فتيات ترفض فكرة الأمومة بعد الزواج.. ورجال يتهربون من المسؤولية
فتيات: لا أريد أن أكون أمًا.. والسبب “المشاكل الأسرية أمام المحاكم”
لم تعد اللا إنجابية مجرد فكرة شخصية تراود البعض وتوجد في الذهن فقط، بل أصبحت فلسفة وأسلوب حياة تتبناه فئة من الشباب ويؤكدون أن قرارهم عقلاني وأيضاً ينبع من أزمات نفسية مروا بها وبسبب حاضر صعب ومرير ومستقبل ضبابي، مجتمعين على قول:«فُرِضَت علينا الحياة ولن نفرضها على غيرنا» هكذا كان شعارهم لتبرير أفكارهم المظلمة التي تدفعهم لارتكاب جرائم في حق أنفسهم وشركاء حياتهم كاستئصال الأنثى لرحمها وإجبار الرجل زوجته على الإجهاض.
في البداية، قال أحمد ممدوح، 36 سنة، إنه لا إنجابي مبرراً أن الإنجاب دون وعي ومسؤولية يعتبر دمارًا، ومن المستحيل عيش حياة مرفهة راقية بل العيش في حروب ومجاعات ونقص موارد بسبب هوس الناس بالإنجاب، متابعًا:«لازم يحصلنا زي ما حصل للديناصورات وننقرض لأن البشر رافضون الخير وبيحاولوا يسرعوا نهايتهم»، مضيفًا أنه يشترط الزواج من امرأة تتبنى فكرة اللإنجابية وإذا حدث وغيرت زوجته رأيها بعد الزواج وأرادت الإنجاب فالانفصال هو نهاية علاقتهم، ولو أصبحت زوجته تحمل طفلاً لن يسمح للطفل بالحياة وسيمنعه من العيش بكل قوته ويجبرها على إجهاض الجنين، وفي حالة رفضها للإجهاض وتمسكها بجنينها قال أحمد:«هسيب لخيالك النقطة دي أنا ممكن أعمل فيها إيه المهم أنه مايتولدش في الحياة».
وترى فاتي، 20 عام، أنها أحسن أم بالعالم وأن جميع الإنجابيين أنانيون لأنهم يريدون الإنجاب بغرض إسناد أبنائهم لهم في الكبر والشيخوخة أو يرى جيناته في ابنه أو حتى يدعى أب أو تدعى أم، موضحةً مبرراتها لتبنيها فكرة اللإنجابية قائلة:«طفولتي كانت حزينة بسبب مرض والدي وأعتبر زواج والدي ووالدتي خاطئ من الأساس، لأنه شرط للزواج توافر القدرة المادية والعاطفية ليعيش الطفل حياة كريمة آمنة وهذا كان غير متوفر لدى والديّ من الأساس، فقد كان والدي يعاني من إعاقة وتوفي بعد إنجابي بفترة وعشت حياة وظروفا صعبة جدا»، لذلك قررت فاتي عدم الإنجاب منذ أن كانت صغيرة دون معرفتها أن هناك أشخاص يتبنون هذه الفكرة قائلة:«أنا بشمئز لما بشوف امرأة حامل وستلد وبحاول الوصول لمبررات ليه هاتلد طفل للحياة وكأني خُلقت لا إنجابية» هكذا أعربت «فاتي» عن كرهها الشديد للإنجابيين وتراهم أشخاصا ليسوا في قواهم العقلية السليمة، ولا ترى أي إيجابية للإنجاب، مضيفةً أنه لو أراد زوجها الإنجاب ستسمح له بأن يتزوج من غيرها وتنفصل عنه لأنها لن تنجب أبداً حتى لو أصبحت وحيدة طوال حياتها، وستنتحر إذا أصبحت تحمل طفلاً داخل أحشائها ولكنها أكدت استحالة حدوث ذلك لأنها قررت قبل الزواج إجراء عملية استئصال للرحم.
