أروى حماد: الاستقلال في سن صغير جعلني أكثر وعيًا
راودتها فكرة الاستقلال المادي وهي في الثانية عشرة من عمرها، رغبةً منها في عدم تكليف والديها ما لا طاقة لهم به، فعلى الرغم من صغر سنها فقد قررت أروى حماد، ذات الستة عشر عامًا، الطالبة بالصف الثاني الثانوي، والمقيمة في محافظة القاهرة، أن تؤسس ماركة خاصة بها لتصميم الخِمارات وبيعها للفتيات تحمل اسم «خِمارات مولان» ، تحت شعار «حجابًا يرضي الله».
بدأت «أروى»، مشروعها في عام 2020، أثناء فترة انتشار «فيروس كورونا»، الذى أدى إلى صعوبة إتاحة فرص عمل، حيث كانت تتمنى شراء بعض الملابس ومنتجات العناية بالبشرة مثل كل فتيات جيلها، ولم يكن المصروف الذي يعطيه لها والدها كافيًا وكانت تخشى أن تُثقل عليه بمتطلباتها، حينها قررت هي وأختها التي تكبرها بستة أعوام، البحث عن عمل يوفر لهما دخلًا خاصًا، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تشتري كل شيءٍ تريده بالاعتماد على نفسها.
رغبت «صاحبة الستة عشر عامًا» ، في أن يوفر مشروعها شيئًا غير متاح في المتاجر القريبة من منزلها لتساعد جاراتها من الفتيات في الوصول إليه، ومن هنا قررت أن يكون لديها ماركة خِمارات؛ حيث إنها أكثر شيء تحتاجه هي وأختها ولم تستطع الحصول عليها في مكان قريب من منزلها، وأنشأت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«إنستجرام» تحمل اسم «خِمارات مولان»؛ للتسويق لمشروعها ولتكون وسيلة للتواصل مع عملائها في مختلف محافظات مصر.
أروى حماد
غمرت السعادة «طالبة الصف الثاني الثانوي»، عندما رحب والديها بفكرة مشروعها الذي سيكون بالشراكة مع أختها وسيعلمهما الاعتماد على أنفسهن والتعاون، وساعدتهما والدتهما في أول شهر ثم أصبحن يعتمدن على أنفسهن بشكل كلي، قائلةً عن مزايا تجربتها «بقيت أحس إني واعية في كذا مجال أكتر من أصحابي اللي من سني».
وعن الصعوبات التي واجهتها في بداية مشروعها، تقول «أروى»، إنها كانت تقوم بشحن الطلب للعملاء عن طريق البريد لأنه أقل في السعر وسيميزها عن أي ماركات أخرى، وفي هذه الحالة كان العميل سيقوم بتحويل المصروفات إليها قبل الشحن لأن البريد يقوم بتوصيل الطلب فقط دون استلام النقود، وحينها كانت الماركة الخاصة بها صغيرة فلن يثق أحد بها ويُرسل لها النقود قبل الاستلام، فكانت تضطر إلى شحن الطلب أولًا وتصوير الإيصال وإرساله إلى العميلة حتى تضمن أن الطلب تم شحنه بالفعل، وبذلك تكون خاطرت بالطلب لأنه في بعض الأحيان كان يستلم بعض العملاء دون تحويل المصروفات مما يعرضها للخسارة.
وبالإضافة إلى عملها الأساسي في مشروعها، تعمل «طالبة الصف الثاني الثانوي»، في روضة لتعليم الأطفال القرآن والعقيدة الإسلامية دون مقابل؛ حيث أتمت حفظ القرآن في الحادية عشرة من عمرها وترغب في تعليمه للأطفال لتكون ممن وصفهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حديثه «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، معربة عن سعادتها بتحقيق هذه الإنجازات في سن صغير، مضيفة «طموحي الفترة القادمة إني أحصل على إجازة في القرآن، وأكبر البراند بتاعي وأستعد لتالتة ثانوي».