أستاذ علم نفس: المراهقة مرحلة عناد والانفتاح الثقافي لابد من حدوثه
صاحب التطور التكنولوجي وثروة المعلومات العديد من المزايا التي ساهت في تسهيل حياة البشر، وأيضًا حمل في طياته العديد من العقبات التي قد تشكل خطورة على مجتمعنا، منها الانفتاح الثقافي فعلى الرغم من نقله للمجتمع الشرقي مدى تطور الغرب في شتى المجالات، فإنه آثار تخوف المجتمع لما ينقله من أفكار قد تكون منافية لعاداتنا الإسلامية، خاصة لدى البنات في مرحلة المراهقة، لذا قمنا بالتواصل مع بنات ثانوي، لمعرفة مدى قبولهم لهذه الأفكار، وكان لابد من التواصل مع متخصص في مجال علم النفس لمعرفة كيف نحمي هؤلاء الفتيات من هذه الأفكار المنافية لأخلاق مجتمعاتهن.
الانفتاح بعيون الفتيات
قالت «شهد طاهر»، الطالبة بالصف الثاني الثانوي، إن الانفتاح الثقافي له مميزات لكن له عيوب كثيرة، فهي تهاجم التأثير المنافي للدين والتربية من خلال التعبير عن رأيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفةً أنها تتجنب التأثير عن طريق عدم الاستماع لمصادر الأفكار الغريبة، فهي مقتنعة بالعادات التي تربت عليها، لذلك هي رافضة للتأثير الثقافي الخارجي، موضحةً أن مرحلة المراهقة صعبة حيث تواجه تشتت في اتخاذ بعض القرارات، ولتجنب ذلك فهي تقوم بأخد نصائح والاستماع لأشخاص أكبر منها لتفادي المشاعر المضطربة، مشيرة إلى أنها لا ترفض الانفتاح الثقافى كله بل يمكن أن تتقبل التأثير اللغوي وبعض الفنون مثل الرسم.
وأكدت «رغدة صابر»، طالبة الثانوية، أهمية الانفتاح الثقافي مع الحافظ على ثقافتنا، فعلى الرغم من دعمها للانفتاح الثقافي فإنها تهاجمه ٳذا كان يدعم أفكار تخالف الدين، مضيفةً أنها لا تسمح لأي فكرة أن تسيطر عليها بل تقوم بالرجوع ٳلى والديها ٳذا رأت أفكار غير مرغوب فيها ومختلفة عن عاداتها، فهي تميل للتفكير العقلاني، مشيرةً إلى أنها تتأثر بثقافة اللغة.
وأضافت «سما ياسر»، طالبة ثانوي، أنها تتأثر بالانفتاح الثقافي حيث يساعدها على التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى مثل الكتب والروايات سواء العربية أو الأجنبية لتكوين صورة ذهنية، موضحةً أنها ترفض الأفكار المنافية لعاداتنا العربية والإسلامية التى ترعرعت عليها والتي أصبحت راسخة في نفسها، مشيرة إلى أن العادات والأخلاق أصبحت جزء لا يتجزأ من شخصيتها ويصعب أن تتأثر بالأفكار المنافية لأخلاقنا، مضيفةً أن أغلب قراراتها بناءاً على مشاعرها، وهذا يجعلها تقع في الأخطاء لكنها تكتسب خبرة.
وصرحت «آية أيمن»، طالبة ثانوي، أن الانفتاح الثقافي ينتج لها أفكار جديدة ومبتكرة، فهي تشعر أن شيء تغير في طريقة تفكيرها واختياراتها، مضيفةً أنها ترى أشياء محرمة في الدين والجميع يتجنبها، لكن يوجد أشياء خاطئة منتشرة يجهلها كثير من الناس فهذا يستدعي الاهتمام لأنه سيترك تأثيرات سلبية على المجتمع، موضحةً أنها تأخذ نظرة عامة عن ثقافة الآخرين لكن لا تتأثر بها.
