استطلاع «جيل زد» يكشف: لماذا يذهب الشباب لمعرض الكتاب؟

معرض القاهرة الدولي للكتاب الحدث الثقافي الأكبر في مصر والذي ينتظره ويتوافد إليه ملايين من الزوار كل عام، ولكن ليس من المؤكد أن كل هؤلاء الزوار يذهبون للمعرض للغرض ذاته حيث وصل عدد الزوار في أيام الجمعة والإجازات الأسبوعية إلى أكثر من 690  ألفا يأتي في مقدمتهم الشباب، ولذلك اهتممنا بتسليط الضوء على الجمهور الأكبر للمعرض وهم جمهور الشباب للرد على تساؤل لماذا يذهب الشباب لمعرض الكتاب، حيث قام «جيل زد» بتوزيع استبيان على  200 مفردة من الشباب الذكور والإناث بالمناطق المختلفة،  لمعرفة رؤيتهم بالنسبة للمعرض وماذا يفعلون به وغيرها من الأسئلة التي توضح إقبالهم على معرض الكتاب ومدى اهتمامهم به، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية..

رأى الشباب وكانت نسبتهم الأكبر من طلاب الجامعة بحاصل 78.5 %  من العينة، و 15% من المتخرجين، والنسبة الأقل ممن حصلوا على التعليم المتوسط  بإجمالي 13% ، أن من أهم أسباب ذهابهم إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب شراء الكتب حيث جاءت نسبة من هم مهتمون بشراء الكتب من المعرض 42% ، أما من يزوره لكونه الحدث الثقافي الأهم في جمهورية مصر العربية كانت بنسبة 36.5 %، وكانت  21.5 % من العينة تذهب للمعرض لحضور الفاعليات التي تعقد حيث استحدث في المعرض هذا العام محور يسمى «مؤتمر اليوم الواحد» والذي يضم 6 مؤتمرات منها مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، مؤتمر طه حسين، مؤتمر نازك الملائكة، وغيرهم من المؤتمرات المختلفة التي تتواجد في المعرض على مدار فترته، حيث يرى 88.5% من العينة بأن معرض الكتاب بمصر يتميز بفعالياته عن غيره من المعارض في الدول العربية الأخرى وكان 11.5%  فقط من لديهم وجهة نظر مضادة في مدى تميز فاعليات المعرض.

ومن أهداف إطلاق الاستبيان معرفة مدى اهتمام الشباب بالمعرض من خلال معرفة ما هي عدد الدورات التي حضرها شباب العينة له، وكان 11% من العينة ذهب للمعرض أكثر من خمس مرات لحضور 5 دورات مختلفة من المعرض أو أكثر حيث إن معرض الكتاب تم إطلاقه للمرة الأولى في عام 1969 ليكون هذا العام هو الـ55 من افتتاح المعرض، وزار 77% من العينة المعرض من مرة إلى ثلاث مرات، أما بالنسبة لمن زاره من ثلاث إلى خمس مرات كانت 11.5%، وطالما ما ارتبط معرض الكتاب بالقراءة والتثقيف فيتضح من خلال الاستبيان أن الشباب الحالي مهتم بالكتب الورقية بنسبة 66% والتي تبرر مدى إقبالهم على المعرض بشكل كبير وتتزايد على مدار السنوات،  وكانت 34% هي نسبة اهتمامهم بالكتب الإلكترونية ويبررون هذا الاهتمام بالكتب الإلكترونية من غلاء أسعار الكتب الورقية عن نظيرها في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

وذكرت مريم محمد، طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنها تذهب للمعرض كل عام ولم تفت سنة لم تزر فيها المعرض منذ تجربتها الأولى التي كانت في سنة 2014، وأوضحت أنها تحب أجواء المكان وأنشطته المختلفة والندوات والمؤتمرات الثقافية التي يهتم المعرض بوجودها كل عام، والتعرف على المؤسسات التي من الممكن أن تستفيد من خدماتها ولم تكن على دراية بها إلا من خلال زيارة المعرض، كمركز التدريب المتواجد في الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وأكثر ما هي معجبة به في معرض الكتاب أنه ليس للكتاب فقط حيث يمكن أن يضم بداخله معارض للحرف اليدوية مثل تراثنا وديارنا، مع إعجابها الشديد باهتمام المعرض بالأطفال من فاعليات، كتب وألعاب، والأجواء العائلية التي كانت مسيطرة على المعرض كانت من الأمور اللطيفة بالنسبة لها، وأضافت أن الكتب أسعارها غير منطقي بالنسبة للوضع الاقتصادي الحالي فهي لم تتجه لشراء الكتب على الرغم من اهتمامها بالقراءة،  ولكنها كانت مستمتعة بأجواء المعرض المختلفة، والتي هي من التجارب التي تغير من نشاط الإنسان على الأقل عند زيارته حتى دون شراء الكتب.

ووافقها الرأي كريم ناصر عبد التواب، طالب بكلية الذكاء الاصطناعي جامعة حلوان، على أن أسعار الكتب مبالغ بها، موضحا أنه يذهب إلى المعرض للاستكشاف فهو محب لرؤية الأفكار الجديدة التي تتناولها الكتب في مجالات علم النفس والاجتماع وزيادة الثقافة السياسية والبحث عن كتب المعاصرين لأفكار الشباب واهتماماتهم، وأعجب بهذه الأفكار التي تناول بعضها عند زيارته هذا العام وبتنوع الأنشطة التي يقدمها المعرض.

وأكدت شيماء صفوت، طالبة بكلية الطب جامعة الأزهر، أنها تحب زيارة المعرض منذ صغرها قبل أن يكون بأرض المعارض بالتجمع الخامس، وأنها تعتبر هذه الزيارة كنوع من أنواع الترفيه والاستكشاف؛ لأنها مهتمة بالكتب الدينية وعلم النفس والتطرق في النفس البشرية، وتحب الأجواء التي تتواجد في جناح الأزهر من وجود شيوخ لإفتاء الزوار ومساعدتهم مجانًا ووجود خطاطين للخط العربي وتلافت الجماهير لهم لكتابة أسمائهم بخط جميل، وترى أن منظمي المعرض يبذلون قصارى جهدهم لإخراجه بهذا الشكل، وأنها لن تغير هذه العادة أبداً؛ لأنها تستفاد منها تثقيفيا وترفيهيا بالوقت ذاته.