقط ولكن في المسرح أيضا حتى ولم تكن قصة العمل تدور حول الجريمة، مضيفا أن المسلسلات التي تدخل في السباق الرمضاني يتم الاتفاق على شكل معين تدور عليه الحلقات مثل أكشن أو جريمة «الناس بتفضل مشاهدة الأعمال التي يوجد بها جريمة عشان بتكون عاملة زي اللغز عايزة تعرف مين القاتل».
عبر «سمير» أن الأعمال الدرامية التي تناقش الجريمة فهي محاكاة لأرض الواقع فالجريمة موجودة بالفعل منذ خلق البشرية ولكن تختلف طريقة تناولها من كاتب إلى كاتب ومن مخرج إلى مخرج، فمناقشة الجريمة تختلف من جيل إلى جيل ومع الانفتاح على الأعمال الدرامية العالمية كان ولابد من المحاولة لمواكبة هذه الأعمال، مضيفا أن الدراما لها دور كبير في توعية الشباب ضد ارتكاب الجرائم ودورها أكبر من رسالة الماجستير أو الخطاب، فهي تقدم الرسالة في شكل ترفيهي.
اضطرابات نفسية
ومن ناحية أخرى، عبر رجب المهدي، معالج نفسي ولايف كوتش، أن الشباب يتأثرون من مشاهد الجريمة وخاصة الذين يعانون من اضطرابات نفسية سواء في الطفولة أو اضطرابات ذاتية كالشخصية السيكوباتية، ومن الممكن حماية الشباب من هذه النوعية من المشاهد عن طريق تربيتهم تربية سليمة وفكرية والاحتواء الأسري من خلال الوعي بالأحداث المجتمعية وغرس فكرة أن المجرم لن يهرب بفعلته.
وأضاف «المهدي» أن أكثر سنا يتأثر بمثل هذه المشاهد هو سن المراهقة وما قبل المراهقة فتظهر فكرة التقليد والبحث عن القدوة، والأعراض التي تظهر على الشباب التي تتأثر بهذه المشاهد هي تغير في الملابس والشكل الخارجي ومحاولة تقليد البطل في أي عمل درامي، لذلك يجب الذهاب إلى متخصص عند ملاحظة تغير سلوك الشاب إلى سلوك عدواني وظهور انفصام في الشخصية.