الشباب عن «السوشيال ميديا».. منصات خارج حدود الدردشة

مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للتعلم
الشباب لـ«جيل زد».. منصات التواصل الاجتماعي عامل مؤهل اجتماعيًّا وثقافيًّا ودينيًّا

باستطاعة ساعة واحدة تقضيها يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تغيرك وتجعلك نسخة أفضل مما أنت عليها أو أسوأ، وهذا يتوقف على المحتوى الذي تتابعه، فشخصيتك وأفكارك هي نتاج لما تتعرض له من محتوى فأنت نتاج لما تسمعه وتقرأه وتشاهده؛ لذلك يجب أن نحرص قدر الإمكان على انتقاء المحتوى الذي نستهلكه لأنه يؤثر فينا بشكل كبير، وعلى الرغم من انتشار المحتوى التافه الذي لا يقدم قيمة بشكل واسع في “السوشيال ميديا” فإن هناك بعض القنوات والمنصات التي تُقدم محتوى هادف وممتع ذا قيمة وفائدة حقيقية؛ لذلك قررنا أن نسلط الضوء على تجارب الشباب المثمرة مع المنصات الرقمية.

قال عبدالله أحمد، 19 عامًا، إن وسائل التواصل الاجتماعي في فترة ماضية كانت تستهلك منه وقتًا كبيرًا يتراوح ما بين 5 إلى 8 ساعات يوميًا بلا هدف، وعندما أدرك أنها تسببت في ضياع وقته وقلة تركيزه وفساد صحته النفسية قرر اجتنابها، وبعد ثلاثة أشهر عاد إليها ولكن كشخص آخر أدرك قيمة الوقت وأن هذه الوسائل سلاح ذو حدين إما يستخدمها لإفادة نفسه أو إلحاق الضرر بها، ومنذ ذلك الحين بدأ في متابعة حسابات الأشخاص الذين يقدمون محتوى مفيد والانضمام إلى مجموعات تدفعه للتعلم والتغيير للأفضل، مضيفًا أنه أصبح يدخل على المنصات الرقمية لهدفين فقط وهما نفع نفسه ومساعدة غيره.

وذكرت فاطمة نصر، 20 سنة، أن من أكثر الأشياء التي فازت بها من مواقع التواصل الاجتماعي هي مجموعة «No Zero Days» التي تختلف عن أي مجموعة افتراضية أخرى، حيث ترى أنها تنقذ يومها من الصفر وتجعله مليئًا بالإنجازات من خلال المهام التي يحددها مدير المجموعة في بداية كل أسبوع وتتنوع بين الواجبات الدراسية والدينية والعائلية ويتسابق الأعضاء الشباب في إنجازها، مضيفة: «كلنا هنا صحبة صالحة مجتمعنا الافتراضي مبهج ومثمر نشجع بعضنا على فعل الخير ونستفيد من خبراتنا في مختلف المجالات».

وأشارت إسراء ياسر، 22 عامًا، إلى أنها استطاعت أن تحول عالمها الافتراضي الذي يضيع وقتها ولا تستطيع الابتعاد عنه إلى شيء نافع يجعل الوسائل الرقمية في صالحها، وذلك من خلال انضمامها لفريق «أصبوحة 180» الذي ساعدها على القراءة باستمرار وجعلها جزءًا من حياتها وليست مجرد هواية محببة، موضحة أنها انضمت إلى هذا الفريق عن طريق موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ووجدت هدفهم أن يحب الشباب القراءة من خلال وجود مشرفة متابعة مع المنضمين للفريق للاطمئنان على ما ينجزونه ولدعمهم وتحفيزهم على الاستمرار، مضيفة أن هذه المهمة تأخذ من وقتها 5 دقائق يوميًا فقط وأنها متمسكة بمبدأ «قليل دائم خير من كثير منقطع».

