مؤسسة الإعلام والتحول الرقمي.. مساندة الجهود الرسمية في الإعلام والذكاء الاصطناعي لـ«جيل زد»

عبد الجواد أبو كب
عبد الجواد أبو كب، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الإعلام والتحول الرقمي

عبد الجواد أبو كب رئيس مجلس أمناء المؤسسة: «الشباب هم أول المستهدفين من أنشطة المؤسسة»

مع التطورات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة تضاعفت المعرفة البشرية، وتطورت وسائل وأساليب تعلمها وتعليمها، وقد أدى تدخل التكنولوجيا الحديثة في كل المجالات إلى تغيير كبير في طبيعة الخدمات والمنتجات، وكانت كل المؤسسات المجتمعية تسعى للحاق بالتقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية، والمؤسسات الإعلامية هي الأكثر تطورا وتفاعل مع التطورات التكنولوجية ومنها مؤسسة الإعلام والتحول الرقمي مسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي تحت رقم 967 لسنة 2021، فما هي هذه المؤسسة وما تخصصاتها، وما هي المشاريع التي تقوم بها، وماهي جائزة الإبداع التي تطلقها كل عام، وما الهدف منها؟

قال الدكتور عبد الجواد أبوكب، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الإعلام والتحول الرقمي، إن إنشاء المؤسسة جاء لأن العالم كله يشهد تحولات جذرية في مهنة الإعلام تتطلب من الجميع البحث عن استراتيجيات جديدة للمهنة، خاصة الإعلام التقليدي الذي واجه تحديات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، مثل ظهور جائحة كورونا التي كانت سببا لهذه الوسائل حتى تُطور من محتواها وتنمية أفكارها وابتكار طرق جديدة ومميزة والتكامل التام مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام الجديد للبقاء في المشهد، كما يأتي في توقيت هام تُسارِع الدولة المصرية فيه الزمن وتَبذِل جهدًا حقيقيًا في ملف التحول الرقمي الذي يعتبر فريضة مرحلة وضرورة عصر.

وأشار عبد الجواد، إلى أن مؤسسة الإعلام والتحول الرقمي تسعى بكل جهد للمساهمة في تطوير مهنة الإعلام، مساندة لجهود الدولة المصرية في هذا الجانب الذي يواجه تحديات كبرى لمنظومة العمل والعاملين بها، ودعم عملية التحول الرقمي الذي أصبح مهما للتطور والدخول في منظومة الاقتصاد العالمي.

وأكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة الاعلام والتحول الرقمي، أن الشباب هم أول المستهدفين من أنشطة المؤسسة تعمل على تأهيلهم من البداية لسوق العمل بما يناسب ثورة الرقمنة وتحديات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى العمل بشكل عام على محو الأمية الرقمية ونشر ثقافتها في المجتمع وذلك بالتعاون مع الوزارات والهيئات المعنية في الدولة.

ويتحدث الدكتور عبد الجواد عن مسابقة «الإبداع» التي تعقدها المؤسسة من ضمن أنشطتها، أنها الأولى من نوعها التي تجرى لمشروعات تخرج كليات الإعلام على مستوى جامعات مصر وأفريقيا والوطن العربي وبلغ عدد المشاركات في نسختها الاخيرة 114 جامعة ومؤسسة وكيان تعليمي، وهي  مسابقة سنوية تشمل جميع تخصصات الإعلام، وتأتي في إطار المنظومة الجديدة  للمؤسسة والتي صُممت لتتجاوز المفهوم التقليدي إلى مفهوم أشمل وأكثر إرتباطا بالمجتمع والمنظومة العامة للإعلام وتعمل على تطوير الأداء المهني والأكاديمي، فهي المسابقة الوحيدة على المستوى العربي والأفريقي التي تتمتع بفكرة الاستقلالية فهي غير تابعة لأي جهة وهو ما يجعل هناك قدرة كبيرة على تواجد الحياد في النتائج.

 وأضاف أن هذه السنة ستشهد تطور كبير بالمسابقة، وتهدف لوجود نوع كبير من الاحتكاك بين طلاب الإعلام سواء بمصر أو بالوطن العربي أو بأفريقيا بسبب وجود مدارس مختلفة، ومهنة الإعلام ليست مهنة محلية، وتهتم المؤسسة بالطالب أو بالقائم على المشروع بكونه مختلف ولديه مهارات عديدة أكثر من المشروع الذي ينافس به لأن من يعمل في سوق العمل هو الكادر الإعلامي الذي يتربى في كليات الإعلام.

