كيف غيرت الكفالة حياة رحيل وحور؟.. قصة ملهمة عن الأمومة والإنسانية

حور وشقيقتها

مع وجود العديد من الخيارات التي تكون أمام الإنسان في طريقه برحلة الحياة يكون من الصعب الاختيار، لكن الاختيار هو الذي يجعلنا مختلفين، فمع وجود مجموعة من الشباب لا يريدون الإنجاب أو أن يكونوا مسئولين عن شخص آخر بأي شكل يوجد مجموعة أخرى تريد أن تغرس قيمها في شخص آخر وتضيء له الطريق وتوفر له كل وقتها وتمنحه كل المستطاع لمجرد رؤية بسمة جميلة على وجهه وهذا لا يتم لطفل من صلبهم فقط، بل يوجد أسمى من ذلك، هو الاهتمام بطفل ليس من صلبك وهذا ما فعلته رحيل..

رحيل عمرو، هي أم لأربعة أطفال ثلاث من رحمها وواحدة هي من اختارتها وقامت بمنحها حياة مختلفة عن طريق الكفالة، القصة بدأت بفتاة تريد أن تمنح حياة مختلفة وترسم البسمة على وحوه الآخرين فقررت أن تكفل طفلة قبل أن تكون أمًا وتجري الأيام ويشاء القدر أن تكون هذه الفتاة أم لثلاثة أطفال بيولوجيين ولدين وبنت، موضحةً “كانت ولادة البنت أحلى غلطة فلم تكن في الحسبان وقررت في هذا الوقت أن يكون لديها أختًا من الكفالة”.

تحكي رحيل أنها تعرفت على الكفالة من خلال صفحة «يلا كفالة» على مواقع التواصل الاجتماعي وطلبت مساعدتهم في كفالة طفلة والقائمين على المجموعة قاموا بمساعدتها حتى استلام الطفلة، ومن خطوات الكفالة أن تختبر الأسرة من خلال لجنة وذكرت أن «اللجنة  التي قامت بامتحاني امتحنت 30 أسرة في نفس اليوم وكان منهم 27 أسرة لديها أطفال وثلاثة فقط لديهم مشكلة في الإنجاب وكان ذلك دافع لي في إكمال الإجراءات».

فسارعت وكفلت حور ذات السنة والنصف وقامت بإرضاعها مع ابنتها البيولوجية لكي يكونوا أخوة بكل الطرق الممكنة قررت أن تمنح حور حياة أسرية رائعة كانت ستكون مختلفة تماما إذا لم تكفل واستمرت في العيش بالملجأ لكن الأقدار كانت في صالحها.

رحب الجميع بحور في البيت خاصة أخويها الكبار يوسف وسيف فعندما كفلت حور كان الأكبر في الصف الثالث الإعدادي والأخر في الصف السادس الابتدائي وكانوا يدفعون أهلهم بالتشجيع لإتمام هذه الخطوة بشكل كبير وهم لديهم رغبة في الكفالة عندما يصبحون شبابا بالمستقبل.

رحيل وأبنتيها

قامت رحيل بعمل مبادرة تحت مسمى أسرة لكل طفل، وحصلت على العديد من التعليقات السخيفة، قبل أن تقوم بكفالة حور فكانت تريد ذلك قبل ولادتها لأولادها الصبية ولكنها كانت منشغلة مع أمها المريضة بالسرطان، وعندما شفيت أمها قامت بكفالة الطفلة ولكن يشاء القدر أن يعود المرض لأمها مرة أخرى ومع تشجيع الكثير من الأقارب على عودة حور للملجأ بسبب كثرة الأحداث مع رحيل لكنها كانت ترى أنها نعمة وأكثر من ابنتها البيولوجية ورأى الكثير أن هذه الخطوة غير مدروسة وبمفهوم الشباب خطوة مجنونة، لكنها واجهت خطرًا بحصولها على هرمونات لكي ترضع حور وتكمل رضاعتها لتصبح لها رابطة قوية بها على الرغم من أن نسبة إصابتها بسرطان الثدي تبلغ 90% دون الحصول على أي هرمونات التي من الممكن أن تكون سببًا أسرع لإصابتها بالمرض ولكنها أصرت على قرارها سعيا في مجاورة خير خلق الله.

وبعد أن قامت هذه الأم بكفالة حور قام ثلاثة من أصدقائها بكفالة أطفال منهم أسرة واحدة فقط لديها مشاكل في الإنجاب والاثنين الآخرين لديهم أولاد بيولوجيون فكان هذا سببًا لسعادتها بشكل كبير وتشجيعها على الكفالة مرة أخرى عندما تُزوج أولادها في المستقبل لكي تستطيع أن تضع  لها الوقت الكافي لمساعدتها وتربيتها على أكمل وجه.

تغيير حياة شخص وتوفير حياة كريمة له ليست من الأمور السهلة والتي تحتاج الكثير من الوقت والتعب على الرغم من وجود العديد من الأسر التي تقوم بقتل أطفالها أو دفنهم نفسيا يوجد أسرًا أخرى تحتضن من هم ليسوا من صلبهم تعيد لهم البسمة وتغير لهم معنى الحياة، أنت لديك الاختيارات العديدة ولكن من المهم أن تكون على قدر من المسئولية وتتحمل نتيجة اختيارك.

1 فكرة عن “كيف غيرت الكفالة حياة رحيل وحور؟.. قصة ملهمة عن الأمومة والإنسانية”

  1. Pingback: تحقيق <<جيل زد>> يكشف.. هل تسبب الظروف المجتمعية الاتجاه نحو اللاإنجابية المؤقتة – GenerationZ

التعليقات مغلقة.

Scroll to Top