لهذا السبب.. مكتبات الجامعات المصرية أكبر زوار معرض الكتاب في نسخة 2024

صورة أرشيفية

يُعد معرض الكتاب من أهم المصادر التي تحصل منها مكتبات الكليات على الكتب لتزود نفسها بالمواد العلمية الهامة التي يستفيد منها الطلاب، وتخصص لذلك ميزانية تكفي لشراء ما تحتاجه، ولكن مع التطور التكنولوجي أصبحت الكليات تتوقف عن الشراء وتعتمد على الكتب المتاحة على الإنترنت وترشد الطلاب لها، وهذا التحقيق سيوضح هل ما زالت مكتبات الكليات أو مكتبة الجامعة المركزية تقوم بشراء الكتب من معرض الكتاب أم لا.

نصر سعد مدير تكنولوجيا العلوم الصحية بجامعة بنى سويف

قال نصر سعد، مدير تكنولوجيا العلوم الصحية بجامعة بنى سويف، إن:«الكلية لم تقم بشراء كتب لمكتبتها منذ أكتر من ثلاث سنوات، والطلاب بها يعتمدون اعتمادًا شبه كلي على المنصة الإلكترونية الخاصة بالجامعة، حيث يقوم الأساتذة بتحميل الكتب الخاصة بمادتهم  ليحصل عليها الطلاب، وقليلاً ما يدخل الطلاب المكتبة لقراءة الكتب».

وذكرت الدكتورة هبة الله علي، أستاذة الفيزياء النووية بجامعة الأزهر، أن معرض الكتاب يُعد فرصة للاستفادة من الخصومات التي تُتاح للكليات الحكومية، وأن مكتبات كليات الجامعة والمكتبة المركزية تحرص كل عام على شراء الكتب الموجودة في جناح الأزهر المشارك بالمعرض ومن أجنحة أخرى خاصة بالعلوم والمجالات المختلفة لتمد بها الطلاب، مضيفة أن من ضمن الكتب التي تحرص الجامعة والكليات على أخذها من جناح الأزهر تكون لشيخ، ووكيل، وأساتذة الأزهر وأيضاً للمدرسين في المعاهد الأزهرية.

وأوضحت هبة الله، أن كل كلية تقوم بشراء الكتب التي تهم مجالاتها، ككلية الإعلام والطب وغيرها، ومكتبات الكليات العلمية في الجامعة تستفيد كثيرًا من المكتبات العالمية التي توجد في المعرض مثل مكتبة «أوزوريس» وغيرها، والتي يُتاح بها كتب عالمية مستوردة بأسعار مخفضة للكليات الحكومية، مشيرة إلى أن لكل كلية ميزانية خاصة بها لشراء الكتب من المعرض، والمكتبات تقوم بإرسال منشور للكليات بالكتب المنشورة بها والتي قد يحتاجون إليها، لذلك تقوم معظم الكليات في الجامعة بحجز مسبق للكتب التي تريد شراءها من دوار النشر الموجودة بالمعرض.

وأكدت هبة، أن الطلاب في الكليات المختلفة لجامعة الأزهر لديهم بنك معرفة يحصلون على الكتب من خلاله، ولكن عندما يكون هناك كتب نادرة أو غير متوفرة أونلاين يحرصون على شرائها ورقيًا، وأن مكتبات الكليات الأدبية والعلمية تكون مليئة بالطلاب سواء للقراءة أو لاستعارة الكتب.

معرض الكتاب يوفر كتبًا فريدة يصعب العثور عليها على المنصات الإلكترونية

قال الدكتور الحسين دهشان، عميد كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية بجامعة بنى سويف، إن أهمية معرض الكتاب بالنسبة للكليات الطبية لا تتعدى نسبة الـ 40 % نظرًا لتوفر أغلب الكتب وخاصة الكتب الطبية على المنصات الإلكترونية والتي يكون أغلبها مجانيًا، موضحًا أن سبب ذلك في الوقت الحالي هي الظروف الاقتصادية والتي تفرض على الكليات ترشيد في مثل هذه البنود، موضحًا أنه لا زالت الكلية تفعل هذا التقليد ولكن بمعدلات أقل عن الـ 5 سنوات السابقة، مضيفاً أن نوعية الكتب التي تشتريها الكليات تختلف بحسب تخصص الكلية ودراستها حيث تتنوع بين العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية أو العلمية.

وأضاف «دهشان»، أن معرض الكتاب يوفر الكتب الفريدة التي يصعب العثور عليها على الإنترنت، مشيرًا إلى أن اطلاع الطالب على مثل هذه الكتب في مواد تخصصه تمكنه من توسيع مداركه حول تخصصه وآخر التطورات التي ظهرت فيه لمواكبة الأحدث، ومن جانبها تقوم مكتبات الكليات بتوفير تنوع كبير في الكتب المتاحة بها وبالأخص الكتب المتخصصة.

