شباب يروون تفاصيل مشاركتهم في معرض الكتاب كمنظمين: «التجربة علمتنا التنظيم والتعاون»

المتطوعون في معرض الكتاب

يعتبر معرض الكتاب مناسبة ثقافية هامة تجذب الكثير من القراء والمهتمين بالثقافة والمعرفة، ومن بين الحضور الملفت للنظر في هذا المعرض هم الشباب المتطوعين الذين يُبدون حماسًا ونشاطًا ملحوظين، في زيهم الأصفر المميز وابتساماتهم الدافئة التي تعكس رغبتهم في خدمة الآخرين، يؤدي هؤلاء الشباب دورًا فعالًا في تنظيم المعرض، ويقدمون المساعدة للزوار بكل احترافية وود، ووجودهم يضفي جوًا من الحيوية والإيجابية على المعرض، عاكسًا رغبتهم القوية في تقديم الخدمة والمساهمة في إثراء الحياة الثقافية والأدبية في المجتمع، وفي حديثهم لـ«جيل زد» يروون تفاصيل تجربتهم وأسباب تطوعهم في المعرض، بالإضافة إلى المهارات التي اكتسبوها.

قالت لمى سالم، الطالبة بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وإحدى المتطوعات في معرض الكتاب، إن الطلاب يقبلون على التطوع لأسباب كثيرة أهمها المشاركة في أحداث وطنية مهمة مثل معرض الكتاب؛ حيث ترى أن الشباب يجب أن يكونوا جزءًا من هذا الحدث الثقافي الكبير، مضيفةً أن التطوع مفيد من أجل الحصول على وظيفة في المستقبل؛ حيث إن الشركات الكبرى تفضل الشخص الذي مر بتجربة التطوع وتعامل مع الكثير من الناس واكتسب العديد من المهارات، موضحةً أن تطوعها في المعرض جعلها تتعامل مع جميع الناس باختلاف جنسياتهم وطباعهم، مكتسبةً مهارة التنظيم والعديد من الخبرات الحياتية.

وأعرب عمار عادل، الطالب بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر وأحد المتطوعين في معرض الكتاب هذا العام، عن حبه للعمل التطوعي منذ أن كان في الثامنة من عمره، معللًا «بلاقي نفسي في التطوع وبحب أعمل علاقات وأتعرف على ناس وشايف إن رأس مالي علاقاتي»، مضيفًا أن خطوة التطوع في معرض الكتاب على وجه الخصوص تعد فرصة رسمية رائعة لكونها تابعة لوزارة الشباب والرياضة، وهذه التجربة أكسبته علاقات مع أشخاص كثيرين في مجالات مختلفة، كما طورت من مهاراته في التنظيم، واصفًا تجربته بأنها جيدة وتتميز بفريق عمل متعاون.

وذكرت نعمة هيثم، الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنها ملأت الاستمارة الخاصة بالتطوع في معرض الكتاب رغبةً في خوض تجربة جديدة، والآن تفخر بما تفعله وتشعر أنها تستثمر وقتها في شيء مفيد تتعلم منه الكثر كل يوم، مضيفةً أنها قبل تطوعها في المعرض كان كلامها محدودًا أما الآن فأصبحت تجيد إدارة الحوارات وتتحدث عن نفسها بطلاقة، كما أنها أصبحت تجيد إدارة وقتها، مكملةً أن دور فريقها في المعرض يتمثل في التنظيم والإجابة على تساؤلات الزوار.

وأشار مازن صبري، الطالب بكلية التربية جامعة حلوان، إلى أن الاستعداد لمقابلة القبول في تطوع معرض الكتاب جعلته يتعرف على تاريخ المعرض ويدرك أنه ليس مجرد مكانًا لبيع الكتب بل هو أكبر حدث ثقافي في وطنه، مضيفًا أن الحرص على الاستيقاظ مبكرًا من أجل الوصول للمعرض في الموعد المحدد قبل إقبال الزوار يساعد المتطوع في المستقبل على الالتزام بموعد عمله، مكملًا: «لما شاركت في المعرض عرفت يعني إيه عمل جماعي ويعني إيه تيم كامل هدفه نجاح الحدث ونجاح المنظومة ككل، وإن نجاحي والتزامي بالتعليمات هو نجاح التيم كله».

