بين الواقع والخيال.. «جيل زد» يرصد آراء الشباب حول دراما رمضان 2024

صورة أرشيفية

دائمًا يأتي مارثون دراما رمضان، حاملًا معه الكثير من القصص والحكايات فمنها ما هو واقعي يعكس الواقع ومشكلاته وكل ما نمر به، ومنها ما هو خيالي لا يمس الواقع بصلة، وهناك الكثير من المسلسلات التي تعرض قيم إيجابية وأيضاً سلبية، لذلك قام «جيل زد» بعرض بعض آراء الشباب حول دراما رمضان هذا العام 2024 لمعرفة هل كانت تعكس الحياة بشكلها الواقعي أم مجرد خيال؟

قالت ياسمين سيد، 23 عاما، إنها تشاهد مسلسلات قليلة هذا العام ولكنها ألقت اختيارها على أهم أعمال درامية تناقش قضايا اجتماعية وثقافية وسياسية مهمة ومؤثرة، مثل مسلسل الحشاشين، ويحيي وكنوز، لكونهم أكثر واقعية وتصوير للحقائق والدليل إقبال الجمهور عليهما، ولكن يؤخذ على المسلسلات رمضان هذا العام أنها مفتقرة للدعايا في وقت تعاني فيه الدراما المصرية من التهميش، مؤكدة أنها لا تشاهد المسلسلات بغرض التسلية، وكل دقيقة تمر حاملة معلومة مميزة وهدف ما.

وذكر منصور مجاهد، 24 عاما، أنه يتابع مسلسل المداح؛ لحبه الشديد للرعب ولكونه أكبر عملا دراميا مصريا مصنوعا بكل دقة، مضيفاً أن مسلسل المداح يلفت نظره على مدار الأربعة مواسم، ووظيفة الدراما عموما هي تجسيد الواقع بفرحه وحزنه، ولكن لا بأس إذا امتزج ذلك ببعض الخيال لأن ذلك يجمله أحياناً، وذكر «مجاهد» أن في الدراما المصرية يتم حصر الأدوار في أشكال معينة، كأدوار الشر أو البطولة، متمنياً ظهور التنوع في الفترة القادمة وتطوير الفنانين لأنفسهم، وتتفق معه إيمان صلاح، 20 عاما، كونها تحب نوع المسلسلات الكوميدية بشكل عام، والنوع الذي يناقش المشكلات الاجتماعية ويعالجها من زوايا مختلفة، مضيفة أنه مؤخراً ظهرت على شاشات التلفزيون مسلسلات بحلقات قصيرة تناقش موضوعات مختلفة مثل إلا أنا وغيره، وموضوع عائلي، لكنه لا يعكس الواقع الفعلي بشكل كامل بل يمتلئ بالخيالات.

كما قالت عبير سعيد، 25 عاما، إن ما يجذبها لمشاهدة مسلسل بعينه هو القصة نفسها والسيناريو، وتميل للأعمال الدرامية الواقعية البعيدة كل البعد عن الخيال، ولكن ترى أن مسلسلات رمضان هذا العام مفتقرة للدين والأخلاق، ولم يكن ذلك هذا العام فقط فحسب بل هو مجرد ازدياد للكفر، متمنية إطلاق مسلسل يخاطب فئة الشباب وخاصة الجامعيين لمناقشة كافة أوضاعهم، وأيضاً مسلسل عن التفكك الأسري وعلاجه أي تسليط الضوء على المشكلات الحقيقية بالفعل وتقديم حلول لها.

كما أوضحت فاطيمة جمال، 22 عاما، أنها تتابع مسلسل لحظة غضب، وأشغال شقة، والكبير أوي، مع ذكر أن الشيء الذي يجذبها للمشاهدة يختلف من مسلسل لآخر، فتتابع الكبير لأنه أصبح روتينا سنويا، بينما أشغال شقة ولحظة غضب لعرضهم أفكار جديدة ومختلفة، بالإضافة إلى فن اختيار الممثلين لأداء هذا الدور، معلقةً «أحياناً المسلسلات بتمثل الواقع الفعلي زي مسلسل أعلى نسبة مشاهدة يعرض ظاهرة موجودة دلوقتي بشكل واضح»، في حين افتقار مسلسلات هذا العام للاحترام وعدم مراعاة هذا الشهر الكريم، وظهر ذلك في معظم المسلسلات، وأيضاً عدم وجود فكرة مسلسل يدعم الجو العائلي، ولكن تشاهد المسلسلات لمجرد التسلية.