ويوضح عماد إبراهيم، 36 عامًا، أنه يعتنق فلسفة اللإنجابية لأسباب عدة منها أن كوكب الأرض ليس مكاناً صالحاً للحياة بدليل كل الأمراض والأوبئة والحروب والإرهاب والكوارث الطبيعية والصناعية، ولا يوجد أي ضمان بأن الطفل سيعيش سعيد لآخر يوم في حياته ومن الممكن أن يصاب بأمراض وراثية عند الولادة أو أمراض مزمنة أو أمراض لا شفاء منها تنتزع روحه وجسده أو أن يصبح ابنه يتيما ويتركه وحيداً ضعيفاً في مواجهة الحياة ولأن الوجود عبثي عدمي ولا فائدة ترجى منه ولأنه يرى أنه من الأنانية أن يوجد روح بريئة تتعذب فقط حتى يدعى أب وحتى يساعده في شيخوخته أو يعوله إذا حدث له مكروه أو حتى تستمر ذريته ونسله وسيرته لا تنقطع من الأرض ويرى أن هذا هراء حيث إن اسمه سينقطع بموت آخر من يتذكره ويوضح أنه لا يمكن بأي حال أن يأخذ موافقة ابنه علي المشاركة في هذه المهزلة الكونية ولو طلب منه ابنه أن ينجبه لن يفعلها رحمة به.
ويذكر «عماد»، أنه يضع فكرة اللإنجابية كحجر الزاوية الأساسي الذي يبني عليه منزله ويختار على أساسه زوجته وسيكون الاتفاق بينهما واضحا وصريحا بعدم الإنجاب ولو حدث وغيرت زوجته رأيها وأرادت الإنجاب سيقنعها بقدر المستطاع بالعدول عن رأيها وإن لم تقتنع فالانفصال هو الحل لأنه لم يغير قراره مطلقاً، ولو أصبحت زوجته تحمل طفلا وكان الإجهاض خطر على حياتها لن يعرضها للخطر ولكن إذا قررت أن تنجب طفلا وحملت وكان قرار الإنجاب نابعا من أنانيتها لكونها تريد أن تصبح أم سيطلقها وتتحمل هي مسؤولية قرارها.
تقول زينب علي، 27 سنة، إنها تحب الأطفال جداً ولا تريد لهم العذاب، لذلك هي تدعم فكرة اللإنجابية ولا تحاول إقناع أحد بكونها لا إنجابية وأنها ليس لديها القدرة على التربية وتولي مسؤولية طفل، وإن أصبحت تحمل طفلا ستتجه للإجهاض بغض النظر عن الأضرار.
محمد علي «اسم مستعار» 38 سنة، يوضح أسباب تبنيه لفكرة اللإنجابية لأسباب منها المسئولية الكبيرة التي يجب أن يتحلى بها من يريد الإنجاب وإدراكه أنه يجب أن يكون قادرا على الوفاء بمتطلبات أساسية يوفرها لابنه المستقبلي منها أن يكون وسط أسرة سوية ومجتمع سوي وأن يتلقى رعاية صحية جيدة ويتوفر له تعليم مثمر وهادف وأنشطة تساعده على النضوج وهي ظروف لا تتوفر بسهولة حاليا، وأنه يحب أن يركز على حياته وعمله وعدم فناء طاقته ومجهوده في سبيل تربية طفل يزيد من معاناة المجتمع وأن أي طفل يولد ليعاني وتنتهي معاناته بالموت، مؤكدًا أنه إذا حملت زوجته سيتناقش معها في إجهاض الجنين ولو كانت غير موافقة على ذلك ستكون هذه نهاية علاقتهما.
ترى ليلى، 39 سنة، أنها لا إنجابية وتبنت الفكرة من عشر سنوات مضت بسبب معاناتها وعذابها في الحياة وعيشها لكثير من المشاكل الصعبة، مضيفةً أنها ممتنعة عن الزواج نهائيا حتى لا تنجب طفلا يتعذب كما تعذبت هي ولو تزوجت يوما سيكون من شخص لا إنجابي مثلها، وأنها ترفض إدخال هرمونات مضرة لجسدها فلو أصبحت تحمل طفلا بالخطأ ستجهضه بلا شك أيًا كانت العواقب.
مؤمن ماهر، 25 سنة، يمتنع عن الإنجاب تهربًا من المسؤولية وليستمتع بحياته بعيدا عن تحمله لأعباء طفل قائلا:«ليه أجيب طفل وأصرف عليه بدون فايدة»، ولو غيرت زوجته رأيها في الإنجاب وقررت إنجاب طفل لن يطلقها مطلقا ولكن لن يتحمل مسؤولية الإنفاق عليه وليتركه إلى والدته تنفق هي عليه وتتحمل مسؤولية قرارها بغض النظر عن كونه معيلا لزوجته وأسرته قائلاً:«قراري من دماغي ما بدخلش الدين في أموري الخاصة وهي قررت ترجع في قرارها فتصرف هي عليه وتوفرله فلوس وحياة».