وأكدت سلمى محمد، الطالبة بكلية الألسن جامعة عين شمس، أن التطوع بمعرض القاهرة للكتاب فرصة مثالية؛ حيث إنها تحب القراءة والكتب، وفي نفس الوقت سيكون بإمكانها مساعدة الناس من خلال إرشادهم إلى الأماكن التي يريدون الوصول إليها داخل المعرض وتبسيط المعلومات التي يريدون الحصول عليها، إلى جانب اكتساب خبرات مختلفة، مضيفةً «أهم شيء هو العطاء بلا مقابل».

وأشاد أحمد عثمان، الطالب بكلية التجارة جامعة القاهرة، بتجربة تطوعه في معرض الكتاب؛ حيث أصبح يتمتع بصلابة نفسية وقدرة أكبر على التحمل، معللًا «أثناء تعاملنا مع عدد كبير من الناس كان يوجد بعض الأشخاص الذين يتحدثون معنا بأسلوب سيء، ويكون مطلوب منا عدم الرد والتحكم في أعصابنا حتى لا يصدر عنا رد فعل لا يليق بالحدث الذي نمثله».

«أنا بحب القراءة جدًا وأول مرة روحت فيها معرض الكتاب كنت مبهورة بكل حاجة جواه وازاي بيتم تنظيم معرض دولي بالشكل ده، كنت ببقى متحمسة كل سنة اروح واشوف وأحاول أستكشف التنظيم وكان حلم من أحلامي إني أكون من ضمن فريق تنظيم معرض الكتاب»، بهذه الكلمات أعربت كريمان خالد، الطالبة بكلية الآداب جامعة حلوان، عن شغفها بتنظيم المعرض، مضيفةً أنها كانت تشعر بالقلق قبل مقابلة القبول في التطوع، وبقبولها أصبح حلم الأمس حقيقة بكونها أحد أعضاء تنظيم معرض الكتاب، معتبرةً ذلك أهم إنجاز حققته خلال هذا العام.

ويرى أحمد جمال، 25 عامًا، أحد المتطوعين في معرض الكتاب، أن تجربة «أنا متطوع» في معرض القاهرة للكتاب هي قمة الهرم فيما يتعلق بالتجربة التطوعية، بسبب أهمية وثقل الحدث، فهذه الدورة الـ ٥٥ للمعرض، والمشاركة في فصل واحد من تاريخ طويل ومستقبل سيستمر لأجيال هو شيء مميز لكل شاب يتمنى أن يشارك بشكل إيجابي في مجتمعه، مضيفًا أن الخبرة المكتسبة من التطوع في المعرض مختلفة تمامًا عن أي مكان آخر؛ حيث يتعامل المتطوعون مع ضغط ملايين من الزوار بمختلف أعمارهم وخلفياتهم وطبيعتهم، وهذا الضغط يدفعهم ليكونوا أفضل نسخة من أنفسهم ويسهل عليهم الضغوط التي سيتعرضون لها فيما بعد.

قال الدكتور مصطفى عز العرب، معاون وزير الشباب والرياضة والمشرف على برنامج المتطوعين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن فكرة البرنامج بدأت منذ عام 2018 أثناء التحضير للدورة الـ 49 لمعرض الكتاب؛ حيث ظهرت الحاجة إلى مَن يوجهون الملايين من زوار المعرض الذين يتواجدون في مكان واحد في نفس الوقت؛ لذلك كان يجب أن تكون هناك معلومات ترشدهم وتسهل عملية تواجدهم داخل المعرض، كما ظهرت الحاجة إلى التنظيم، فلا يوجد مَن يستطيع التحكم في أعداد زائرين المعرض إلا عدد كبير من الشباب الذين يكرسون وقتهم وخبرتهم لخدمة الجمهور.

وأضاف «عز العرب»، أن الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أولى البرنامج رعاية خاصة، وذلك ضمن الاستراتيجية المصرية لتوظيف الشباب في العمل التطوعي؛ حيث يعد التطوع نوعًا من أنواع المدارس المدنية، ومن خلال الممارسة المجتمعية والتفاعل مع الناس يكتسب الشباب الخبرة ويصبحون أكثر ارتباطًا بالأحداث الوطنية الكبرى، مشيرًا إلى أن البرنامج يتضمن لجنة للتنظيم والمعلومات وأخرى للتوثيق الإعلامي.

Scroll to Top