نرى أن جيلنا هذا أصبح ذات اهتمام قوي بالذهاب إلى الجيم، والاعتناء بشكل أجسادهم، وقد يأتي هذا الاهتمام أحيانًا على صحتهم، وبعضهم قد يصابون بأمراض خطيرة إن لم يكن هناك متابعة مستمرة من المدرب وخبير التغذية، لذلك نحن جيل زد أردنا أن نعرف ما هي دوافع الشباب للذهاب إلى الجيم، وما الذي يعود عليهم، وفي ماذا يعتمدون في اختيارهم لجيم بعينه، كذلك تحدثنا مع مدربين مختصين لمعرفة أسبابهم للعمل في تخصص كهذا، وكيف أهلوا أنفسهم لهذا العمل، وما الذي يقدمونه، وكيف يرى اخصائي التغذية هذا الأمر؟
يخبرنا محمد أحمد،23عاما، إنه يذهب إلى الجيم لتحسين أدائه الرياضي نظرا لأنه يهوى لعب كرة القدم، ويقول إن الذي يعود عليه من الذهاب إلى الجيم أن نشاطه البدني يزداد، ويعمل على تقوية عضلاته وزيادة مرونته، ويضيف لنا أنه يقوم بتمارين الكارديو والمقاومة معلقا أن الجيم كذلك يوفر له جدول غذائي عالٍ فيما يتعلق بالبروتين مع وجبات خفيفة غنية بالبروتين والدهون الصحية، ويوضح لنا محمد أن اختياره للجيم أتى بناء على قرب مسافته من المنزل وتنوع الأجهزة وجودتها مع مراعاة وجود أخصائي تغذية ذات كفاءة عالية.
يذكر لنا أحمد عيسى،21عاما، أنه يذهب إلى الجيم حتى يزداد وزنه، ويبني عضلات كذلك للتعافي من إصابة خلع في الكتف، وذهابه للجيم يعود عليه بالصحة والحالة المزاجية الأفضل، ويوضح أن ما يمارسه هناك هى تمارين المقاومة، ويضيف أحمد «الجيم يوفر لي جدولا غذائيا يضم تناول الوجبات الغنية بالبروتين بعد التمرين والوجبات الغنية بالنشويات قبل التمرين»، ويعتمد عيسى في اختياره للجيم على توافر الأدوات والأجهزة الحديثة ووجود مدربين متخصصين.
وتقول فاطمة محمد، 21 عاما، إن السبب الرئيسي الذي دفعها للذهاب إلى الجيم هي نحافتها وضعف مناعتها «أنا جسمي رفيع أوي، وبتعدي من أي حد بسهولة وبصعوبة أوي لما أخف، وكمان كنت عايزه ابني عضلات»، مضيفة أن مع مواظبتها المستمرة على الذهاب إلى الجيم أصبحت صحتها أفضل، وجسدها أصبح قوامه أفضل بكثير عن ذي قبل، وذكرت لنا فاطمة أن ما تقوم به في الجيم هي تمارين الكارديو، ورفع الأثقال، وعن النظام الغذائي أوضحت أن الجيم لا يوفر لها نظام غذائي، ولكن لأنها طالبة تدرس التغذية العلاجية فهي مدركة إلى ما يحتاجه جسدها في ظل ما تفعله من تمارين، وعن اختيارها للجيم التي تتدرب فيه فقد وافقت كل من أحمد ومحمد في أسباب اختيارهم.
تخبرنا حبيبة عماد، 22 عاما، أنها تذهب إلى جيم حتى تعمل على نقصان وزنها، وتضيف أن الجيم يساعدها في الشعور أن حركتها خفيفة، ولديها طاقة، وتمارس تمارين الكارديو، وفيتنس، ويوفر الجيم لها نظام غذائي يضم 3 وجبات، والوجبات تكون خالية من الكربوهيدرات مثل الخبز، والمعكرونة، والأرز، وتعتمد على الفاكهة والخضروات في أخذ الكربوهيدرات، وأكثر ما يهمها في اختيار الجيم هو أن يكون المدرب متابعا معها دائما.
