أحد الشباب: أفلام الكارتون تساعد على تعزيز الأخلاق في النفوس
مع انطلاق مدفع الإفطار في شهر رمضان المبارك تبدأ القنوات المصرية ببث المسلسلات الرمضانية، وكذلك أفلام الكارتون التي بطبيعتها تكون موجهة للأطفال، ولكن الآن وبالتحديد في هذا الجيل الحالي من الشباب، ومع انتشار أفلام الكارتون بكثرة أصبح الشباب هم الفئة الأكثر متابعة وانجذابًا للرسوم المتحركة..
في البداية، قال إلهامي سمير، الناقد الفني، إن السبب الرئيسي لانجذاب الشباب للرسوم المتحركة أنها مرتبطة بذكريات سعيدة في الماضي، وارتباطها بالطفولة التي كانوا يعيشونها فمن منا لا يريد أن يعود لطفولته مرة ثانية، ومع مشاهدة تلك الرسوم تشعر وكأنك مازالت طفلًا صغيرًا، واستمرار متابعة الشباب للرسوم المتحركة تذكرهم دائماً بحياتهم في الماضي، فالشباب حاليًا تتوفر لديهم بدائل عديدة للرسوم المتحركة كالأفلام والمسلسلات الدرامية والإنترنت وغيرها، إلا أن فئة كبيرة منهم مازالت تتابع أفلام الكارتون.
وأضاف «إلهامي»، أن الرسوم المتحركة حاليًا أكثر تطورًا بالمقارنة بينها قديمًا وحديثًا بجانب زيادة عدد أفلام الكارتون حاليًا عن الماضي فهي الآن تناقش موضوعات مهمة وبها أفكار ورسائل جادة بجوار الجانب الترفيهي، بينما في الماضي كانت غالبًا للتسلية والترفيه فقط مما جعلها حديثًا تنال جوائز عديدة في السنوات الماضية، ومن أسباب متابعة الشباب لها أن أحد مميزاتها أنها ذات نهايات سعيدة توحي بالتفاؤل والأمل عكس الأفلام الدرامية فعلى الرغم من قلة الإثارة والتشويق في الرسوم المتحركة إلا أنها تدعو إلى الأمل والسعادة.
تأثير إيجابي وسلبي على الأطفال
وأوضحت كريستين عادل، الاستشاري التربوي، أن متابعة الأطفال للرسوم المتحركة لها تأثير إيجابي، وسلبي، فمن إيجابيات الرسوم المتحركة تعليم اللغة العربية الفصحى وترسيخ بعض العادات الدينية عند مشاهدة الكارتون الدينية، بالإضافة إلى اتساع الخيال والشعور بالفرح والارتياح، مضيفة أن لها أيضاً تأثيرًا سلبيًا وهو أكبر بكثير من التأثير الإيجابي، منها تعليم العنف، وضياع الوقت بشكل كبير، وتأخير النطق عند الأطفال تحت سن الثلاث سنوات، وأيضاً تجربة بعض مشاهد الكارتون العنيفة التي يمكن أن تؤدي لإصابات.
وصرحت «كرستين»، أن عودة الشباب لمتابعة الرسوم المتحركة ربما يكون بسبب «النستولوجيا» أو ما يعرف بالحنين إلى الماضي فعند مشاهدة تلك الرسوم يبدأ بالشعور بالفرح والراحة التي كان يشعر بها في طفولته، ومن ضمن الأسباب أيضًا أن الكارتون حاليًا متجدد ومتنوع عن الماضي لذلك أصبح منتشرًا بصورة أكبر فهو ليس موجهًا لفئة معينة بل قادرًا على استهداف جميع الفئات.
وعبرت «الاستشاري التربوي»، عن مدى إعجابها بالكارتون حاليًا وأنه أفضل بكثير من الماضي من حيث الأفكار التي تطرحها والألوان والأصوات المستخدمة فمع التكنولوجيا زادت الدقة والكفاءة والتنوع، ولكن مع كل تلك المميزات الموجودة حاليًا للرسوم المتحركة يجب ألا ننسى أن لها سلبيات أيضًا فتأثيرها يتوقف على نوع الرسوم المتحركة والأفكار التي تقدمها ومدة المشاهدة.
وصرح الدكتور عاطف قاسم، استشاريًا نفسيًا وتربويًا، أن البرامج الكرتونية لها تأثير على المعرفة بالنسبة للأطفال والمراهقين، وتأثير آخر في بناء الشخصية وهذا على حسب طبيعة البرنامج أو المسلسل الذي يتعرض له الطفل، فإذا كان البرنامج به نماذج لشخصيات إيجابية أو سلبية ينتج عن ذلك حدوث «عملية نمذجة» للطفل ويتماشى مع الشخصية الكارتونية ويصبح مقلدًا لها، وبسبب الانفتاح الحضاري الذي يعيش فيه العالم اليوم نتج عنه تقليد الأطفال لشخصيات أجنبية، لأنهم يشعرون أن سبب نجاح هذه الشخصية سواء كانت حقيقية أو رسومًا متحركة تأتي من شكله، وطبيعته، وتصرفاته، والأطفال يقومون بتقليدها بشكل غير مقصود، فمن الجيد أن يكون هناك برامج ومسلسلات نستطيع التحكم بها في ما ينشر فيها، وهذا يؤثر بشكل إيجابي على الشارع وسلوك الناس بعد ذلك.
تعزيز الأخلاق في النفوس
وذكرت دعاء محمد، معيدة بكلية التربية جامعة المنصورة، أنها ترى أن ما يميز الرسوم المتحركة المصرية التي يتم إنتاجها وعرضها في الشهر الكريم خاصة القديم منها أنها مصرية وتعبر عن عاداتنا وتقاليدنا وتغرس القيم الثقافية والاجتماعية المهمة في المجتمع وهو من المهم أن يراه الطفل المصري حتى والعربي بدلًا من الرسوم المتحركة الأجنبية التي من الممكن أن تؤثر على أفكارهم بشكل سلبي وتكون لديهم سلوك عنيف.
وافقها الرأي مريم عبد الله، صاحبة الـ21عامًا، مضيفة أنها مازالت تتابع الرسوم المتحركة المصرية التي تكون مرتبطة برمضان وأنها ترى أن الرسوم المتحركة المصرية ترخص في عقولنا أنها رمضانية لا غير لذلك يتم إنتاجها برمضان فقط، وأن لهذه المسلسلات أهمية كبيرة وتساعد على تعزيز الأخلاق في النفوس حتى أن كانوا متابعيها غير الأطفال ولأنها قريبة من حياتنا وأفكارنا تجعلنا منجذبين لها بشكل أكبر وفي رمضان بالأخص لا نتابع أي رسم متحركة سوى المسلسلات التي ننتجها نحن وتكون على قنواتنا المصرية.
وأشار أحمد عبد اللطيف، طالبًا في الثانوية العامة، أن المسلسلات الكارتونية المصرية مهمة جداً بالنسبة له في رمضان وأنها من تقاليد الأسرة لديه فهم لا يتابعون غيرها تقريباً ومن المسلسلات التي جذبت انتباهه «مسلسل يحيى وكنوز» بأجزائه الثلاثة الذي من خلال تتم مراجعة والتعرف على معلومات تاريخية في شتى العصور المختلفة ومن الرائع أن المسلسل يتحدث عن التاريخ المصري ويعكس مفهوم المسئولية والصداقة في مواقف البطل يحيى مع أصدقائه بالمدرسة، وأهمية المعرفة لكي لا يستطيع أحد أن يتحكم في أفكارنا أو يؤثر عليها.