«جيل زد» تسأل الأمهات.. كيف تؤهلين طفلك ثقافيا وتعليميا؟

صورة أرشيفية

تعتبر مرحلة الطفولة من أسمى المراحل في حياة الإنسان بل وأهمها، حيث خلال هذه المرحلة يتم غرس القيم والأخلاق في الطفل، ويࣳنظر لأطفال هذه المرحلة كعجينة يتم خبزها جيدًا وتشكيلها، فٳذا أحسنت صنعها أنتجت في أجمل صورة، وٳذا فشلت أنتجت في أسوأ صورة، لذا تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الٳنسان، لأنها أساس باقي المراحل، لذلك قمنا بالتواصل مع ثلاث أمهات «نجلاء عنتر»، «نسرين عنتر»، «رغدة عمارة»، وذلك لمعرفة كيف يؤثر الأهل في تكوين عقلية الطفل منذ الصغر عن طريق اختيار نوعية التعليم، وكيفية تعامله مع المجتمع وتطوراته.

تعليم اللغات وجهة الأمهات في البداية

في البداية، ذكرت نجلاء عنتر، والدة الطفلة جودي أحمد ذو 13 عاما، أن ابنتها تدرس في الصف الأول الإعدادي، تقيم في مدينة حلوان، منوهة إلى أن معايير اختيار المدرسة التي يتم الالتفات إليها من جانب الامهات، هي تلك المدرسة تتمتع بمستوى متميز من التعليم الجيد، بجانب المدرسين المتميزين، مشيرةً إلى أنها لم ترى صعوبة في تأقلم ابنتها في رياض الأطفال، كما علمتها كيف تتعامل مع الغرباء، وذكرت «الأم» أن أسلوب تربيتها يشمل مشاركة الطفلة في أعمال المنزل، ومعاملتها كشخص مسئول، وهذا الأسلوب جعل الطفلة صديقة لوالدتها، فبجانب الوقت الدراسي والمشاركة في الأنشطة المدرسية كالتطريز والٳذاعة المدرسية، تفضل الطفلة قراءة قصص الأنبياء، لذلك تفضل الذهاب للمكتبة المدرسية في وقت الفراغ مع أصدقائها، وتلوين الرسومات البيضاء، والخروج مع أصدقائها وجيرانها في إجازات المدرسة، وزيارة الأقارب.

بدورها، قالت نسرين عنتر، والدة الطفل محسن شريف ذو 11 عاما، الذي يقيم في مدينة الخصوص، ويدرس في الصف السادس الابتدائي، إن اختيار المدرسة يقع على اختيار مستوى تعليمي عالٍ، ويشمل أسلوب تربيتها تعليم الطفل آداب الحديث مع كبار السن واحترامهم، والالتزام في الصلاة، وعدم الكذب، إلى جانب القيام بالمهام المدرسية والمشاركة في الأنشطة المدرسية، وزيارة الأهل.

وأشارت رغدة عمارة، أم لطفلتين «أيتن ورزان» ذو 9، 7 أعوام ويدرسان في الصف الرابع والثاني الابتدائي، إلى أنهم يقيموا في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، وأنها اعتمدت في اختيار نوع التعليم لطفلتيها على مدارس اللغات لأنها ترى أنهما يجب أن تتميزان باللغة الإنجليزية الجيدة والتي أصبحت من مطالب أي مهنة، كما أنها دققت بشدة في المهارات التي قد تقدمها المدرسة لطفلتيها لأنها ترى أنها بالتأكيد مفيدة لهما، معتمدةً في أسلوب التربية التحدث مع بناتها ومحاولة إيصال لهن ما هو صحيح بما يتفق مع الدين وكيفية معاملة الغير، وفيما يخص تأهيلهم لتقبل المدرسة والاختلاط مع الآخرين كانت رغدة حريصة منذ صغرهم أن تجعلهم يشتركون في نادٍ رياضي في مختلف الرياضات؛ لأنها ترى أن النادي يعتبر وسيلة جيدة لهن لتكوين صداقات والاختلاط مع المجتمع وتقبل الآخرين.

