عبدالتواب يوسف.. رائد أدب الطفل في العالم العربي

عبدالتواب يوسف رائد أدب الطفل في العالم العربي

صديق الأطفال ، الرجل الذي أمضى حياته كلها  يكتب لهم، ولم ينسَ طوال عمره الطفل الصغير بداخله المليء بالشغف تجاه القراءة، وأدب الأطفال، فإن عبد التواب يوسف هو من تولى مسئولية تثقيف الطفل المصري، والعربي.                                                                                                             

وُلِد عبد التواب يوسف عام 1928، بقرية شنرا بمدينة الفشن ببني سويف، لأسرة بسيطة، وكان طفلاً مولعاً بالقراءة ، لكن بسبب فقره لم يكن يتمكن من شراء الكتب والقصص، فكان يمشي للمدرسة كل يوم ليجمع الصاغ علي الصاغ ليتمكن من أن يستعير الكتب بمصروفه، لذلك عندما كبر الطفل حمل على كتفه مسئولية الكتابة للأطفال، وكان يقرأ القصص ثم يعيد حكايتها على أصدقائه من الأطفال؛ ما أدى إلى تميزه بعد ذلك في طريقة كتابته للأطفال، حيث كان يتصور نفسه بين الأطفال ويتحدث إليهم، مما يجعل الطفل القارئ مشاركاً في القصة التي يقرؤها.                                                                                             

درس عبد التواب العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكانت برامج الأطفال بالإذاعة هي نقطة البداية في حياته العملية، أُذِيع له أول عمل للأطفال من خلال برنامج بابا شارو في 1950 ، ومنذ ذلك الحين، قام بكتابة آلاف القصص والحكايات لبرامج الأطفال التي قُدمِت في كافة الإذاعات العربية، مثل أبله فضيلة، وعمو حسن شمس، وعمل مشرف على برامج الإذاعة المدرسية بوزارة التربية والتعليم، وترأس قسم الصحافة والإذاعة والتليفزيون بهما، ثم ترأس قسم الثقافة، وبعد ذلك تفرغا للكتابة للأطفال منذ عام 1975.                                    

أثرى الأديب الراحل المكتبة العربية بأكثر من ألف كتاب، كتب حوالي 747 كتاباً للأطفال، بدأ فيها بالكتابة الدينية للأطفال، فأنتج سلسلة خاصة حول العقيدة ثم القرآن الكريم، وبعدها قدّم سلسلة بعنوان المكتبة القرآنية للأطفال، ثم قدّم قصصاً من الأحاديث النبوية، وبعد ذلك قام بالكتابة عن العبادات، أما السيرة النبوية فأنتج فيها 25 كتاباً، وأتت بعد ذلك سيرة الصحابة والتابعين والأنبياء والأخلاقيات الدينية، ومن أبرز كتبة كتابا «حياة محمّد» الحائز على جائزة أفضل كتاب للأطفال في العالم من بولونيا وإيطاليا، وتمت طباعة 7 ملايين نسخة من الكتاب، وكتاب «خيال الحقل»وتمت طباعة 3 ملايين نسخة منه، وسلسلة قصص «معجزات الأنبياء»، وسلسلة «هيا نتثقف»، وسلسلة «أحلى رحلة»، وسلسلة «بطولات فلسطينية»، وترك بمنزله أكبر مكتبة أطفالا يقتنيها فرد في العالم، والتي تحتوي على الآلاف من كتب الأطفال.                                        

اتخذ «يوسف» في الكتابة منهجاࣧ مستقلاࣧ، فركز على القيم الإسلامية، ويقول في ذلك: «منهجي في الكتابة للأطفال يبدأ بترسيخ العقيدة ثم تحبيب القرآن الكريم لهم»، وعلى الرغم مما كتبه عبد التواب عن الأطفال، إلا أنه يعتبر نفسه قارئاً أكثر من كونه كاتباً.                                                                               

حصل ابن بني سويف على العديد من الجوائز والأوسمة لتتويج مجهوداته الثمينة مثلا: جائزة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال عام 2000 عن كتاب حياة محمّد في عشرين قصة؛ وجائزة الدولة في أدب الأطفال عام 1975؛ وجائزة اليونسكو العالمية في محو الأمية عام 1975، ويقول عصام يوسف، ابن الراحل عبد التواب يوسف عنه  إنه كان بالنسبة لأبيه الحياة هي الكتب، وقالت عنه سهير القلماوي الباحثة والناقدة الأدبية المصرية «إن هناك الكثير يكتبون للأطفال. لكن القليلين فقط هم الذين أنتجوا أدباً حقيقياً، وعبد التواب يوسف في طليعتهم كماً وكيفاً».                                                                                           

توفى عبد التواب يوسف، عام 2015 بعد أن ترك إرثاً عظيماً من كتب الأطفال التي ساهمت في تشكيل وجدان أبناء الشعب المصري والعربي من خلال كتاباته لآلاف القصص، والحكايات.      

Scroll to Top