معرض الكتاب يحمل قيمة اجتماعية وثقافية كبيرة

وأكدت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس، أهمية معرض الكتاب كمنصة تجمع بين الصغار والكبار، داخل وخارج الجامعة؛ حيث يسعى كل قسم لتحسين مكتبته بشراء الكتب التي يحتاجها خلال موسم المعرض، ويتم توزيعها بناءً على احتياجات التخصصات المختلفة، مؤكدة أهمية دور المكتبة في توفير الكتب للطلاب عبر نظام الاستعارة، مشددةً أن الجامعة تكتسب قيمتها من خلال تواجدها الفعّال كمركز ثقافي وعلمي، موضحة أن معرض الكتاب يحمل أهمية خاصة، حيث يشكل فرصة لتعزيز الفكر والتعرف على آخر الإصدارات والمعلومات الحديثة في مختلف المجالات.

وأشادت الدكتورة تغريد مصطفى، مديرة مكتبة كلية إعلام جامعة القاهرة، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب باعتباره حدثًا ثقافيًا مهمًا تنتظره المكتبة كل عام، فهو بمثابة الغرس الأكاديمي الذي يتم من خلاله تزويد وتنمية المكتبة بأحدث إصدارات الكتب الموجودة في المعرض، والتي تخدم الباحثين والعملية التعليمية، إذ تعتبر مكتبة كلية الإعلام مكتبة قومية، لأنها أول مكتبة إعلامية تم إنشاؤها في الوطن العربي، مما يجعل لها الصدارة في اقتناء الكتب الجديدة.

وتابعت «تغريد»، أنه تم تشكيل لجنة تتكون من وكيل كلية الدراسات العليا، وعضوين من كل قسم من أقسام الكلية ووفد من المكتبة، لاختيار الكتب التي يحتاجها كل قسم، وتزويده في المجالات المختلفة، كما أنه جاء مجال الذكاء الاصطناعي على رأس أولوية الكتب التي يتم البحث عنها، فضلاً عن التركيز على اقتناء الكتب العربية غير المتوفرة بدرجة كافية على بنك المعرفة، وكتب النظريات ومناهج البحث العلمي.

وأكد الدكتور رؤوف عبد الحفيظ، المشرف الفني لمكتبة كلية الآداب بجامعة عين شمس، أن معرض الكتاب إحدى القنوات الرئيسية لتزويد المكتبات بالكتب الجديدة في المجالات المختلفة، لكن تأثرت مكتبات الجامعة بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر في السنوات الأخيرة، إذ تحاول الكليات تقليل المصروفات التي تنفقها، وبالتالي ينعكس على الميزانية الخاصة بشراء الكتب الجديدة، مستكملًا أن تزويد المكتبات الجامعية بالكتب الجديدة تأثر بشكل كبير بالتحول الرقمي، فتقوم المكتبات بالتزويد الإلكتروني للمعلومات من خلال الاشتراك في قواعد بيانات عالمية تتضمن دوريات ذات جودة عالية، وأبحاث حديثة متميزة تكون أكثر إفادة للباحثين والطلاب عن المراجع القديمة، بالإضافة إلى لجوء الكثير من الطلاب والباحثين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، مما أدى للعزوف عن قراءة الكتب في مكتبات الكليات وعدم الاقتباس منها، فذلك له تأثير سلبي على إقبال العديد من مكتبات الجامعة على اقتناء الكتب الجديدة.

وأكد «مشرف المكتبة»،  أهمية اشتراك مكتبات الجامعات في المنصات الإلكترونية في الفترة المقبلة، إذ تقدم المكتبة العديد من التطبيقات والبرامج التي تنجز المهام بجودة عالية وسرعة، خاصةً منصات الذكاء الاصطناعي القوية والتي يلزم لاستعمالها الاشتراك بعملة دولية، وذلك ليس في مقدرة جميع الطلاب، مضيفاً أن هناك بعض المنصات توثق المراجع التي تم الاستعانة بها، وبذلك تسيطر على مشكلة الحقوق الفكرية.

أوضحت الدكتورة دينا فتحي، الأستاذة بكلية الآداب بقسم المكتبات وعلم المعلومات جامعة القاهرة، أن معرض الكتاب هو حدث مهم لاقتناء مصادر المعلومات المختلفة، فيتم الحصول على الكتب الجديدة من مختلف الدول العربية والناشرين الأجانب، إذ تتكون الكلية من 18 قسمًا، ويقوم كل قسم بتحضير قائمة بأهم الكتب التي تخدم المواد الدراسية لطلابها قبل انطلاق موعد المعرض بفترة مناسبة، كما يتحدد ميزانية معينة لكل قسم، ولكن قلت تلك الميزانيات بشكل كبير عما كانت عليه خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكتب، وذلك أثر على عملية شراء الكتب، مضيفةً أنه يمكن التغلب على مشكلة عجز وجود كتب معينة في قسم ما باللجوء إلى توجيه الطلاب إلى مكتبات الأقسام الأخرى، ومن الممكن إبلاغ أي طالب باحتياجه لكتاب ما ويتم اقتنائه من معرض الكتاب.

Scroll to Top