هكذا تضر أفلام الكارتون طفلك

كارتون

يتلقى الطفل سلوكيات التعامل في حياته من خلال من حوله من أشخاص سواءً كانوا أبويه، أقاربه وجيرانه، مضافًا إليهم عامل آخر مؤثر وهو المحتوى الذى يتعرض له الطفل، ففي مثل هذا السن الصغير يشاهد غالبية الأطفال الكرتون، والذى ينجذب إليه الطفل في مقتبل عمره، فإذا كان هذا المحتوى غير ملائم له سيتكون لديه أفكار خاطئة من الممكن أن تفسد سلوكه في حالة عدم مراقبة الأهل له بشكل جيد، ومن خلال هذا التحقيق سنتعرف من الأهل على المحتوى الذى ينجذب إليه الطفل وبأي درجة تلائمه.

في البداية، ذكرت عصمت جرجار، 42 عاماً، ربة منزل، أن طفلها ذو الـ9 أعوام يشاهد الكرتون على التليفزيون من خلال قناة «بطوط» وعلى الهاتف من خلال منصة اليوتيوب، حيث يفضل مشاهدة «بودى» و«شركة المرعبين المحدودة»، مضيفةً أنها تحفز ابنها على مشاهدة قصص الأنبياء التي تعرض على شاشة التليفزيون في شهر رمضان، وأنها تشاهد الكرتون أولاً وعندما تجد أن محتواه مناسب لطفلها تتركه يشاهده، وبالنسبة للأغاني التي يفضلها فهو يحب كل ما تعرضه قناة «طيور الجنة».

 بدورها، قالت نسرين عنتر، 37 عاماً، تعمل في مجال التسويق:«ابنى ذو الـ11 عاماً يشاهد الكرتون على قناة كرتون نيتورك بالعربية ومنصة اليوتيوب، فهو يشاهد «بن تن»، «بطاريق مادغشقر»، «سبونج يوب» و«سلاحف النينجا»، وأجد أن هناك كرتونات تنقل سلوكاً سيئاً للطفل مثل جيمي نيوترون الذى احتوى على مشهد يسجد فيه الناس لتمثال، وكرتون ستيڤن البطل، والذى ظهرت فيه شخصيات مثلية”، محفزةً طفلها على مشاهدة قصص الأنبياء “ليحيى الفخرانى” والقصص التي تعرض على قناة النهار في شهر رمضان. 

وأضافت نجلاء عنتر، 34عاماً، ربة منزل، أن طفلتها ذات الـ13 عاماً تشاهد قناة «mbc3» و«CN بالعربية»، وتحب كرتون «روبانزل» و«سندريلا»، وأنها لا تتركها كثيراً على منصة اليوتيوب لأنها تحتوي أحياناً على إعلانات غير مناسبة لابنتها؛ لذلك تقوم بتحميل الكرتون على الهاتف أولا ثم تركها تشاهده، مؤكدةً على إيجادها لمحتوى مثل «باز يطير» الجديد و«ستيڤن البطل» غير مناسب للأطفال؛ لاحتوائه على مشاهد المثلية.

وأكملت «عنتر»، أنها تحب أن ترى ابنتها برامج دينية مثل «إني قريب» والذى يعرض في شهر رمضان، وفيما يتعلق بكيفية اختيارها للمحتوى الجيد لطفلتها، فهي تشاهد الكرتون معها أولاً وإذا وجدت أشياء تضر بطفلتها لا تجعلها تشاهده مرة أخرى.

أوضحت مها الشحات، 37 عاما، ربة منزل، أن ابنها ذو الـ9 أعوام يشاهد قناة «بطوط وماجد و سبيستون»، ومن الكرتونات التي يحبها: «توم وجيري وماشا والدب»، وتختار المحتوى الجيد لطفلها عن طريق مشاهدته أولاً ثم تقترح عليه مشاهدته، مضيفةً أنها تحفز طفلها على مشاهدة قصص الأنبياء والبرنامج الديني «قرآني جنتي».

