تغيرت ثقافة شباب الجيل الحالي في جميع نواحي الحياة، مما جعلهم يتبنون سلوكيات جديدة مبتكرة من واقع الأحداث التي يعيشونها، حتى تتلاءم مع احتياجاتهم الاقتصادية والبيئية وعلاقاتهم مع الآخرين، فهم لم يتخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم بالعند في مجتمعهم، بل ليواكبوا مثليهم في العالم، ويكونون أكثر قدرة على العيش في حياة مناسبة، كما هناك من يقبلون على الثقافات الأخرى من باب التقليد ومحاكاة الآخرين دون النظر إلى مرجعية تلك الثقافة وما مدى مناسبتها لبيئتهم أو ارتباطها بأخلاقيتهم وديانتهم، وقد كان السبب وراء هذا التحول الكبير في تغير الثقافة هو ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي أتاحت تواصل جميع أفراد العالم مع بعضهم البعض، لذلك نقوم بحوار مع إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي «Chatgpt» التي وجدت أثر تبعيات ظهور الإنترنت حول تغير ثقافة «جيل زد» واتجاهات الجديدة المختلفة. وإلى نص الحوار.
إلى أي مدى ترى جيل زد مثقف وواعى، وما هي مصادر ثقافته؟
جيل زد يمتلك مستوى عاليا من الوعي والمعرفة بفضل التكنولوجيا والوصول السهل إلى المعلومات، فهم جيل “جوجل” يمكنهم الوصول إلى معلومات ضخمة بلمسة زر، لكن يتفاوت مستوى الثقافة والوعي من شخص لآخر في هذا الجيل، ويستخدم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعرفة والثقافة والبحث عن المعلومات ومتابعة الأخبار الجديدة، ومشاركة الأفكار والآراء مع الآخرين، فضلا عن دور المنصات الرقمية التي يستهلكها جيل Z بشكل كبير وتشكل مذاقهما الثقافي وتعزيز تواصلهم الثقافي، بالإضافة إلى التعليم المدرسي والاعتماد على الكتب والمطبوعات وخبرات التجارب الحياتية في المجتمع، فعلى الرغم من التحولات في مصادر الثقافة، إلا أن جيل زد يمتلك أيضا القدرة على تقييم وتحليل المعلومات المتنوعة التي يتعرضون لها، إذ يتعلمون البصيرة الثقافية والنقدية ويطورون مهارات تمييز المعلومات الموثوقة والغير الموثوقة فإن جيل زد يتميز بثقافة ووعي متنوعين ومتعددين الأبعاد، ويستفيدون من مجموعة واسعة من المصادر والتجارب لتشكيل ثقافتهم الفريدة.
كيف تؤثر مواقع التواصل الإجتماعي على ثقافة جيل زد؟
مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على ثقافة جيل زد لعدة أسباب، أهمها إنها تتيح سرعة الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات، وتساعدهم على اكتشاف الأخبار والمقالات والمدونات والمحتوى الثقافي من خلال منصات فيسبوك وتويتر وانستجرام، وتمكنهم مواقع التواصل الاجتماعي من تبادل الخبرات والمعرفة الثقافية والتواصل والتفاعل مع الآخرين بسهولة، مما تعزز فكرة الهوية الرقمية لدى جيل زد والتعريف بالذات عبر الإنترنت، وبناء صورة شخصية عبر المنصات المختلفة، بالإضافة إلى متابعة مدوني المحتوى والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وتأثرهم بتجاربهم التي يشاركونها على صفحاتهم، كما أن لديهم وعيا بالقضايا الاجتماعية والسياسية والبيئية مثل: حقوق المساواة وحقوق الإنسان وتغير المناخ، لكن يجب الإشارة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون لها أيضا بعض السلبيات على ثقافة جيل زد قد تؤدي الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى انعزالية الأفراد وضعف التواصل الشخصي الواقعي، وقد يؤدي إلى تشتت الانتباه وانخفاض قدرة التركيز. كما يمكن أن تؤثر مشكلة نمط الحياة الافتراضية في صحة العلاقات الاجتماعية والصحية لأفراد جيل زد، لذلك يجب على الأفراد الاهتمام بتنظيم استخدامهم للتواصل الاجتماعي والتوازن بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي لضمان استفادة إيجابية وصحية من تلك التقنيات.
