يشهد معرض الكتاب هذا العام، تفاعلًا كبيرًا من شباب الناشرين الذين يتمتعون بروح إبداعية، حيث يقدمون إسهاماتهم الأدبية والثقافية، وبفضل تواجدهم في المعرض يتمكنون من عرض أفكارهم وتجاربهم والتعبير عن آرائهم بشكل مباشر، ومن ناحية أخرى يعتبر معرض الكتاب فرصة للشباب القراء الذين يهتمون بالقراءة، رغبةً في استكشاف ثقافات جديدة والتعرف على أفكار شباب جيلهم، كما يعد فرصة لتشجيع التفاعل بين أجيال مختلفة وتبادل المعرفة والثقافة، وفي هذا التحقيق التقينا بمجموعة من الكتاب والقراء الشباب للتعرف على موضوعات الكتب الأكثر نشرًا من شباب الناشرين، ومدى إقبال الشباب على القراءة.
تشارك الكاتبة روان مصطفى،21عامًا، في معرض الكتاب هذا العام بمجموعة قصصية بدار نبض القمة للنشر حول علم الفضاء، مازجةً العلم بالأدب وتحمل اسم «إلى أين؟»، مستندة على مراجع من وكالة ناسا وعدة رسائل بحثية حول التطور الزمني والتكنولوجي وما قد يعود على البشر من تغيرات ناجمة عن ذلك، معتمدةً على تخصصها الدراسي حيث تدرس العلوم في كلية التربية بجامعة حلوان، مضيفةً أنها نشرت قبل ذلك 12 كتابًا؛ بعضهم كان بالاشتراك مع كتاب آخرين والبعض الآخر كانت كتب فردية وأبرزهم «أنين الروح».
ويقول الكاتب عماد عيد، 22 سنة، إنه يشارك في المعرض بكتابه «حياة بطعم النعناع» الذي يصدر عن دار ميثاق للنشر والتوزيع، وهو مكون من مقالات تتناول موضوعات حياتية مختلفة بأسلوب أدبي شاعري يليق بمقام الحديث عن الحياة؛ حيث يرى الحياة القصيدة الأكثر فصاحة، متناولًا موضوعات مثل: تجاوز الماضي، والاكتئاب، وإشكالية الشغف، مضيفًا أن الهدف من هذا الكتاب هو جعل القارئ يتقبل الحياة بكل ما هي عليه ويتصالح مع ذاته لكي يحيا بقلب سليم؛ حيث مر بالعديد من التجارب السيئة ويرغب ألا يمر غيره بها، مضيفًا أنه بدأ بالكتابة منذ أن كان بالصف السادس الابتدائي ونشر قبل ذلك ديوانًا شعريًا بعنوان «آسف على الأحزان».
وتذكر الكاتبة نهى هشام، 22 عامًا، أن روايتها «نيكتوفوبيا» الصادرة عن دار ميثاق للنشر تدور حول تأثير الجهل والفقر على حياة البشر في الماضي والذي ينعكس بصورة واضحة في عقول الشباب في الوقت الحالي؛ حيث يعاني «خالد» بطل الرواية من رهاب الظلام وتعامل أهله مع خوفه بطرق بدائية حولت خوفه لمرض نفسي وحاول الهروب منهم ليدرس الطب النفسي؛ لكي يتخلص من هذا المرض، لكن الماضي كان يطارده ولم يستطع التخلص منه، وفي النهاية أصبح خالد طبيبًا مريضًا نفسيًا وأثر سلبًا على حياة خمسة شباب كانوا يظنون أنه طوق النجاة لهم.
«اخترت هذه الفكرة لأنني أتمنى مساعدة كل الأطفال والشباب خلال فترة الطفولة والمراهقة في حياتهم؛ لأني تعرضت لتعنيف أسري ومجتمعي»، بهذه الكلمات تحدث ياسين صوابي،18 سنة، عن سبب اختياره لفكرة كتابه الأول «إنهم مراهقون لكن ليسوا سيئين» الصادر هذا العام عن دار الولاء للنشر، وهو كتاب علمي اجتماعي يناقش فترة المراهقة من كل جوانبها، موضحًا أن الكتاب موجه للشباب وأسرهم كذلك، متضمنًا إرشادات يحتاجها الأبناء ليحظوا بالتربية السليمة وكذلك الآباء لينالوا الاحترام والتقدير.
آلاء مجدي، 26 سنة، خريجة كلية الآداب قسم علم النفس، ومزمن هو كتابها المستقل الأول، والذي يتناول أساليب التعايش مع الأمراض والآلام المزمنة وهي إحدى فروع علم النفس التي تختص بدراسة تأثير المرض على الصحة النفسية وطرق اكتساب العادات الصحية، بالإضافة إلى طرق مختلفة تساعد المريض على الحصول على حياة مستقرة؛ موضحةً أنها لاحظت عدم تناول هذه الفكرة في الكتب العربية رغم انتشار الأمراض المزمنة بشدة؛ لذلك حرصت على تسليط الضوء عليها.
