في السنوات الأخيرة انتشر بشكل كبير محتوى نقد الأفلام والمسلسلات على السوشيال ميديا ، فأصبح هناك عدد كبير من الجمهور يتابع هذا المحتوى ليتعرفوا على أفضل المسلسلات، والأفلام ، مثل المحتوي الذي يقدمه محمد طاهر، وأحمد كمال على السوشيال ميديا.
فذكر صانع المحتوى محمد طاهر أنه كان يعمل كمراسل، ومُعِد بالقنوات التليفزيزنية، وبدأفكرة فيلم في الخمسينة في 2020، وطور محتواه فقدم فيديوهات تلخيص الأعمال الدرامية في وقت الكورونا، ومحتوى النقد الساخر للأفلام، والمسلسلات، وأكد أن العمل على السوشيال ميديا يجعله حر بشكل أكبر من العمل في القنوات التليفزيونية.
يصف محمد طاهر تجربته في نقد المسلسلات ، وتحديدًا المسلسلات الرمضانية بأنها تجربة لطيفة، حيث إنه يقوم بصناعة محتوى الناس تحبه وتنتظره، ولكنه يؤكد دائمًا صعوبة الموضوع بسبب عدم تقبل الناس أحيانًا نقده، وآراءه في مسلسلات معينة، كما أن صعوبة مهنته تكمن في متابعة كل الأعمال الدرامية، ثم كتابة الإسكريبت والتصوير والمونتاج.
وأضاف إنه عندما يقوم بصناعة حلقاته يكون هناك ثلاث فئات يراعيهم، وهم صناع الأعمال الفنية من الممثلين والمخرجين والذين بنسبة كبيرة يتقبلون نقده، والصحفيين الفنيين، ونقاد الفن، والجمهور، فهو يراعي ألا يسبب المضايقة في نقده لأي من الفئات الثلاثة، دون الإنحياز لأي فئة،ويؤكد أنه شئ طبيعي أن الناس كلها لن تتفق على نقده لعمل معين، وأضاف أنه إذا حدث عليه هجوم، فهو يستطيع أن يتعامل، معه، ويتقبله.
و أكد أنه يتفاعل مع الجمهور ، ويهتم برأيه حيث أن أي صانع محتوى لن يستطيع أن ينجح من دون أن يعرف ماذا يحب الجمهور، فهو يهتم بكتابة محتواة بطريقة تناسب كل الجمهور، كما أنه يهتم بقراءة التعليقات على الفيديوهات الخاصة به، فيجب أن يكون هناك قراءة لآراء الجمهور، وتفضيلاته، فهناك أمران أساسيان في صناعته للمحتوى ، وهو ما الذي يريد أن يقوله، والطريقة التي يستخدمها لإيصال المحتوى للجمهور، و أكد أنه سعيد بأن الجمهور يحبه، ويحب المحتوى الذي يقدمه.
و قال أحمد كمال، صاحب قناة «بتاع أفلام » على يوتيوب، و هو يقدم محتوى خاص بنقد الأفلام والمسلسلات، و أكد عشقه للأفلام، وعمل في البداية في شركة، ثم بدأ قناته علي اليوتيوب، وأول فيديو حقق نجاحا كبير، عندما قام بعمل سلسلة فيديوهات عن المسلسلات الأفضل والأسوأ في رمضان، لكن هناك عدد من النجوم لا يتقبلون النقد الذي يقدمه، ويحدث أحيانًا أن يتم حذف لفيديوهاته، ولكن يوجد ممثلين يتقبلون نقده بكل موضوعية.
وقالت ماجدة خير الله، الناقدة الفنية، إن نقاد مواقع التواصل الاجتماعي لا يستطيعون أن يكونوا مؤثرين بشكل فعال في المجتمع، إلا عند تقديم تحليل منطقي للعمل الفني وأداء الممثلين، خاصة أن تلك النوعية من النقد يكون أصحابها غير مجبرين على التحفظ في إبداء آرائهم والتي يجب أن تكون أكثر قرابة للشارع المصري، فضلاً عن أن طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي تتيح التعبير عن الرأي بحرية وبأسلوب خاص يجذب المشاهدين لهم، كما أنه على النقيض تماماً إذا كان الناقد أو صانع المحتوى يريد التحدث عن الأعمال الدرامية بشكل هزلي وساخر وليس لديه رأي له قيمة حقيقة، فلا تسمح له الفرصة للإستمرار، لأن الجمهور عادة يتابعون من يحترم عقولهم ويقدم لهم المحتوى الأقرب لهم .
وذكرت الناقدة الفنية، أن سبب رفض البعض لوجود صناع المحتوى الذين ينتقدون الأعمال الفنية على مواقع التواصل الاجتماعي هو اعتياد المجتمع على فكرة الرأي الواحد، وعدم تقبل الرفض والاعتراف بالخطأ والخوف من النتائج السلبية التي تعود على سمعة الممثلين والعمل الفني كله، لكن أتاحت السوشيال ميديا لوجود الرأي الإيجابي والسلبي معًا ، ولا يستطيع أحد إخفاء إحداهما، موضحة أن الجمهور هو الحاكم الأول والأساسي على الأعمال الفنية ولا يمكن توجيهه بشكل أو بآخر على متابعة أحد المسلسلات على حساب الأعمال الفنية الأخرى الأفضل.
أشارت الناقدة ماجدة، أن «التريند» هو أداة لقياس مدى تداول الموضوعات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي، ولكنه غير مستمر ولا يعتبر مقياسا لنجاح عمل درامي كامل مدته شهرا أو نصف شهر، إذ يمكن اسم مسلسل معين أو ممثل ما يكون في صدارة «التريند» ليوم أو يومين أو ثلاثة فقط، لكن لا يتضمن المسلسل قصة درامية جدية لها معنى، مضيفة أن هناك العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لعمل درامي معين بشكل مكثف لتزيد من نسبة المشاهدة يومياً، ويحرصون على زيادة عدد اللقاءات الإعلامية للممثلين في العمل الدرامي طوال شهر رمضان حتى يستمر الحديث عن تلك الأعمال، لكن بمجرد انتهاء هذا الموسم الدرامي عادة ينتقى المشاهد للأعمال ذو قيمة ويتم تكرار متابعتها أكثر من مرة، وتندثر الأعمال الفنية التافهة التي ليس لقصتها أي منطق.
استطرقت خير الله، إلي نوعية الجمهور الذي يستجيب بشكل سريع للأحكام المسبقة على الأعمال الدرامية التي يطلقها بعض الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك انتقادات تصدر حول العمل الفني من البوستر الرسمي الأول له قبل نزوله على القنوات التلفزيونية تتمثل في الاستهزاء من ديكور المسلسل أو ملابس الممثلين دون معرفة القصة التي يتضمنها العمل، مشيرة أن هذا الجمهور ليس له فكر أو أساسيات واضحة يحكم من خلالها على العمل الفني، وينتظر من يصدر رأيه ليتبعه دون التوقف عند ذلك الرأي، وتحليله جيدًا.