أراء المتخصصين
وشرحت الدكتور ريهام خالد، أخصائية التغذية، أن الثقافة العامة المنتشرة بين الشباب حاليا هو التعجل في أخذ طرق سريعة جدا حتى يبني عضلات، ويعمل على نقصان وزنه، ولا يعير أية أهمية إلى الضرر الذي قد يعود عليه لاحقا إذا لم يهتم بنظامه الغذائي، وتضيف ريهام، أن الجيم هو وسيلة مساعدة للحرق، والأصل في نقصان الوزن 80٪ يكون معتمدا على نظام غذائي جيد، و 20٪ رياضة، ولكن الشباب عندما يذهبون إلى الجيم بعضهم ينبهر بالمدرب وبشكل جسده، فقد يستمع إلى حديثه حتى يصبح مثله دون أية تفكير على الرغم أن هذا المدرب قد يكون غير دارس وغير مؤهل في هذا المكان، معلقة “بعض المدربين يجعلون الشباب يعتمدون على المكملات وأدوية الحرق، والكرياتين، وده طبعا بيأثر جامد على الكلى، غير أنه يؤثر على هرمونات الذكورة” وأوضحت أن جميع هذه الأدوية تحتاج وصفا من الطبيب وتعتمد على الوزن والسن.
تقول المدربة نور أحمد، 21سنة، إنها أخذت التدريب الرياضي في الصالات الرياضية كمهنة منذ أن كانت في الثانوية لحبها الشديد للرياضة بشكل عام، وكانت تتمرن المصارعة النسائية فوقعت في حب هذا المجال بالتحديد ووجدت تفوقها به، وأضافت أن حبها الشديد للرياضة جعلها تختار أن تدخل كلية التربية الرياضية وهي بالسنة الدراسية الثالثة لها بالكلية وجعلتها الكلية على دراية أكبر بالمجال وساعدتها على مساعدة متدربيها فهي تهتم بهم نفسيا وتحاول أن تجعلهم يحبون التدريب ليس فقط يتدربون للحصول على جسم مثالي وتخطوا مع كل متدرب رحلته الخاصة لتحقيق هدفه من التدريب.
وأضافت نور، أن الجيم يجب أن يكون شيئًا أساسيًا في حياة الشخص، وأنه يساعده في بناء جسم سليم ولا يتجه إلى ما يضره لمجرد الحصول على شكل فقط فالجيم لبناء الجسم وليس لهلاكه، وأنها تحاول حتى الآن أن تطور من مهارتها لمساعدة المتدربين وأن تضع لهم نظام غذائي أسبوعي يختلف من شخص لآخر كل على حسب احتياجه، وهذا يتم من خلال دراستها والتدريب والخبرة.
جيل زد: هدفنا تحسين الأداء البدني.. وحب المجال سبب التمسك بالنشاط الرياضي
وأشار الكابتن محمود السادات، 22عامًا، مدرب بجيم فتنس تايم، أن التدريب بدأ منذ صغره فكان يحب أن يشاهد بطولات وأن يكون مكان هؤلاء الأبطال وبالفعل شارك في بطولات عديدة وحصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية والعاشر على مستوى العرب في كمال الأجسام، وتعتبر مهنة التدريب من وجهة نظره أنها مهنة صعبة تساعد صاحبها على اعتماده على نفسه ومن يحبها يكون دائمًا في رغبه كبيرة لتطوير نفسه فيها، ومتابع لكل ما هو جديد، وعلى الرغم من أنه يدرس التجارة فلم يستطع دخول كلية التربية الرياضية لأنه كان في نظام الثانوية الفنية، لكنه من حبه للمهنة قام بأخذ دورات تدريبه عديد من تشريح الجسد وميكانيكا حيوية والإسعافات الأولية وغيرها من العلوم التي تساعد على فهم طبيعة الجسد.
وأوضح السادات، أنه من المهم أن تكون الرياضة في حياة الجميع وليس للترفيه أو لتحقيق هدف ما فأغلب الشباب المتوجهين إلى الجيم عادة ما يكون شخص لديه سمنة مفرطة ويريد إنقاص وزنه وآخر لديه نحافة ويريد أن يكون لديه كتلة عضلية ومن خلال هدف المتدرب نقوم بعمل نظامين لمساعدة كل منهم في تحقيق هدفه، وهم نظام تمرين ونظام غذائي فكل منهم مكمل للآخر في تحقيق الهدف.
واستكمل: في بعض الأحيان الشاب هو من يجعل بالفعل الجيم مكانًا لهلاكه فمن يريد منهم أن يعمل في مجال الحراسة يقومون بعمل تدريبات بشكل مكثف قد تودي بحياتهم، لكن لو كان الجيم كروتين للحياة أو لزيادة أو نقص الوزن وتابع المتدرب مع مدربه فسيحصل على النتيجة التي يريدها دون قلق، ومن الشباب من يأتي لكي يشارك في بطولات وهؤلاء من يتجهون إلى الحصول على الهرمونات لكي يحصلوا على الشكل الذي يردونه وهذا لا ننصح به.