وأوضح أحمد هاشم، 22 سنة، أن “السوشيال ميديا» كنز لمن يستخدمها بشكل صحيح؛ لأنها لغة القوة في هذا العصر، ولكن الذكاء في أن يتحكم هو فيها وليس العكس، مضيفًا أنه تعلم الكثير على منصة «فيسبوك» من خلال متابعة الصفحات الخاصة بتعليم المهارة التي يريد أن يتقنها، وإرسال طلبات صداقة للأشخاص المهتمين بها، والانضمام للمجموعات الخاصة بتعليمها، إلى جانب تحديد خطة لتعلمها، والتطبيق ورفع أعماله على صفحته الشخصية وعلى هذه المجموعات لمعرفة آراء الناس لكي يتعلم من النقد ويطور ذاته، ومن ثم إنشاء معرض أعمال من خلال من خلال تطوير الأخطاء الذي عالجها من النقد الذي كان يتلقاه من المتخصصين، وبهذه الطريقة يمكنه الحصول على فرص عمل من خلال صفحته.

قالت آية محمد، 18 عامًا، إن «السوشيال ميديا» كانت سببًا في تغيير نظرتها للأمور وتغلبها على الرهاب الاجتماعي، عندما رأت مقطعًا مصورًا لطبيب نفسي يُدعى عبد الرحمن ذاكر الهاشمي يقول فيه: «لا يوجد أحد يستحق التوتر أمامه، الوحيد الذي يستحق أن نتوتر أمامه هو الله جل في علاه، والله رحمن رحيم»، ومنذ ذلك الحين بدأت في متابعة محتوى هذا الطبيب الذي يربط بين علم النفس والدين وهو ما ساعدها على التعرف على نفسها وحقها عليها، وشجعها لاكتشاف نقاط قوتها وضعفها، لافتة إلى أن معرفة الذات والانشغال بها هي أجمل رحلة وأفضل استثمار لوجود الإنسان في الحياة، بعد معرفته لخالقه ودينه، وهما رحلتان مكملتان لبعضهما، فمتابعة سلسلة «مَن أنا ولِمَ أنا» التي يقدمها هذا الطبيب علمتها أن دينها يعرفها غاية وجودها المؤقتة دنيويًا، ومعرفة النفس تجعلها تهذبها وتزكيها طوال هذه الفترة المؤقتة من وجودها في الدنيا.

وأضافت الزهراء علام، 23 سنة، أنها كانت تعاني من الحيرة ولا تدري من أين تبدأ، حتى هداها الله إلى متابعة مجموعة من القنوات على منصة «يوتيوب» كانت سببًا في تغييرها للأفضل، ومن هذه القنوات ذكرت قناة «علي محمد علي» التي تقدم محتوى يتعلق بإدارة الوقت والإنجاز وملخصات كتب بالإضافة إلى أفكار عملية لتطوير الذات، مضيفة أن قناة «ياسر ممدوح» تقدم نصائح دينية للشباب ومن خلال متابعتها للفيديوهات اكتشفت عدم وجود إعلانات أثناء عرضها، وهذا كان دليلًا أن هدف هذه القناة أسمى بكثير من مجرد جمع المال، موضحة أن قناة «دروس أونلاين» تقدم محتوى في التنمية البشرية والعمل الحر وشرح لقواعد اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى شرح برامج مثل «الفوتوشوب» و«المونتاج» و«الجرافيك».

واختتمت «علام»، أن قناة المهندس الداعية «علاء حامد» تقدم محتوى ديني بشكل مبسط وسهل للفهم من خلال سلاسل مرتبطة ببعضها مثل القصص النبوي وفن التعامل مع النفس وتدبر سورة من القرآن، مشيرة إلى أنه من أفضل الشخصيات على «السوشيال ميديا»، وهدفه توضيح الطريق إلى الله لمن يريد الهداية وتشجيع المتردد في سلوك الطريق ومساعدة من سلك الطريق بالفعل أن يتقدم فيه بسرعة، مؤكدة أن قناة «دوباميكافين»مدخل رائع للاستفادة من الكتب لمن لا يهوى القراءة والتي تدور فكرتها حول قراءة الكتب القيمة ومحاولة إعطائك فائدتها كاملة من خلال شرح الكتاب وليس فقط تلخيصه وهو ما يميز هذه القناة عن معظم قنوات تلخيص الكتب الأخرى ويتميز ناصر العقيل مقدم الفيديوهات بشرح الكتب بأسلوب سلس لا يشعرك بالملل.

Scroll to Top