في حدود الأدب
وأشارت «هنا ياسر»، من محافظة القاهرة، إلى أنها تتقبل الانفتاح الثقافي طالما لم يتعدى حدود الأدب والتربية والدين، فهى ترفض الأفكار المنافية لعاداتها بل يمكن مهاجمتها، فهي تستشير والدتها وأخيها أو شخص ذو خبرة قبل اتخاذ القرارات المصيرية.
وذكرت «جهاد حمادة»، طالبة في المرحلة الثانوية، أن الانفتاح الثقافي أولوية ضرورية لتقارب المفاهيم وتقريب المسافات الحضارية بين البشر، فهى لا تدعم التأثير الثقافي في كل شيء، حيث تقوم بتجنب الأفكار المنافية لقيمها بل يصل الأمر ٳلى مواجهتها لعدم تمادي الشخص الآخر، فهى تفضل التمسك بالعادات التي تربت عليها، ولتجنب الوقوع في الأخطاء تأخذ رأي شخص لديه خبرة، مضيفة أن الانفتاح على العالم لا مفر منه، ولكن علينا العمل على الحد من سلبياته مثل انتشار الجرائم وانحراف الشباب إلى المسار الخاطئ والوقوع في هاوية المخدرات، التي تؤدي إلى انتشار السرقات والتفكك الأسري، حيث إن الشخص يلجأ إلى أخذ الأموال لشراء هذه السموم أو يدمر أهله وذويه، ويحاول الكثير من الآباء عزل أبنائهم عن البيئة الخارجية اعتقاداً منهم أن هذا هو العلاج الفعال للحد من تأثير الانفتاح العالمي الهائل وثورة التقنية الحديثة، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية لكي نتجنب سلبيات الانفتاح.
وأشارت «نوران ناصر» طالبة في مدرسة جيهان السادات الثانوية بنات، إلى أن الانفتاح الثقافي يجعل الٳنسان يرى العالم بعين مختلفة بجانب جعله شخص اجتماعي بقدر الإمكان، فهو له تأثير لا مفر منه، ولكن يكمن الأمر فى الحد من التأثير السلبي عن طريق مواجهة وتجنب الأفكار المنافية للآداب وعدم السير خلف التريند والشو، مضيفة أنه ليست كل العادات صحيحة، لكنها تتمسك بالصحيح منها عن طريق الخبرة والتجارب دائماً تعطي لها انطباع أن أغلبية العادات التي نشأت عليها صحيحة.
وأكملت «نوران»، أنها قبل اتخاذ أي قرار ترى ٳيجابياته و سلبياته بجانب أخد رأي شخص موثوق به له تجربة مشابهة، مشيرة إلى أنها تكِن لبعض الثقافات الاحترام مثل احترام الكبير، والاعتزاز باللغة، لكن تتجنب الأفكار التي تحمل انحلال أخلاقي مثل النسوية والمثلية الجنسية والحريات الشخصية التي لا علاقة لها بالحرية غير أنها هلاك حتمي.
ومن جانبه صرح الدكتور «ٳسلام نظمي»، أستاذ الطب النفسي، أن مرحلة المراهقة هي تردد وتهور لدى الشباب، وأن الانفتاح الثقافي لابد من حدوثه، لكن يقع عاتق التعامل معه على أولياء الأمور، فتربية البنات مسئولية على كل أم وأب وليس على طرف واحد، مضيفاً أنه لتفادي الأفكار المنافية لعاداتنا يجب على الأهل تكوين صدمة تجاه هذه الأفكار عن طريق عرض تجربة مشابهة أفضل من تعنيفهم، لأن ذلك سيولد العناد لدى البنات وسيكون من الصعب التخلي عن هذه الأفكار، إلى جانب مصاحبة الأهل لأبنائهم، وفهم هذه المرحلة التي يمرون بها.