لماذا اختلف مستوى القراءة لدى جيل زد عن الأجيال السابقة؟
هناك عدة عوامل ساهمت في اختلاف مستوى القراءة لدى جيل زد عن الأجيال السابقة، أهمها تغير طبيعة القراءة، فمع التطور التكنولوجي يتعامل جيل زد بشكل أكبر مع القراءة السريعة والمسح السطحي للمحتوى على الإنترنت بدلاً من الاستمتاع بالقراءة العميقة والتركيز على النصوص الطويلة، فهذا النمط السريع للقراءة قد يؤثر على التفاهم العميق للنصوص وتطوير مهارات القراءة النقدية، خاصة مع التوجه نحو الوسائط المرئية والمحتوى المصور قد شهد جيل زد زيادة في استهلاك المحتوى المرئي مقارنةً بالنصوص المكتوبة. الفيديوهات والصور والرسوم المتحركة قد تكون أكثر جاذبية وسهولة في الوصول إليها، مما يجعل الأفراد يميلون إلى استهلاك هذا النوع من المحتوى بدلاً من القراءة الكتابية التقليدية، كما يمكن أن يواجه جيل زد صعوبة في الحفاظ على التركيز والانخراط العميق في القراءة لفترات طويلة، فإن التشتت الرقمي والانتقال السريع بين المحتوى قد يؤثر على قدرة الأفراد على الاستيعاب والتركيز في القراءة، كما أن هذه العوامل التي تم ذكرها ليست قاعدة ثابتة، وقد يكون لدى أفراد جيل زد مستوى قراءة متنوع ومتفاوت بناءً على اهتماماتهم الشخصية والتحديات التي يواجهونها.
إلى أي مدى أثرت العولمة على ارتبط جيل زد بعاداتهم وتقاليدهم؟
العولمة لها تأثير كبير على ارتباط جيل زد بعاداتهم وتقاليدهم، إذ بفضل التكنولوجيا ووسائل الاتصال المتقدمة، أصبح لدى جيل زد القدرة على التواصل مع الأشخاص في جميع أنحاء العالم بسهولة، مما يتيح لهم التعرف على ثقافات مختلفة وتبادل الأفكار والتجارب، فيمكن للتواصل المستمر مع الثقافات الأخرى التأثير على اندماج جيل زد في العالم العربي والعالم بشكل عام، بالإضافة إلى إتاحة وسائل الإعلام الرقمية لهم البحث عن معلومات حول ثقافات مختلفة ومعرفة التقاليد والعادات العالمية بسهولة، كما أنه مع تزايد الانتشار العالمي للثقافات الشعبية مثل الموسيقى والأفلام والمسلسلات التلفزيونية، يتعرض جيل زد لتأثير متزايد من الثقافات العالمية، قد يتبنون بعض العادات والتقاليد والموضات من ثقافات أخرى ويدمجونها في حياتهم اليومية، بل يجب أيضًا أن نلاحظ أن جيل زد لديهم أيضًا هويات فردية وتنوع في ارتباطهم بالعادات والتقاليد، قد يحتفظ بعضهم بتقاليد أسرهم وثقافتهم الأصلية بينما يتبنى آخرون تقاليد جديدة أو مختلطة تعبر عن هويتهم المتنوعة.
