ما هي حقوق الأبناء على آبائهم؟.. «بر الأبناء» المصطلح الحاضر الغائب

صورة أرشفية
جيل زد: الأزمة في عدم تناول المفهوم مصدره الإعلام.. وأزهريون: الدين نشر ضوابط تنفيذ البر بالأبناء 

للسوشيال ميديا دور كبير في انتشار معظم المفاهيم الذي كان لايعلم عنها الجيل الماضي فهل لها دور أيضا في انتشار مفهوم بر الأباء؟ بر الأبناء تعني حقوق الأبناء على الآباء، الكثير من الناس يعلمون ما هو بر الوالدين ولكن هل لديهم علم ببر الأبناء؟
نعرف جميعاً أن طاعة الوالدين واجبة في الدين كذلك في العادات والتقاليد ولكن ماذا عن حقوق الأبناء على الآباء، وما هي تلك الحقوق، وهل الشباب ايضا يعلمون ببر الأباء؟

فرق الأجيال

أوضحت آلاء طارق، طالبة في الفرقة الرابعة بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أنها بدأت في تعلم معنى بر الأبناء ولكن مع الأسف يوجد الكثير من الأبناء لا يعلمون بحقوقهم على آبائهم، وتحدثت عن سبب عدم انتشار مصطلح بر الأبناء في هذا المجتمع «زمان كان لا يوجد إنترنت وكانت التربية على الطريقة القديمة وكان المجتمع عارف بر الأبناء للآباء فقط لكن لا يعلمون العكس».

وأضافت «طالبة الزراعة»، أنها تعلمت الكثير عن التربية وحقوق الأبناء من والديها وأنها ستسير على نفس النهج مع أولادها في المستقبل وستضيف بعض أساليب التربية التي لم تحصل عليها من والديها، مؤكدة أن الدين ذكر بر الأبناء سواء كان في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة.

وقال محمد أحمد، طالب بكلية العلوم بجامعة عين شمس، إن تربية والديه له كانت على الطريقة القديمة إلي حد ما، مضيفاً أنه يعلم فقط بر والديه وحقوقهما عليه ولا يعلم ما هو بر الأبناء وماذا يعني، مصرحًا أن عدم انتشار مصطلح بر الأبناء يرجع إلى جهل المجتمع بالأمور الدينية، وأنه لن يقوم بتربية أولاده بنفس طريقة تربية أهله وسوف يراعي فرق الأجيال بينه وبين أولاده، مضيفًا أنه يوجد كثير من الدورات على الإنترنت لتعليم التربية الإيجابية وكيفية ملاءمة الآباء مع ظروف هذا الجيل والتأقلم معه ومع أفكاره فلا يوجد عذر للآباء لعدم التفاهم مع الأبناء.

وعبرت هنا عبد العزيز، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة حلوان، أن تربية والديها لها من وجهة نظرها هي تربية مثالية لأنهم يراعون اختلاف الأجيال بينهم «لما بكون عايزة حاجة هما مش مقتنعين بيها بنقعد مع بعض وكل واحد بيسمع وجهة نظر الثاني»، مضيفة أنها تعلم ما هو بر الآباء للأبناء من خلال المعاملة الطيبة وعدم القسوة عليهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح واحترام وجهة نظرهم.

كما أضافت هنا أنها لا تعلم ماذا قال الدين في هذا الموضوع ولكنها على يقين أنه ذكر هذا الموضوع لأنه يهم جزءا كبيرا من الناس سواء كانوا آباء أو أبناء، مضيفة أنها سوف تتبع طريقة آبائها في التربية لأنها تربية صحيحة وصحية بالنسبة لها، وتتمنى انتشار مفهوم بر الآباء للأبناء في المجتمع، وأن يصبحوا على وعي به.

الدين ضامن

قال الشيخ كامل إبراهيم إن في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يعرف ببر الآباء كذلك يوجد أيضاً ما يعرف ببر الأبناء فالدين الإسلامي ملئ بالوصايا للأبناء وكيفية رعاية الأطفال ففي فترة الرضاعة يضمن للطفل حقه في الرضاعة فقال تعالى في القرآن الكريم «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين»، وحتى في حال انفصال الزوجين يأمر القرآن الكريم الرجل بأن يعطي زوجته أجراً مقابل إرضاع الطفل فقال تعالى «فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن» فبذلك يضمن له حق النفقة والكسوة، وكذلك يقول النبي، صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول» ويقول الله تعالى «وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن».

وصرح كامل، أن الدين الإسلامي يضمن للابن حق التعليم وما ينفعهم في الدنيا والآخرة فيقول النبي صلى الله عليه وسلم «علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم متحدثاً إلى طفل ليعلمه كيف يأكل «يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك، وأيضاً عند دخول الأطفال إلى غيرهم فيقول الله تعالى «وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا».

وأضاف أن الدين الإسلامي مليء بوصايا الأبناء على الآباء لأن الله تعالى جعل حب الآباء للأبناء أمراً فطرياً حتى في الحيوان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «حتى ترى الدابة ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه»، فبالتأكيد وصى الإسلام على حقوق الأبناء، فكل إنسان مسؤول عن أبنائه يوم القيامة فقال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فالرجل في بيته راع وهو مسؤول عن رعيته وكذلك المرأة في بيت زوجها مسؤولة عن رعيتها، فإذا قصر الآباء في حق أولادهم فهم ولا شك آثمين وسيحاسبون أمام الله تعالى.

Scroll to Top