يعد الطفل هو اللبنة الأولى للمجتمع، وبناء ثقافة الطفل هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، فهي البذور الأولى في شخصيته لذلك يجب الاهتمام بهذا الجانب وإذابة جميع الصعوبات في طريق تكوين شخص سوي يفيد المجتمع، وفي هذا الحوار، نلتقي مع الدكتور عمرو نحلة، أستاذ مساعد بكلية الإعلام وثقافة الطفل بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، للحديث عن أهمية ثقافة الطفل وكيفية تنمية هذه الثقافة.
في الوقت الحاضر نرى تغير كبير في سلوكيات الأطفال وحتى في ردود أفعالهم، فما هي أهمية ثقافة الطفل في تكوين شخصيته وسلوكياته؟
– أهمية ثقافة الطفل بالنسبة للأطفال في مختلف المراحل العمرية تكمن في تأثيرها في بنائه العقلي لأنها تمده بمجموعة من القيم والاتجاهات والسلوكيات والثقافات المختلفة حول ما يحيط به من واقع سياسي، ديني اجتماعي، نفسي، تكنولوجي، وواقع معلوماتي، فلو أن الطفل لديه خلفية في هذه المجالات المختلفة نجد طفل له قدرة على التعامل مع المجتمع بالتكنولوجيا الحديثة بكل أشكالها في عصرنا الحالي.
ما العناصر التي تشكل ثقافة الطفل؟
– تشمل جزء فني مثل القصة والمسرح والموسيقى والفن بكل أشكاله من بينهم الرسم والقراءة، وجزء بيئي أي الثقافة البيئية المستمدة من المجتمع الذي يعيش فيه بداية من الأسرة والمدرسة والمسجد وكل ما شابه ذلك.
الأسرة المؤثر الأول على ثقافة الطفل ويشترك معها المدرسة والمجتمع
ما دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في تنمية ثقافة الطفل؟
– الأسرة هي المؤسسة الأولى في تربية الطفل وتثقيفه، كما يجب على الأسرة الفصل بين مصادر الثقافة، فالأب يكسب ابنه ثقافة عند ذهابه للمسرح أو مشاهدة التلفزيون، وأيضاً ممارسة السلوك مع الأم والأب داخل البيت نفسه في الفعل ورد الفعل يعتبر ثقافة، بينما المدرسة هي المؤسسة الثانية في عملية التنشئة والتثقيف من خلال التعليم التقليدي في الكتب والمقررات الدراسية ومن خلال الجانب المرتبط بالمؤسسة التعليمية كالأنشطة والمسابقات الفنية، والصحافة المدرسية، بالإضافة إلى المجتمع الذي يشمل الأسرة والمدرسة وذلك من خلال احتكاك الطفل بالمجتمع والأهل والآخرين يساعد في تكوين ثقافته والتواصل الاجتماعي.
كيف يمكن لثقافة الطفل أن تسهم في بناء شخصية الطفل المتكاملة؟
– حتى تكون الثقافة ذات تأثير يجب أن يكون الطفل سوي، كما يجب تحديد موهبة الطفل وقدراته ووضعه في مكانه المناسب حتى يمكن بناء ثقافته وشخصيته بشكل صحيح.
ما الخصائص التي يجب أن تتميز بها الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى تنمية ثقافة الطفل؟
– لكي يؤثر أي نشاط في ثقافة الطفل يجب أن يكون مناسب لمرحلته العمرية لتقديم المضمون الملائم، وأيضاً اختيار الشخصيات التي تقدم المضمون، حتى تكون مرتبطة ببيئة الطفل الذي يعيش فيها.
ما الأدوات والأساليب التي يمكن استخدامها لقياس مستوى ثقافة الطفل؟
– هناك طرق تقليدية مثل الاستبيان من خلال مجموعة من الأسئلة يتم الإجابة عليها وقياس ثقافته وإجراء الاحصائيات، بالنسبة للأساليب الحياتية من خلال الممارسات اليومية وتفاعله مع الآخرين.
ما الجهود التي تبذلها الدولة والمجتمع المدني لتعزيز ثقافة الطفل في مصر؟
– تقوم الدولة بجهود كثيرة بداية من وزارة التربية والتعليم مرورا بمجموعة المسابقات والأنشطة التي تقوم بها وزارة الشباب والرياضة، وأيضا وزارة الثقافة من خلال مراكز وقصور الثقافة، وحديقة السيدة زينب والحديقة الدولية والعديد من الأنشطة التي تساهم في توعية وتنمية الأطفال.
كيف يمكن للبرامج التعليمية في مصر أن تسهم في تنمية ثقافة الطفل؟
– هذا النوع مرتبط بالمناهج والمقررات الدراسية ولا أعتبره ثقافة إلا إذا كانت مبنية على التفاعل والاحتكاك مع المجتمع، ولكن لها دور مهم في الشق التعليمي للطفل.
عمرو نحلة يوضح كيف يواجه الأطفال صعوبة في تكوين ثقافتهم بسبب نقص الوعي والتعليم
ما التحديات التي تواجه ثقافة الطفل في مصر؟
– يواجه الأطفال صعوبة في تكوين ثقافتهم بسبب نقص الوعي والتعليم، وعدم الدراية الكافية بتاريخ وثقافة بلدهم، ومحدودية الموارد التعليمية المتاحة، وأيضاً قد تقهر التربية القاسية ثقافة الطفل وتعطل إمكانات التفكير والإبداع لديه، بالإضافة إلى التأثيرات الثقافية الأخرى من البيئة المحيطة مثل وسائل الإعلام والتكنولوجيا والتأثير الثقافي الغربي.
ما التوصيات التي تود تقديمها لتعزيز ثقافة الطفل في مصر؟
– إنشاء مراكز تدريبية قائمة على فكرة تثقيف الطفل، وتوفير متخصصين في مختلف المجالات لتوجيههم، مع وضع رغبات الأطفال في الاعتبار، فضلا عن تكاتف جهود وزارة الثقافة مع كافة المؤسسات الرسمية والخاصة المعنية بثقافة الطفل؛ لوضع خطة التصدي للإرهاب والتطرف والمخدرات والتسول والعنف ضد الأطفال، وعمالة الأطفال، والرقابة المشددة على كل ما يقدم للأطفال.