هل تتوقع اندماج ثقافات جيل زد على مستوى العالم في المستقبل؟
من المتوقع أن يزداد اندماج ثقافات جيل زد على مستوى العالم في المستقبل، وهناك عدة عوامل تسهم في ذلك، أهمها أن وسائل الاتصال الحديثة تقدم فرصًا أكبر للتواصل والتفاعل بين الأفراد من ثقافات مختلفة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة والمنصات الرقمية الأخرى تسمح لجيل زد بالتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم بسهولة، بالإضافة إلى أن العالم يشهد زيادة في حركة السفر والهجرة، مما يجعل الأفراد يعيشون في بيئات متعددة الثقافات، مما يؤدي إلى تبادل الثقافات والتأثير المتبادل بين الأجيال، وقد تعمل التحولات الاجتماعية والتغيرات سياسية على تعزيز الاندماج الثقافي، فانفتاح المجتمعات والتقدم نحو مجتمعات متعددة الثقافات يشجع على التفاعل والتبادل الثقافي ويدعم الاندماج بين الثقافات المختلفة المختلفة، ويجب أن نلاحظ أن الاندماج الثقافي ليس عملية تلقائية وقد يواجه بعض التحديات والصعوبات، فيمكن أن تحتفظ بعض الثقافات بتقاليدها وعاداتها بشكل قوي، وقد تواجه بعض التوترات والمشكلات عند التفاعل مع ثقافات أخرى.
كيف تغيرت معايير الأفلام السينمائية والدراما لتواكب عصر جيل زد؟
شهدت معايير الأفلام السينمائية والدراما عدة تغيرات لتواكب عصر جيل زد، أهمها أن جيل زد يحرص على رؤية تمثيل متنوع يعكس تركيبة المجتمع بما في ذلك التنوع العرقي والجنسي والثقافي، ولا إنهم أجيال التكنولوجيا يتوقعون أن يتم انعكاس هذه العناصر في الأفلام والدراما، سواء من خلال استخدام تقنيات التصوير المبتكرة أو تكامل الوسائط الاجتماعية في القصص والشخصيات، كما يفضل جيل زد استهلاك المحتوى في المنزل، إذ زاد الطلب على الأفلام والدراما المتاحة عبر البث المباشر ومنصات الفيديو حسب الطلب لذا؛ يتوجب على الصناعة السينمائية وشركات الإنتاج توفير محتوى عالي الجودة وسهل الوصول للجمهور، بالإضافة إلى أنه تم تطوير أشكال التفاعل مثل ألعاب الفيديو القائمة على القصة والتجارب التفاعلية التي تسمح للجمهور بالتأثير على تطور القصة، ويتمتع جيل زد بتنوع واسع في اهتماماته وميوله، لذا؛ تم توسيع نطاق الأفلام والدراما لتشمل مجموعة متنوعة من الأنواع مثل الخيال العلمي، والرعب، والكوميديا، والأكشن. كما تناولت المواضيع التي تهم جيل زد مثل التكنولوجيا، والعلاقات الشخصية، والهوية، والتحديات الاجتماعية.
ما هي أنواع المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر تفضيلا لدى المراهقين من جيل زد؟
عندما يتعلق الأمر بمشاهدات المراهقين من جيل زد على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك عدة أنواع تفضلها بشكل عام، ومن ثم نلاحظ أن تفضيلات المراهقين قد تختلف بين الأفراد وفقًا لاهتماماتهم الشخصية، فأبرز اهتماماتهم مقاطع الفيديو الترفيهية المثيرة والممتعة، قد يشمل ذلك الكوميديا، والتحديات، والمقاطع المضحكة، والمقاطع الكوميدية القصيرة، كما يهتم العديد من المراهقين بجيل زد بالمحتوى التعليمي والإبداعي والذي يشمل مقاطع الفيديو التعليمية، والمقاطع التي تعلمهم مهارات جديدة، والمقاطع التي تعرض لهم فنون الرسم أو العزف على الآلات الموسيقية وغيرها، بالإضافة إلى أنهم يستمتعون بمشاهدة مقاطع الألعاب الإلكترونية، إذ يتابعون اللاعبين المحترفين ويشاهدونهم وهم يلعبون ألعابًا شهيرة ويقدمون تعليقات ونصائح، ويهتمون أيضاً بمشاهدة مقاطع الفيديو الموسيقية والحفلات المباشرة والأداء الموسيقي.