ويشارك سيف الغيطاني، الطالب بكلية الطب البشري، في المعرض هذا العام برواية ساحر الكهرباء، وهي تحكي عن شاب يتعرض للتنمر ثم يكتشف سرًا يغير حياته، مضيفًا أنها رواية فانتازيا وتشويق، موجهة للشباب بصورة أساسية، موضحًا أنه قبل نشر هذا العمل كانت له عدة محاولات لإعداد رواية كاملة ذات بناء متماسك حتى تمكن في النهاية من كتابة هذه الرواية.
ماذا يقرأ «جيل زد» في معرض الكتاب في نسخة ٢٠٢٤؟
أما بالنسبة للقراء يقول فريد أحمد، 21 عامًا، إنه في العادة يحب أن يقرأ كتبًا عن علم النفس والفلسفة، ولا يفضل الروايات كغالبية شباب جيله، مضيفًا أنه نزل معرض الكتاب خصيصًا لشراء كتاب عشر دقائق مع الفلسفة، و«كوايدن أساطير الشياطين والبشر في الحضارة اليابانية».
وتخبرنا أمنية عزت، 20 سنة، أن هذه هي زيارتها الأولى لمعرض الكتاب، متفقةً مع «فريد» فيما يفضل حيث إنها تحب قراءة كتب علم النفس بجانب كتب تطوير الذات، وهذه هي الكتب التي تبحث عنها خلال زيارتها للمعرض هذا العام.
وتوضح لنا هايدي زكريا، الطالبة بكلية الخدمة الاجتماعية، أنها تقرأ في العادة كتبًا وروايات، ولكن أكثر اهتماماتها تتجه نحو الكتب والتي تندرج تحت ذات التصنيف التي تفضله «أمنية» وهو علم النفس وتطوير الذات، وتبحث خلال زيارتها للمعرض عن كتب تتضمن هذا المحتوى الذي تفضله.
وخلال زيارتنا للمعرض تصادفنا مع آلاء محمد، 25 سنة، والتي أخبرتنا أنها تفضل الأدب العالمي، والروايات الأجنبية، ومؤلفات تشارلز ديكينز، ودائمًا ما تنزل المعرض دون وضع اسم معين لكتاب ما أو رواية تود شراءها بل هي تسير وترى ما قد يجذبها من هذه النوعية التي تحب، مضيفةً «لو لقيت حاجة من الأدب العالمي أو نوع الروايات الي بحب أكيد هشتري».
وأكملنا حوارنا مع مروان عادل، 18 عامًا، والذي نزل المعرض هذا العام لشراء كتب في مبادئ تعليم الشرع حيث إنه يهتم بهذه النوعية من الكتب، قائلًا: «نازل أجيب كتاب من كل حاجة زي أصول الفقه، والسيرة»، مضيفًا أنه يحب قراءة كتب تختص بمجال الطب لحبه لهذا المجال.
وتكمل معنا شهد أحمد، 21 سنة، التي عبرت عن حبها للروايات خاصةً تلك التي تندرج تحت تصنيف الفانتازيا والروايات ذات الطابع الرومانسي، مضيفةً أنها تحب الروايات ذات السلاسل الطويلة والتي تجعلها تندمج مع الأحداث، معلقة «قراءة الروايات زي رحلة غرضها استمتع وأتعلم أكثر منها»، موضحةً أن هذه أول زيارة لها إلى المعرض ونزلت خصيصًا لشراء كتاب الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي، حيث جذبها اسم الكتاب وقرأت بعض الاقتباسات منه؛ حيث يضم حصيلة لغوية جيدة وسيضيف إلى حصيلتها اللغوية كونها تحب اللغة العربية الفصحى.
وتقول هبة حسين، 21 عامًا، إن هذه هي المرة الرابعة لها لزيارة المعرض، ونزلت هذا العام لشراء ما تريده هي ووالدها، مضيفةً أنها تحب قراءة الروايات التي تتميز بطابع الرعب، وكتب علم النفس والتنمية، قائلةً إن ما دفعها لزيارة المعرض هذا العام هو زيارة كاتبها المفضل أسامة المسلم له، والذي سيوقع على مؤلفاته لأجل معجبيه، ذاكرةً أنها اشترت من مؤلفاته خلال زيارتها هذه سلسلة رواية خوف كما اشترت سلسلة رواية القمر الأحمر للكاتبة غادة أحمد.