وذكر «أبو كب»، أن العاملين على المؤسسة منهم دكتور ماجي الحلواني، الرئيس الفخري للمؤسسة، ورئيس اللجنة الاستشارية العليا دكتور فوزي الغويل والرئيس المفوض، والرئيس التنفيذي للمؤسسة، دكتور لمياء محمود، وتحدث عن أن التقديم للمسابقة يكون إما «أونلاين» للمشروعات التي يتاح لها الإرسال بهذه الطريقة أو عن طريق البريد وتتوزع المشاريع على لجان التحكيم بشكل يضمن الحيادية، غير مسابقات مشروعات التخرج يوجد مسابقة للرسائل العلمية وهي خطوة مبدئية  لإنشاء منصة لرسائل التخرج.

وأكد أنه بالنسبة لاستمرار مشروعات التخرج هذا يعتمد على مجموعة المشروع ورغبتها، والمؤسسة تقدم دعم لوجستي إذا كانت هناك رغبة من شباب المشروع في استمراره، ولا تقف لمشروعات التخرج فقط بل تقدم دعم لكيفية الانطلاق لسوق العمل ومن هنا قاموا بإطلاق مبادرة «الألف متدرب» التي بدأت مع قسم اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ويوجد مبادرة أخرى ستنطلق بعد عيد الفطر وهي «الألف متدرب في مهارات الذكاء الاصطناعي» وهذا بهدف أن يكون الخريج ملم بمهارات سوق العمل الاعلامي في مصر وخارجها.

بالنسبة للمشروعات العملية والتي تخص بشكل أكبر كليات الهندسة والذكاء الاصطناعي، قال الدكتور عبد الجواد، إنه سيتم إطلاق مسابقة خاصة بهذا الجانب فقط، ويوجد شبكة تحت مسمى «الشبكة المصرية للبيئة والمناخ» منذ سنتين وكان بها مسابقة مرتبطة بفكرة المناخ قبيل استضافة مصر لمؤتمر المناخ الـ27 وكانت للأطفال منذ سن خمس سنوات لـ14 سنة والنتائج كانت مبهرة، بعدها كان يوجد 14 مشروع قابلين للتطبيق شاركنا بهم في يوم مصر بأكاديمية «مصر العسكرية العليا» قبل أن يتحول اسمها «للأكاديمية العسكرية المصرية»، كان أصغر فائز لطفل بعمر الخمس سنوات شارك بروبت لتنظيف المحيطات من القمامة، وهذا هو دور المؤسسة الأكبر في صناعة وتقديم الكوادر الجديدة

وصرح أبو كب، أن هذه السنة سيكون هناك مسابقة لطلاب الكليات الخاصة بالتحول الرقمي والذكاء الإصطناعي، وستطلق أيضا مسابقة عامة لمحبي الإعلام وليس لدارسيها لأنه يجب أن يؤخذ في الإعتبار من يعملون على الإعلام من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وصناعة المحتوى فمن المهم أن يتواصل معهم المتخصصون ويقومون بتوجيههم لكي لا يكون هناك فجوة كبيرة بين دارسي الإعلام وصناعته على مواقع التواصل لغير دارسيه.

وأضاف قائلا: «المشروعات الرقمية عموما نحن ندعمها بشكل كبير، والفوز في المسابقة عبارة عن تقدير ليس من الشرط أن تكون الجوائز مرتبطة بفكر الماديات ولكن تصنيف المشاريع في غاية الأهمية والفوز يعتمد على العمل الجيد، وسنطلق منصة ستكون نافذة لطلاب الإعلام الشغوفين للتدريب بشكل عملي لسوق العمل منذ اليوم الأول لدخولهم كلية الاعلام وسنعتبر هذه المنصة مصنع للمتدربين وتأهيلهم لسوق العمل وتتوفر تدريبات مخفضة بشكل كبير ولها مكافآت رمزية للمتدربين وسيكون هناك دعم من المؤسسة بشكل اساسي لأن هدفنا الأول هو أن يكون طالب الإعلام صالح لسوق العمل يمتلك مهارات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لأنه الشخص الأفضل لممارسة المهنة».

Scroll to Top