الجمال من منظور مراهقات جيل زد.. داخلي أم خارجي

صورة توضيحية
الثقة بالنفس شعار حياة مراهقات «جيل زد»

يقولون إن الجمال هو جمال الروح، هذا ما نسمعه في مجتمعنا، ولكن هل هذه حقيقة، هل المجتمع حقا يعتمد هذا المعنى ويطبقه؟، منظور الجمال يختلف من فرد إلى آخر وبالتركيز على الفتيات في سن المراهقة سنجد أن معايره مختلفة تماما، فهن في هذا السن يسمعون ويرون الكثير مما يؤثر على مفهوم الجمال بالنسبة لهم، والذي بدوره يؤثر على ثقتهن بأنفسهن، لذلك هنا وفي هذا التحقيق، نحن جيل زد أردنا أن نعرف كيف تفكر الفتيات في سن المراهقة وبالتركيز على من هم في الصف الثانوي، حتى نعلم ما مدى وعيهم بمفاهيم الجمال والثقة بالنفس.

توضح روضة أحمد، 18 عاما، أنها لم تشعر من قبل أنها ليست جميلة، فالجمال نسبة لها هو نقاء الروح، وخفة الدم مضيفة «الجمال الي جوا أهم من الي بره» وعلى الرغم من أنها فقدت الثقة بنفسها من قبل إلا أنها تعلمت وأصبحت لا تتأثر بحديث أي أحد، كما أن تقربها من ربنا ساعدها على استعادة ثقتها بنفسها، وتتفق يومنا سيد، 17 عاما، مع روضة في أن الجمال نسبة لها يعني نقاء الروح وجمالها، وتذكر أنها في صغرها لطالما كانت تتأثر بحديث الآخرين حول جمالها، ولكن بعدما نضجت هي علمت أن أهم شيئا هو جمال الروح والثقة بالنفس، وتقول إن ما من شيء جعلها تفقد الثقة بنفسها من قبل سوى مستواها الدراسي التي أتى عليه فترة ولم يكن بأفضل حال، ولكنها تخطته وعادت ثقتها بنفسها وبمستواها الدراسي.

تقول هنا أشرف، 18 عاما، إنها ترى أن معنى الجمال يأتي من الثقة بالنفس معلقة «أي حد واثق من نفسه هيشوف نفسه حلو وهيتقبلها زي ما هي»، مضيفة أنها تحب مظهرها وشخصيتها، ودائما ترى نفسها مميزة عن الآخرين، وإذا أتت لها الفرصة لتغيير مظهرها أو شخصيتها هي لن تأخذ بها ولن تغير أي منهم، فهي ترى أن الثقة تعني تقبل النفس بكل ما يتعلق بها وأن يكون لها رأيها المستقل، وتذكر أنها لم تفقد ثقتها بنفسها من قبل ودائما ما يكون هناك حدود بينها وبين من تتعامل معهم ولا يمكن لأي أحد أن يتعدى هذه الحدود.

تخبرنا تسنيم سعيد، 18 عاما، أن الجمال نسبة لها يعني جمال الخلق، المعاملة، والتقدير، وتوضح لنا أنها شجاعة وجريئة وهذا ما يجعلها تثق بنفسها، على الرغم من أنها حاليا فقدت الثقة بنفسها أثر العديد من الأمور والأشخاص إلا أنها تعمل على إعادتها وإصلاح هذا الخلل.

صورة أرشيفية

تذكر رضوى سعيد، 17 عاما، أن الجمال الخارجي نسبة لها هو أن تكون عينيها تشعر براحة وهي تنظر لشيء ما أو شخص ما، والجمال الداخلي عندها هو جمال الأخلاق، فهي ترى ما دام الإنسان حسن الخلق فهو جميل، وتضيف أنها لم تشعر من قبل في نقص في جمالها الداخلي، ولكنها تشعر بنقص جمالها الخارجي وهذا عندما تفكر في معايير الجمال التي وضعها البشر والتي يجب أن تكون متسقة معها حتى لا تكون غريبة عن من حولها، والثقة نسبة لها تكون في أفضل مراحلها عندما تكون ذات مظهر جيد وترتدي ما هو جميل فحينها تكون الثقة في نفسها عالية جدا، كذلك عندما تجد نفسها على دراية بمعلومات حول موضوع محل النقاش، وتعلق رضوى أنها أحيانا تفقد الثقة بنفسها وهذا يحدث عندما تجد جميع من حولها يتقدمون وهي واقفة مكانها دون حركة «في الوقت ده بحس إن أنا شخص فاشل»، ولكنها حتى تتغلب على مشكلة الثقة هذه تظل تقنع في نفسها أن ما تفعله الآن وتقم بدراسته ليس شرطا أن يكون هو المناسب لها، ولكنه قد يكون الطريق إلى ما يناسبها لاحقا.

وتحدثنا أمنية أشرف، 17 عاما، عن مفهوم الجمال بالنسبة لها، وتقول إنه مؤخرا أصبح ليس معتمدا على المظهر، أصبحت ترى جمال الناس الداخلي وليس المظهر الخارجي، وتذكر لنا تجربة مرت بها وأدت إلى شعورها في نقص جمالها الخارجي، وهذا عندما قالت واحدة كانت تكن لها مشاعر طيبة أنها مظهرها ليس جميلا، ولكنها حاولت أن تهزم هذه المشاعر السلبية، وأصبحت تصادق أشخاصا جيدين يرون فعلا جمالها الحقيقي، ويمدحون جمالها الداخلي، والخارجي، وتضيف أن ثقتها بنفسها اهتزت من قبل لذات السبب وكون أننا نعيش في مجتمع يضع معايير للجمال الخارجي، ولكنها تخطته بعدما أدركت جيدا المعنى الحقيقي للجمال والثقة بالنفس.

وننهي حديثنا مع مي حسن ، 18 عاما، والتي تتفق مع كافة آراء الفتيات الأخريات حول معنى الجمال معلقة أن هناك أشخاصا قد يكونون في غاية الجمال الخارجي، ولكن داخليا هم الأسوأ والعكس صحيح، وعنها هي فلم تشعر مطلقا بنقص في جمالها، ولديها ثقة عالية جدا في نفسها، والسر وراء ثقتها العالية في نفسها هو كونها تدرك جيدا أن الله خلق الناس كلهم في أحسن حال، ولا يوجد إنسان يستطيع أن يجعل ثقتها بنفسها تهتز.

Scroll to Top