وأكدت هايدي أحمد، 19 عاما، أن كل مسلسل يتضمن فكرة معينة، فمثلا مسلسل المداح يقوي من عقيدة الإيمان التي تجعلك قادرا على التحدي والتخلص من مخاوفك، ومدى وقوف الله بجانب عباده، وأيضاً مسلسل نعمه الأفوكادو وهو توضيح لبعض النقاط مثل الحب من طرف واحد، والرغبة في الحصول على المال وتغلبه على الحب، وشر القريب أكبر من الغريب، ومسلسل الكبير أوي يبرز أشهر الأمور التي تلفت الجمهور، بالإضافة إلى «إمبراطورية ميم» هذا المسلسل يوضح دور الأب العظيم في ظل غياب زوجته ورعايته لأولاده بمفرده، وأخيراً “أعلى نسبة مشاهدة” الذي يعرض الحالات التي يمر بها جيل Z وهو اللجوء للحب والارتباط غير الشرعي وإبراز معاملة الأهل لهذا الجيل، وتوضيح تأثير السوشيال ميديا على الشباب وكيف يقلده الجيل الأصغر.

وقالت حنان محمد، 20 عاما، «إن الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام ليست دائما تمثل الواقع بل تحتوي على الكثير من الخيال ولكن أحيانا يمكن الاستفادة من تلك الأعمال فأغلب الأعمال الدرامية لا تحتوي على هدف أو قيمة إنسانية يمكن أن يستفيد منها المشاهد ففي رأي أن المسلسلات الحالية مجرد تسلية فقديمًا كانت نسبة الاستفادة أكبر ومشكلاتها واقعية مثل مسلسل ونيس وأتمنى أن تكون الدراما المصرية ذات قيمة تربوية وأخلاقية».

وقالت ندى علي، 22 عاما، أنها تشاهد مسلسل كامل العدد +١ ومسار إجباري لأنه يحمل الكثير من القيم فأكثر ما جذبها في قصة تلك المسلسلات هو الجو الأسري والعائلي والمرح الذي يوجد بين أفراد الأسرة ويجذبها أيضاً المسلسلات التي يوجد بها انتقام بروح كوميديا، وأضافت أنها تعتقد أن دراما رمضان هذا العام تمثل الواقع بشكل كبير ويوجد جزء كبير منها يعكس حياتنا الواقعية ورغم ذلك يوجد جزءا من الخيال وهو ما يضيف جو للحبكة الدرامية، وأوضحت «أحيانا استفيد من المسلسلات بمعلومات لم أكن أعرفها في الواقع ومن وجهة نظري أن دراما رمضان هذا العام تفتقر المحتوي العلمي ولا يوجد عمل درامي يتناول محتوى طبيا أو معلومات طبية وأتمنى أن يتم عمل مسلسل بروح طبية».

وقال محمد رشاد، 19 عاما، «شاهدت هذا العام مسلسل كامل العدد لأنه يحتوي علي فكرة واقعية ورسالة مهمة تمثل الواقع الفعلي في الوقت الحالي ويركز علي أكثر من قضية خاصة بالشباب ويحاول تقديم حلول لها»، وأضاف محمد أنه لا يشاهد إلا المسلسلات التي تحمل فكرة أو تناقش قضية مهمة ويرى أن دراما رمضان هذا العام تحتوي على القليل من الأعمال التي تناقش قضايا واقعية ويتمنى أن تهتم الدراما بمشاكل الشباب وتقديم حلول لها وليس فقط عرض للمشكلة.

وقالت هايدي مصطفى، 24 عاما، إن مسلسل أشغال شقة هو أكثر فكرة واقعية لأنه يحكي قصصا تمثل جزءا من حياتنا بشكل كوميدي وجذاب وهي تستفاد منه بشكل كبير لأنه ينقل مشكلة في معظم البيوت، وشددت هايدي على أن معظم الأعمال الدرامية هذا العام نقلت صورة سلبية عن الحجاب وبعض الأفكار غير المتصلة بالواقع وأن الدراما هذا العام هدفت بحد كبير إلى التسلية بغض النظر عن الاستفادة منها.

وقال حسن تامر، 25 عاما، إن الأعمال الدرامية هذا العام مفتقرة الواقعية والالتزام والتحلي بالأخلاق، فتعكس صورة الشباب الحالي بصورة سيئة وأنه غير ملتزم دينيًا وأخلاقيًا وكون هذا الجيل، جيل المافيا والعصابات فلا يوجد عمل درامي خال من الألفاظ البذيئة وتجارة المخدرات.

وأضاف محمد مهيب، 20 عاما، أن بعض المسلسلات واقعية والبعض الآخر خيالية لكنه لا يستطيع الحكم بشكل كامل لأنه لم يواكب الأحداث الماضية التي تتجسد الآن، مؤكداً أنها أصبحت مفتقرة للشغف وغياب رونق انتظار الحلقة التالية بفارغ الصبر، وأيضاً يجب إعطاء الفرصة للكوادر الشابة لأن المسلسلات قاصرة على أشخاص كبيرة فقط.

Scroll to Top