حماية عقلية الطفل بالمشاركة

وتطرق فريق «جيل زد» للحديث مع عدد من الأمهات حول كيفية اختيار المحتوى الذي يشاهده الطفل والذي يعود بتأثير كبير على تصرفاته وأفكاره، فقالت رغدة:«بنتشارك في اختيار المحتوى ويعتمد الاختيار على الأخلاق والدين وسبب أن أحنا بنتشارك عشان يكون في اقتناع باختيار المحتوى والاستفادة منه، والمحتوى الذي نراه محتوى دينيا زي قناة أطفالنا وقناة قرآني جناتي على اليوتيوب، ومحتوى ترفيهي زي mbc3 وcartoon network»، مضيفةً أن اختياراتها بالاتفاق مع بناتها ينعكس على ثقافتهم، كما أنها تزودهم بالثقافة اللازمة التي قد يتقبلها عقلهم والتي تتفق مع هوايتهم وما يحبون فعله في حياتهم، ودائمًا ما تكافئهما عندما تنجزان ما وعدوا بإنجازه وتكون المكافأة بالمدح أو هدية قد اتفقوا عليها سابقًا أو نزهة ما أو مبلغ مادي.

ولا تتفق رغدة مع فكرة مكافأة طفلتيها بتليفون أو تابلت كما يفعل الآخرين من حولها بل ترى أن تقديم قصة لهما أو لعبة أفضل من هذه الإلكترونيات.

وذكرت «رغدة»، أن هناك خطر كبير تواجهه كما بقية الأهالي وهو الانفتاح الثقافي، مضيفةً:«الانفتاح الثقافي له تأثيرا كبيرا على الطفل فأصبح له تساؤلات كثير أحيانًا نعجز عن الرد عليها وأحيانًا نجهل الإجابة وأيضًا تتطلب المراقبة الدائمة حتى لا تعود على الطفل بالسلب»، موضحةً أن التطور التكنولوجي الذي نعيشه الآن له تأثير كبير، فالتربية أصبحت أصعب بكثير لأن الطفل أصبح عقله متطلعًا أكثر فيجب أن يكون الأب والأم ذهنهم حاضر دائمًا لأي مناقشات متوقعة.

وأوضحت «نجلاء»، أن الانفتاح الثقافي أمر غير مسلم به ووارد حدوثه، لذلك تقوم بالرقابة على ما تشاهده ابنتها من قنوات، أو ألعاب الفيديو، ذاكرةً أن جودي تفضل مشاهدة أفلام روتانا سينما، والدراما التركية، وقنوات الكرتون، ومشاهدة أميرات ديزني، وأيضًا لعب ألعاب تلبيس بنات وألعاب ألغاز، لكنها لا تفضل الجلوس على الهاتف لفترة أكبر، مشيرةً إلى أنها تكافئ ابنتها عند القيام بسلوك جيد بٳعطائها بعض الأموال، أو شراء بعض الحلوى لها، أو القيام بالشيء الذي  تحبه.

ومن جانبها، قالت «نسرين»، إنه على الرغم من الرقابة على الطفل ٳلا أنه وارد تعرضه لانفتاح ثقافي، لذلك تقوم بتوجيه ابنها محسن بمشاهدة الأفلام التي تناسب عمره، والرقابة على ما يشاهده، مشيرةً إلى أن  محسن يفضل مشاهدة قناة CN  بالعربي، والأفلام الكوميدي مثل أفلام الفنان محمد سعد، ولعب كرة القدم وهو مشترك في أحد مراكز التدريب، مضيفةً أنها تكافئه بما يفضله عندما يقوم بسلوك جيد وينجز ما هو مطلوب منه.

Scroll to Top