وأشارت نجلاء حسن، 42 عاما، ربة منزل، إلى أن ابنها ذو الـ8 أعوام لا يشاهد الكرتون على شاشة التليفزيون بل يشاهده على الهاتف من خلال منصة اليوتيوب، حيث يفضل «باز يطير، ماشا، سوبر مان والملك الأسد»، معتقدةً أن كرتون «الملك الأسد» ينقل سلوكاً سيئاً لطفلها وهو العنف والطمع، مضيفةً  أنها لا تستطيع أن تتحكم فيما يشاهده حيث أنه يعاندها أكثر عند منعه من مشاهدة محتوى معين.

من جانبها، قالت ريهام جلال، 40 عاما، ربة منزل:«ابنى لديه 10 أعوام، وهو يحب مشاهدة كرتون الجدول على قناة CN بالعربية، وأختار لطفلي المحتوى الجيد لمشاهدته عن طريق مشاهدته أولاً، وأحفز طفلي على مشاهدة قصص الأنبياء وبرنامج تحفيظ القرآن».

وتحدثت رحمة حسن، 31 عاما، ربة منزل، عن تجربتها مع طفلها موضحة بأن طفلها ذو الـ9 أعوام يشاهد كرتون «فلافيلو» عبر قناة «كرتون نيتورك بالعربية»، مضيفةً أنها تجد المحتوى الخاص بـ «مامتي دكتورة» ينقل شعور الخوف لدى الأطفال، وهي تشاهد محتوى الكرتون أولاً ثم تقيم هل يناسب طفلها أم لا، مؤكدةً أنها تحفز طفلها على مشاهدة قصص الأنبياء، وترى أن قنوات أغاني الأطفال غير جيدة، لأنها تشتت الأطفال وتجعلهم أكثر عصبية.

خبراء علم الاجتماع يكشفون خطة تأمين طفلك من «الكارتون» الضار

من جانبها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس:«بالتأكيد يكتسب الطفل سلوكاً من الكرتون إلى جانب ما يتعلمه من الأهل والبيئة المحيطة، بل قد يكون أكثر منهم، فكل الجيل السابق تأثر بما شاهده من برامج وكرتون، ويتأثر أيضاً بالأغاني كالوطني منها، فكلٌ منهما يترك بصمة خاصة داخل عقل الطفل، ولا يمكن أن تنتزع هذه الصورة المكونة بسهولة».

دكتور سامية خضر أستاذ علم الاجتماع

وأضافت «خضر»، أنه يجب على الأم أن تتمتع بشخصية واعية تمكنها من تمييز ما هو خاطئ وما هو صحيح في اختيار ما يناسب طفلها من كرتون وبرامج، وإن لم تكن كذلك فهي لا تستحق أن تكون أمًا، موضحةً أن ترك الأم لطفلها أمام التلفاز أو الهاتف بمفرده يعد كارثة، فالطفل مسؤولية يحتاج إلى رقابة مستمرة بالأخص في السن الصغيرة.  

وفي ما يخص الطريقة التي تستخدمها الأم للرد على تساؤلات الطفل بخصوص ما شاهده من مشاهد «مثلية» في إعلانات أو الكارتون، توضح «أستاذة الاجتماع»، أنه يجب عليها أن تلهيه بأي شيء آخر أو تشتري له شيئاً يحبه سواء لعبة أو حلوى أو تقوم بأخذه للتنزه خارجاً ولا تجيب على سؤاله، وأن تمتنع عن أن تمنعه من الهاتف أو التليفزيون واستخدام العنف في ذلك؛ حتى لا يزيد فضوله للمعرفة.

وأشارت «أستاذ علم الاجتماع» إلى أنه لا يوجد مجال لإصرار الطفل على مشاهدة محتوى معين، فالأم يجب عليها أن تكون صاحبة موقف ولا تنصاع إلى عناد الطفل أو بكائه وأن تعطيه بديل عنه كلعبة يحبها، ممارسة هواية يحبها أو تقديم طعام مفضل له، وفيما يزيد عن عمر العشر سنوات من الممكن للأم أن تقوم بشرح السبب من وراء مشاهدة هذا المحتوى بطريقة مبسطة، ناصحةً الأمهات بضرورة حصول الطفل على دروس تعلمه أمور دينه؛ حتى يتعلم ما هو السلوك السليم الذى من المفترض أن يكون عليه الشخص، راجيةً من الجهات الثقافية المختصة، إنتاج محتوى كرتوني مصري من حيث الكتابة والإخراج والإنتاج يتماشى مع العادات والتقاليد.

Scroll to Top